البابور الموقع العربي

وثائق العدو الإسرائيلي تكشف “الجاسوس الذهبي”.. “الملاك” في خدمة الشيطان

275

معلومة ذهبية غيرت المسار.. ماذا قالت الوثائق الإسرائيلية عن «حرب أكتوبر»؟

البابور – متابعات

مع اقتراب الذكرى الخمسين لحرب 6 أكتوبر 1973، كشف أرشيف الدولة الإسرائيلي، عن آلاف الوثائق السرية والصور والفيديوهات والمستندات المتعلقة بالحرب، التي تسلط الضوء على الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي، حول شن مصر وسوريا حربا مفاجئة على إسرائيل.

ودشّنت وزارة الأمن الإسرائيلية، عبر موقع الأرشيف الإسرائيلي، صفحة خاصة بحرب أكتوبر، استعرضت من خلالها نحو 3500 ملف، و1000 صورة فوتوجرافية، ونحو 750 تسجيلًا صوتيًا، ووثائق ومستندات وبروتوكولات للجلسات السياسية والعسكرية، ومراسلات الخارجية والجيش الإسرائيلي.

وأتاح الأرشيف الاطلاع لأول مرة، على محاضر الجلسات واللقاءات والتقديرات السياسية والعسكرية والأمنية والدولية والعامة والمدنية، فيما أبقى مئات الوثائق والمستندات محظورة بسبب “الأمن القومي لإسرائيل”، على أن يُسمح بنشرها بعد 40 عاما أخرى، أي في الذكرى التسعين للحرب.

اتهامات متبادلة وإخفاقات

وعلى نحو يعكس تبادل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، وشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، الاتهامات حيال إخفاق الأذرع الأمنية لإسرائيل استخباراتيًا وعسكريًا، قبيل وأثناء مُضِيّ الحرب، حسب وثائق الأرشيف، نشر “الموساد” مجموعة من الوثائق التاريخية المتعلقة بنشاطه خلال حرب أكتوبر أو “يوم الغفران”.

وجاء نشر “الموساد” للوثائق، كرد على “تقارير “أمان”، التي حملته المسؤولية عن الفشل في توقع الحرب، ولتفنيد منشورات مختلفة في الصحافة والأوساط الأكاديمية التي حملته مسؤولية الإخفاق”.

وبينت الوثائق فشل الاستخبارات العسكرية في التحذير من نشوب الحرب، وتقديراتها الخاطئة بشأن استبعاد مسار الحرب المباغتة التي يمكن أن تشنها مصر وسوريا على إسرائيل.

صورة “الملاك” و”المعلومة الذهبية”

كشف “الموساد” في وثائقه التي رفع عنها السرية، صورة لأشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وسكرتير الرئيس السادات لاحقًا، خلال لقائه مع الضابط المسؤول عنه المشار إليه باسم “دوبي”.

ووفق الرواية الإسرائيلية، فإن مروان حذر رئيس “الموساد” حينها، تسفي زامير، من شن مصر وسوريا حربًا في موعد اكتُشف لاحقًا أنه كان أقرب لوقت الضربة الفعلية، لكن الوثائق أبرزت إخفاق الموساد في تحذير القيادة السياسية الإسرائيلية من احتمال نشوب الحرب، وضعف قدرة “زامير” على قراءة الموقف والتقليل من أهمية المعلومات التي نقلها مروان.

تظهر وثائق الموساد أيضًا، أنه قدم قبل الحرب، الكثير من المواد الاستخباراتية عالية الجودة في المجال السياسي والعسكري عن قرار مصر وسوريا خوض الحرب، زاعمًا أنه قبيل ساعات من نشوبها، وجه “مروان” التحذير الأخير لإسرائيل بشأن الحرب المفاجئة.

وكشفت أيضًا، عن دور “مروان” فيما وصفته بـ”المعلومة الذهبية”، التي قدّمها لإسرائيل حينها، وكان لها تأثير على مسار الحرب.

بحسب الرواية الإسرائيلية، فإن الموساد تلقى ما سماها “المعلومة الذهبية”، بعد 6 أيام من بدء الحرب، وكان وضع جيش الاحتلال الإسرائيلي سيئاً على الجبهة الجنوبية مع مصر.

وفيما كانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تبحث خطة لعبور قناة السويس، تلقّى رئيس الموساد “زامير”، “معلومة ذهبية”، تفيد بأنّ المصريين ينوون عبور القناة في 14 أكتوبر، وبناء على تلك المعلومة تغيّرت خطة إسرائيل؛ فبدلاً من عبور القناة، قررت نصب كمين للجيش المصري.

أشرف مروان المصري

تختلف الروايات بشأن أشرف مروان أو “الملاك” كما تسميه إسرائيل، فبينما تصر الرواية المصرية على أنه كان عميلًا مزدوجًا وعنصرًا فعالا في عملية “خداع استراتيجي”، تشدد الرواية الإسرائيلية على أنه كان من أهم وأفضل جواسيسها في مصر والمنطقة العربية، وهو ما أكده من جديد رئيس الموساد الحالي، ديفيد برنيع، في حديثه خلال مراسم إطلاق الأرشيف.

فشل في تقدير الموقف

أشارت مقدمة الأرشيف إلى أنه في نهاية عام 1972، تلقى مكتب رئيسة الوزراء جولدا مائير، معلومات استخباراتية من مصادر “الموساد” تقول إن مصر على وشك تجديد إطلاق النار في منطقة قناة السويس.

ووفق المعلومات، فإن السادات أصدر الأوامر للجيش المصري باستئناف عمليات إطلاق النار في نهاية ديسمبر 1972، ثم التحضير لعملية أوسع، فيما أشار مصدر داخل الموساد إلى عدم اليقين من أن السادات سيفتح النار بالفعل ويشن حربا شاملة.

ودفع توالي هذه المعلومات الاستخباراتية رئيسة الوزراء جولدا مائير، إلى عقد جلسة خاصة في مكتبها في 1 ديسمبر 1972 بحضور وزير الأمن موشيه ديان، والوزير يسرائيل جاليلي، ورئيس الأركان ديفيد إليعازر، ورئيس الموساد تسفي زامير، ورئيس وحدة الاستخبارات العسكرية “أمان” إيلي زعيرا وآخرين.

وتوقع “ديان” اقتراب مصر من استئناف إطلاق النار بداية عام 1973 في شكل حوادث محلية في محيط قناة السويس وليس حربا شاملة، مرجحًا انضمام سوريا في حال اندلعت الحرب “وإن كان احتمالا ضئيلا”.

وقال “ديان”، إن إسرائيل لن تسمح بحرب استنزاف، بل ستضرب بقوة سوريا ومصر، وسيقوم الجيش الإسرائيلي بعمليات لعبور قناة السويس في الجزء الشمالي واحتلال بورسعيد.

بدوره، قلّل رئيس الاستخبارات العسكرية من فرصة قيام مصر ببدء الحرب، نافيًا محاولتهم عبور القناة، مضيفًا أن “احتمال أن يبدؤوا حرب استنزاف ضئيل للغاية”.

المصدر: موقع ذات مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار