مقتل شخصين في تبادل لإطلاق النار بعدما انقلاب شاحنة حزب الله .. الاول من الحزب والثاني مصور مسيحي
البابور – متابعات
لم تهدأ الاتصالات والاجتماعات السياسية على الساحة اللبنانية منذ مساء الأربعاء الماضي، بعد حادثة “الكحالة” التي شهدت اشتباكات مسلحة وتوترات أمنية محلية خطيرة ومواجهة هي الأعنف بين “حزب الله” والأهالي منذ “أحداث الطيونة” التي اندلعت قبل نحو عامين ربطاً بملف التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت.
ذكرت مصادر أمنية أن شخصين قتلا الأربعاء في تبادل لإطلاق النار بين أعضاء في جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية وسكان بلدة مسيحية بعدما انقلبت شاحنة تخص الجماعة المسلحة.
وقالت المصادر إن عضوا في الجماعة المدعومة من إيران وأحد سكان البلدة قتلا في الاشتباك الذي وقع على بعد 12 كيلومترا تقريبا جنوب شرقي بيروت. وتبادل الجانبان الاتهامات بإشعال فتيل الاشتباك الدامي.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصدر أمني لبناني قوله إن مسلحَيْن أطلقا النار باتجاه شبان تجمعوا أمام شاحنة كانت قد انقلبت على الطريق الرئيسي في منطقة الكحالة.
وقال حزب الله -في بيان- إن مسلحين أطلقوا النار باتجاه شاحنة تابعة له انقلبت في الكحالة، مما أسفر عن مقتل أحد المكلفين بحمايتها.
أما حزب القوات اللبنانية، فقال إن مجموعة مسلحة كانت ترافق شاحنة يعتقد أنها تحمل سلاحا أطلقت النار باتجاه مواطنين من الكحالة.
تفاصيل القصة
تُفيد معلومات لما حصل على كوع الكحالة، الذي كان سينعطف بالبلد إلى مكان آخر، حيث تشير إلى أنّ “الحادث وقع عند كوع الكحالة فحضرت عناصر شرطة السير إلى المكان لتسهيل مرور السيارات، فيما سارعت العناصر المواكبة للشاحنة إلى إستقدام الرافعة التي لم تتمكن من رفعها فوراً، وبدأ حشد من المواطنين يقترب من الشاحنة. عندها جرى مُخابرة الجيش للحضور منعاً لأي إشكال ممكن أن يحصل، لا سيما أن الشاحنة كانت محملة بالعتاد العسكري”.
ووفق المعلومات، فإنّه “في بادئ الأمر حضرت دورية من الجيش ثم دورية أخرى قبل أن يقدّر الجيش خطورة الموقف، لا سيما أن بعض الجهات الحزبية إستشعرت بخطورة ما تحمله الشاحنة وحاولت الإقتراب منها فحاول عناصر الحماية إبعادهم، ولكن بدأ هؤلاء برمي الحجارة عليهم وما لبث الأمر أن تطور إلى اطلاق نار أدى إلى سقوط قتيلين من الطرفين، عندها أرسل الجيش تعزيزاته إلى المنطقة للحؤول دون تطور الأمور إلى الأسوأ وبدأ العمل على رفع الشاحنة وإفراغ حمولتها”.
وتُشير المعلومات إلى أنّ “الجيش تعهد بإعادة الشاحنة والأسلحة إلى “حزب الله” وبفتح الطريق الدولية، فقام بفتح الطريق إلّا أنه لم يسلّم الشاحنة حتى الآن، ولكنه في النهاية سيقوم بتسليمها”.
وفي المقابل، أكّدت معلومات لـ”ليبانون ديبايت”، أنّ “النيابة العامة التمييزية قد وضعت يدها على الملف، وبالتالي هي من تأمر بمصادرة الأسلحة الموجود حالياً في أحد مراكز الجيش أو تسليمها إلى الحزب، فكل ما يتعلق بالمصادرات من مكان الحادث لا يعود إلى قيادة الجيش بل إلى النيابة العامة التمييزية فالأمر لها”.
كما تلفت المعلومات، إلى أنّه “لم يتم توقيف أحد من المتورطين بالحادث حتى الآن، بالرغم من وجود فيديوهات وصور الأشخاص الذين قاموا بإطلاق النار خلال الإشكال”.
وأعلن الجيش اللبناني، الخميس، أن الشاحنة التي انقلبت أمس على طريق عام الكحالة في جبل لبنان، والتي قال “حزب الله” إنها تابعة له، كانت تحمل ذخائر وجرى نقل حمولتها إلى أحد المراكز العسكرية.
وقال الجيش، في بيان، إنه “عند الساعة الرابعة فجراً، قامت القوة برفع الشاحنة وفتح الطريق بالاتجاهين، فيما يواصل الجيش متابعة الوضع واتخاذ التدابير الأمنية المناسبة”.
وقُتِل شخصان، الأربعاء، في تبادل لإطلاق النار بين عناصر في “حزب الله” وأهالي البلدة، بعدما انقلبت شاحنة على منحدر طريق الكحالة التي تربط بيروت بدمشق، والتي تُعد ممراً أساسياً للشحنات بين لبنان وسورية.
وتشهد الكحالة، حالة من الهدوء والترقّب بعد توترات الأمس التي تخلّلها أكثر من إشكال بين الجيش اللبناني والأهالي، الذين اتهموا العناصر العسكريين بتأمين الغطاء لـ”حزب الله”، عبر حماية الشاحنة ومنع الاقتراب منها لعدم الكشف عن حمولتها ومحاولة قطرها خارج البلدة، وشمل المنع الصحافيين الذين تعرّض بعضهم للاعتداء وتكسير عددٍ من كاميراتهم عند محاولة تصوير حمولة الشاحنة.
انقلاب شاحنة ذخائر حزب الله في منطقة مسيحية
ولم تصدر رواية رسمية حول الجهة التي بدأت بإطلاق النار، علماً أن إفادات بعض الأهالي أكدت أنه عند انقلاب الشاحنة تم رميها بالحجارة، قبل أن تتطوّر الأمور، في حين اتهمت أحزاب سياسية على رأسها “القوات اللبنانية” (يرأسه سمير جعجع)، و”الكتائب اللبنانية” (يرأسه النائب سامي الجميل)، عناصر من “حزب الله” بإطلاق النار على السكان وقتل المواطن فادي البجاني.
كما هاجمت بعض الشخصيات السياسية في “التيار الوطني الحر” (يرأسه جبران باسيل) على “حزب الله”، وذكرت معلومات أن الشاب الذي قُتل ينتمي إلى التيار، الأمر الذي يضع علامات استفهام حول مصير الحوار القائم بين التيار والحزب.
من جهته، اتهم “حزب الله” من سماهم “مسلحين من المليشيات الموجودة في المنطقة” بالاعتداء على أفراد الشاحنة ومحاولة السيطرة عليها، مدعياً أنهم قاموا برمي الحجارة أولاً ثم إطلاق النار، ما أسفر عن مقتل أحد عناصره الموكلين بحماية الشاحنة.
وأقرّ “حزب الله” بأن الشاحنة تعود له، من دون أن يأتي على ذكر حمولتها، وأشار إلى أنها “كانت قادمة من البقاع إلى بيروت، وانقلبت في منطقة الكحالة”.
وقال حزب القوات اللبنانية، في بيان، إن اللبنانيين يدفعون ثمن التفلت الأمني وانتشار السلاح غير الشرعي، مطالباً الجيش اللبناني بالقبض على مطلقي النار واحتجاز الشاحنة وإجراء التحقيقات.
وطالب الأهالي بتحقيق شفاف لجلاء الحقيقة، موجهين شعارات حادة تجاه الجيش و”حزب الله”، وقضوا الليل في الشارع حتى ساعات الصباح على وقع قرع أجراس الكنائس، رافضين إخراج الشاحنة ومؤكدين أنهم لن يسمحوا لهذه الجريمة بأن تمرّ، خصوصاً أن البلدة سبق أن خسرت ابنها المصوّر جو بجاني.
قتل بكاتم صوت
وقتل بجاني في ديسمبر/كانون الأول 2020، في وضح النهار، أمام منزله، بمسدس كاتم للصوت على يد مجهولين، ووجهت أصابع الاتهام إلى “حزب الله”، على اعتبار أن بجاني كان يملك صوراً مرتبطة بانفجار مرفأ بيروت، مع العلم أن غالبية الجرائم التي ترتكب في لبنان وتحمل طابعاً سياسياً تطمس الحقيقة فيها ولا يكشف مرتكبوها.
مقتل مسؤول سابق في القوات اللبنانية
وتأتي حادثة الكحالة بعد جريمة قتل الياس الحصروني (مسؤول سابق في القوات اللبنانية) قبل أيام في عين إبل بجنوب لبنان، التي أحدثت بدورها استنفاراً طائفياً وسياسياً، وسط اتهامات لـ”حزب الله” من قبل معارضيه، لا سيما “القوات”، بوقوفه وراء الجريمة.
كما تأتي الحادثة بعد سلسلة اشتباكات شهدها مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في جنوب لبنان، دفعت بسفارات دول خليجية إلى إطلاق تحذيرات وتنبيهات ودعوات إلى رعاياها، منها بمغادرة الأراضي اللبنانية فوراً.
المصدر: تويتر + العربي الجديد+ الحرة+ مواقع لبنانية

