البابور الموقع العربي

الأونروا: 90% من أطفال غزة دون سن الثانية يعانون من فقر غذائي حاد

128

منذ بدء الحرب قبل أكثر من خمسة أشهر، سجلت الأونروا عددا غير مسبوق من الانتهاكات ضد موظفيها ومرافقها يفوق أي نزاع آخر في جميع أنحاء العالم. وقد أصيبت أكثر من 150 منشأة تابعة للأونروا، بعضها دمر بالكامل، وقتل ما لا يقل عن 168 من العاملين في الأونروا، من بينهم عاملين قتلوا وهم على رأس عملهم.

البابور العربي – متابعات

منذ بداية الحرب في غزة، استشهد أكثر من 31 ألف فلسطيني. والآن، يموت المزيد من جراء عواقب الحصار المفروض، بمن فيهم ما لا يقل عن 23 طفلا ماتوا بسبب الجوع والجفاف. وحذرت الأمم المتحدة الشهر الماضي من أن ربع السكان على شفا المجاعة.

ومع ذلك، فإن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت غزة في آذار – بمعدل 169 شاحنة في اليوم حتى الآن – لا يزال أقل بكثير من القدرة التشغيلية لكل من معبري رفح وكرم أبو سالم الحدوديين. وهو أقل بكثير من الهدف المتمثل في 500 شاحنة يوميا المطلوب لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية في غزة.

وفي سباق مع الزمن، يحاول موظفو الأونروا تقديم أكبر قدر ممكن من المساعدات لتجنب الموت جوعا، والأسوأ من ذلك، المجاعة واسعة النطاق. إنهم مستمرون على الرغم من الصعاب المستحيلة، وهم الأبطال في الخطوط الأمامية للخدمة الإنسانية في غزة اليوم.

“إن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى الأونروا من معبر [رفح] غير كافية. وهناك نقص كبير في المواد الغذائية وغير الغذائية”، يؤكد محمود، كبير مسؤولي إدارة الأسطول في الأونروا في رفح، وأحد الرعيل الأوائل في الوكالة.

ووجد تقرير صدر مؤخرا عن منظمة الصحة العالمية أن 90 بالمئة من الأطفال دون سن الثانية في غزة يواجهون فقرا غذائيا حادا – ما يعني أنهم استهلكوا مجموعتين غذائيتين أو أقل في اليوم السابق. فيما قام أكثر من 95 بالمئة من البالغين بالتقليل من استهلاكهم الغذائي حتى يحصل أطفالهم على طعام يأكلونه.

إن الإمدادات المسموح بدخولها إلى قطاع غزة المحاصر لا تكفي ببساطة لإطعام شعب بأكمله.

ومن غير المرجح أن تؤدي عمليات الإسقاط الجوي الأخيرة للأغذية إلى غزة من قبل الولايات المتحدة والأردن ودول أخرى إلى تخفيف الاحتياجات الإنسانية العاجلة والضخمة لسكانها الذين يتضورون جوعا.

إن عمليات الإنزال الجوي مكلفة للغاية، ومن المستحيل مراقبة أين تذهب المساعدات. ويمكن أن تكون منطقية من الناحية اللوجستية في بعض الحالات – لتلبية الاحتياجات العاجلة للمستشفيات، على سبيل المثال – لكن خبراء الإغاثة يقولون إنها لا ينبغي أن تكون السبيل الرئيسي لإطعام أكثر من 2 مليون شخص في غزة.

وقد استخدمت الأمم المتحدة عمليات الإنزال الجوي في حالات نادرة جدا جدا للوصول إلى المحتاجين في المناطق النائية وحيث كان من الصعب للغاية الوصول إلى الناس من خلال وسائل أخرى. فعلى سبيل المثال، استخدمت الأمم المتحدة عمليات الإنزال الجوي في مناسبات نادرة جدا في سوريا والعراق. ولكن في سياق غزة، توجد هناك طريقة أسهل بكثير للوصول إلى المحتاجين: من خلال فتح المعابر عن طريق البر، والتدفق المنتظم والمتزايد للمساعدات الإنسانية إلى غزة عبر إسرائيل ومصر، بما في ذلك من خلال ساعات العمل الطويلة للمعابر الحالية وزيادة عدد الشاحنات.

وقد أدت المخاوف المتعلقة بالسلامة داخل غزة، وعدم الحصول على تصريح لنقل المساعدات إلى جميع المناطق، إلى تفاقم الأزمة.

وعن القيود الحالية المفروضة على وصول قوافل المساعدات، يقول محمود: “[إذا استمر هذا] فإننا لن نتمكن من تلبية كافة احتياجات النازحين داخل الملاجئ بسبب التحديات التي نواجهها في نقل المساعدات الإنسانية، أولا إلى المستودعات ثم إلى الملاجئ،”.

ومع نزوح أكثر من 1,7 مليون فلسطيني، العديدون منهم نزحوا مرات عدة، فإن الحاجة إلى المواد الغذائية وغير الغذائية تشكل عبئا تتحمله الأونروا، التي تعد العمود الفقري للعملية الإنسانية في قطاع غزة. ويعتمد الكثيرون على المعونة الغذائية التي تقدمها الوكالة من أجل بقائهم على قيد الحياة. ومع تزايد خطر المجاعة مع مرور كل يوم من الأعمال العدائية، فإن استمرار القيود المفروضة على الوصول يهدد ملايين الأرواح. ويؤكد محمود ذلك بالقول: “ليس لديهم شيء في خيامهم. والمستودعات فارغة إلى حد كبير من المساعدات”.

ويشير محمود إلى أنه “على الرغم من جميع التحديات الكبيرة التي نواجهها في تقديم المساعدات الإنسانية عبر المعابر [الحدودية]، فقد تمكنت دائرة التموين في الأونروا من توفير سلة غذائية متنوعة تحتوي على الحليب والمكملات الغذائية للأطفال”. كما تشمل الطرود الغذائية أيضا العدس والأرز وأنواعا مختلفة من المعلبات والحلويات والتمر. “هذه هي المواد الغذائية المتبقية في مخازننا. ويتم إعادة تعبئتها كطرد غذائي وتوزيعها على حوالي 8,500 عائلة نازحة داخل مركز إيواء تل السلطان في رفح”، يقول محمود.

وحتى تاريخه، تم مساعدة حوالي 374,800 عائلة من خلال عملية توزيع الغذاء التي قامت بها الأونروا، مع حصول حوالي 164,082 عائلة منها على جولتين من توزيع الطحين.

وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني بشكل مؤثر “الجوع في كل مكان. تلوح في الأفق مجاعة من صنع الإنسان […] أطفال – يبلغون من العمر بضعة أشهر فقط – يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف. أرتجف عندما أفكر فيما سيتم الكشف عنه حول الفظائع التي حدثت في هذا الشريط الضيق من الأرض. ما هو مصير ما يقدر بنحو 300,000 من سكان غزة المعزولين في الشمال، والمحرومين من الإمدادات الإنسانية؟”

في هذه الظروف العصيبة فإن تفاني محمود وفريقه في الخدمة يضيء مشعا في الظلام.

وقد تم تسليط الضوء على صعوبة وخطورة هذا المسعى المنقذ للحياة في 13 آذار، عندما قتل أحد موظفي الأونروا وجرح 22 آخرون عندما قصفت القوات الإسرائيلية مركزا لتوزيع الأغذية تابع للأونروا في الجزء الشرقي من رفح، ليس بعيدا عن المكان الذي يعمل فيه محمود وفريقه. لقد كان ذلك المركز واحدا من مراكز التوزيع القليلة المتبقية التابعة للأونروا في قطاع غزة، ويأتي قصفه في الوقت الذي تنفد فيه الإمدادات الغذائية، وينتشر الجوع على نطاق واسع، وفي بعض المناطق، يتحول إلى مجاعة.

ومنذ بدء الحرب قبل أكثر من خمسة أشهر، سجلت الأونروا عددا غير مسبوق من الانتهاكات ضد موظفيها ومرافقها يفوق أي نزاع آخر في جميع أنحاء العالم. وقد أصيبت أكثر من 150 منشأة تابعة للأونروا، بعضها دمر بالكامل، وقتل ما لا يقل عن 168 من العاملين في الأونروا، من بينهم عاملين قتلوا وهم على رأس عملهم.

الحساب الرسمي لوكالة الاونروا على فيسبوك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار