عين شقيقه منصور نائبا لرئيس الدولة وشقيقيه طحنون وهزاع نائبين لحاكم الإمارة
في خطوة لاحكام سيطرته على مقاليد الحكم والنفوذ في الإمارات عيّن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، أمس الأربعاء، نجله خالد وليّاً للعهد في إمارة أبوظبي، بينما عيّن شقيقه نائب رئيس الوزراء منصور نائباً لرئيس الدولة.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) إنّ رئيس الدولة بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، عيّن كذلك شقيقيه طحنون هزّاع نائبين لحاكم الإمارة.
ويشغل طحنون بن زايد آل نهيان منصب مستشار الأمن الوطني، في حين يشغل هزّاع بن زايد آل نهيان منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.

وهذه أبرز تعيينات سياسية في عهد رئيس الدولة منذ تسلّمه منصبه في مايو/أيار 2022 إثر وفاة شقيقه خليفة بن زايد آل نهيان.
وقالت “وام” في تغريدة على “تويتر”، إنّه “بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، رئيس الدولة يصدر مرسوماً أميرياً بتعيين خالد بن محمد بن زايد ولياً للعهد في إمارة أبوظبي”.
وكان محمد بن زايد يتولّى هذا المنصب بنفسه قبل أن يصبح رئيساً. وأضافت “وام” أنّ “رئيس الدولة يصدر قراراً بتعيين منصور بن زايد نائباً لرئيس الدولة إلى جانب محمد بن راشد”.
ويتولّى منصور منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، وهو مالك نادي “مانشستر سيتي” الانكليزي لكرة القدم، فيما أنّ محمد بن راشد آل مكتوم يتولّى رئاسة الوزراء، وهو حاكم دبي.
وتابعت الوكالة “بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، رئيس الدولة يصدر مرسومين أميريين بتعيين هزّاع بن زايد وطحنون بن زايد نائبين لحاكم إمارة أبوظبي”.
وإلى جانب منصب مستشار الأمن الوطني، يتولّى طحنون مناصب عدة في الدولة، بينها رئاسة مجلس إدارة صندوقها السيادي، وقد كان أخيراً خلف حملة الإمارات لإصلاح علاقاتها مع قطر وتركيا وإيران.
ومنذ أنّ تسلّم محمد بن زايد رئاسة الإمارات، كانت الأنظار منصبّة على منصب ولي عهد أبوظبي الشاغر. ونجله خالد بن محمد هو عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي ورئيس مكتب أبوظبي التنفيذي.
ولطالما كان ينظر إلى محمد بن زايد آل نهيان على أنّه رجل البلاد القوي وحاكمها الفعلي الذي يقف وراء صعودها الدبلوماسي منذ سنوات حتى قبل توليه الرئاسة.
وأصبح محمد ولياً للعهد في نوفمبر/تشرين الثاني 2004، وهو ثالث أبناء زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسّس الإمارات. وشغل أيضاً منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي لأبوظبي.
من هو ولي عهد أبو ظبي الجديد
في الخامس عشر من فبراير من عام 2016، نشرت وكالة الأنباء الإماراتية مرسوماً رئاسياً بتعيين الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان رئيساً لجهاز أمن الدولة في الإمارات، ليشكل ذلك التاريخ إيذاناً ببداية عهد الجيل الثاني من سلسلة الشيخ المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان.
لكن قبل هذا التاريخ، لم يكن اسم هذا الرجل معروفاً إلا عند مناداة والده، ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد بـ”أبو خالد”. ورغم توليه هذا المنصب الرفيع، فإن المعلومات عنه، وضمنها تاريخ ميلاده، ظلت مجهولة.
وفي إطار إعادة ترتيب أوراق الإمارة، أصدر محمد بن زايد مرسوماً يقضي بتشكيل لجنة أبوظبي للشؤون الاستراتيجية التي تتبع المجلس التنفيذي، بحسب وكالة “وام” الإماراتية.
وينص القرار على عضوية نجله خالد نائباً لرئيس اللجنة، والأمين العام للمجلس التنفيذي، ورئيس جهاز الشؤون التنفيذية، ورئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، ورئيس دائرة المالية، كما كلفه إعادة تشكيل اللجنة التنفيذية التابعة للمجلس التنفيذي أيضاً.
هذه المناصب العديدة فتحت لرجل الإمارات الخامس بعد كلٍّ من أبيه ولي عهد أبوظبي، وعمه “سيف” وزير الداخلية، وعمه الآخر “طحنون” مستشار الأمن القومي، ثم رئيس الوزراء محمد بن راشد، الطريق ليكون ولياً لعهد أبوظبي

يقدر مراقبون أن خالد بن محمد بن زايد في بداية العقد الرابع من العمر، خاصة أن والده يبلغ 57 عاماً، ولا يوجد أي مصدر رسمي إماراتي يعرض سيرته الذاتية عكس زملائه من المسؤولين في الدولة.
لكن تقارير غربية مختلفة ذكرت أن خالد بن محمد، المعروف اختصاراً بـ”KBM”، درس في أكاديمية سانت هيرست البريطانية العسكرية، ثم التحق بالمخابرات الإماراتية ليصل إلى رتبة “لواء”.
وكانت صحف إماراتية ذكرت أن اللواء خالد عمل في مناصب مختلفة داخل جهاز الأمن، قبل تولي رئاسة الجهاز الذي يعتبر أعلى جهة أمنية في دولة الإمارات.
عمل اللواء خالد بن محمد على تقوية جهاز المخابرات الإماراتي، الذي بات أكثر تشدداً في التعاطي مع المعارضين داخل الدولة وخارجها، وهو ما زاد من الانتقادات الدولية، وأوقع البلاد في أزمات كالتي حصلت مع بريطانيا لدى الحكم بالمؤبد على مواطنها ماثيو هيدجز، قبل أن تضطر إلى إطلاق سراحه.
واعتمد ولي عهد أبوظبي بالكامل على الأدوات التقنية في ضبط الأمن وبناء شبكات التجسس، فقد كشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، عن استخدام الإمارات برامج تجسس إسرائيلية لمراقبة عموم الشعب الإماراتي، خاصةً الناشطين السلميين، وبالتحديد نظام “عين الصقر”.
وكانت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أكدت، في ديسمبر 2017، أن الإمارات تعمل على بناء شبكة تجسس ضخمة في الخليج، مضيفة: “إن مجموعة من الخبراء الغربيين يعملون قرب ميناء زايد بشمال شرقي أبوظبي، ويدربون عدداً من الإماراتيين في جهاز أمن الدولة على أساليب التجسس الحديثة”.
كما أسهمت هيئة الأمن السيبراني بالإمارات -وفق المجلة- في تأسيس قاعدة للتجسس على مواطنيها والمقيمين فيها، من خلال إنشاء شبكة من الهيئات الحكومية الإماراتية وصناعات الاتصالات الحكومية، وفي تنسيق واسع مع الشركات الدولية المصنعة للأسلحة وشركات الأمن السيبراني لتحويل تكنولوجيات الاتصالات إلى مكوّنات مركزية للسيطرة.
وبحسب مجلّة “تليراما” عام 2017، استورد جهاز أمن الدولة الإماراتي منظومة متطوّرة للمراقبة الإلكترونية واسعة النطاق من شركة “أميسيس” الفرنسية، لتكون عين التجسّس على الآلاف من مواقع التواصل، سواء داخل الإمارات أو خارجها.
وأشارت المجلة الفرنسية إلى أن تلك المنظومة تساعد الأجهزة الأمنية على اختراق البريد الإلكتروني واعتراض الرسائل، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة.
المصدر: العربي الجديد + موقع الخليج + تويتر +سي ان ان
نبذة سريعة عن خالد بن محمد بن زايد، وفقا لما أوردته صحيفة الاتحاد الحكومية بأبوظبي.
– خريج أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية
– عُيِّن في 2016 نائب مستشار المجلس الأعلى للأمن الوطني، وفي العام نفسه عُين رئيساً لجهاز أمن الدولة
– ترأس مكتب أبوظبي التنفيذي منذ عام 2019
– يتولى رئاسة مجلس الإمارات للجينوم منذ 2021
– شغل منصب رئيس لجنة أبوظبي للشؤون الاستراتيجية
– عضو مجلس إدارة شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك”
– ولياً للعهد في إمارة أبوظبي ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي العام 2023.


طحنون بن زايد