من “وعد بلفور” إلى حرب الإبادة.. الشعب الفلسطيني يواصل تجذره بأرضه ويفشل مخططات التهجير
107 أعوام على الوعد المشؤوم
تقرير إخباري
توافق اليوم الذكرى الـ107 لما يعرف بوعد “بلفور” المشؤوم الذي أطلقته الحكومة البريطانية في رسالة بعث بها وزير الخارجية البريطاني في 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد “ليونيل روتشيلد”، أحد زعماء الحركة الصهيونية، متعهدة بإقامة دولة لليهود في فلسطين.
منذ البداية، رفض الشعب الفلسطيني، أصحاب الأرض الحقيقيون، هذا الوعد ولم يستسلم للوقائع التي فرضها الاستعمار البريطاني بين عامي 1920 و1948، حيث جلبت بريطانيا العصابات الصهيونية الإرهابية إلى فلسطين. خاض الفلسطينيون ثورات متلاحقة ضد الاحتلال البريطاني وضد العصابات الصهيونية، كان أبرزها ثورة البراق عام 1929 وثورة 1936.
التهجير والتطهير العرقي
بدعم من القوات البريطانية، صعَّدت العصابات الصهيونية إرهابها وارتكبت جرائم حرب وتطهير عرقي بحق الفلسطينيين، ما أسفر عن تهجير 750 ألف فلسطيني خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 1948. وفي 14 مايو من العام ذاته، أعلنت بريطانيا إنهاء الانتداب، ليعلن الصهاينة في اليوم التالي إقامة كيانهم الغاصب الذي أُدرج ضمن الأمم المتحدة بعد تمرير القرار الأممي رقم 181 في 29 نوفمبر 1947، المعروف بـ”قرار التقسيم”، رغم الرفض الفلسطيني والعربي له.
التاريخ يعيد نفسه
تستمر الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من القوى الغربية في دعم الاحتلال الإسرائيلي منذ وعد بلفور وحتى اليوم. ورغم ادعاءاتها بالحرص على حقوق الإنسان، تتجاهل هذه الدول حقوق الشعب الفلسطيني، وتواصل دعمها للاحتلال بالسلاح والمال والدعم السياسي في المحافل الدولية، في حين تشهد عواصمها مظاهرات حاشدة مطالبة بوقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من عام.
ثبات رغم المجازر
ورغم المجازر المتواصلة وسياسة التهجير وهدم المنازل، يؤكد الفلسطينيون مواصلة النضال للدفاع عن أرضهم وحقهم في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس. ستبقى معركة “طوفان الأقصى” شاهداً على تمسك الشعب الفلسطيني بحقه في تقرير المصير، ورفضه لأي وصاية أو تكرار لنكبة 1948.
تضحيات عظيمة
أكد الكاتب والمحلل السياسي أحمد عبد الرحمن أن الشعب الفلسطيني يدفع أثماناً كبيرة منذ وعد بلفور، حيث يقدم تضحيات عظيمة في ظل تواطؤ بعض الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة. وأوضح عبد الرحمن أنه رغم مرور 13 شهراً على العدوان الحالي، ورغم الخسائر الهائلة، إلا أن الفلسطينيين ما زالوا صامدين ومستمرين في مسيرتهم النضالية.
وأشار عبد الرحمن إلى صمود أهالي شمال قطاع غزة في مواجهة خطة التهجير القسري التي يحاول الاحتلال تنفيذها من خلال القصف والدمار وضرب المنشآت الصحية، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء ولن يستسلم.
نهاية الوهم
وأضاف عبد الرحمن أن الشعب الفلسطيني سيواصل النضال حتى إسقاط وهم “الدولة العبرية”، مؤكداً أن قوى الاستعمار العالمي ستزول، وأن شعوب المنطقة كفيلة بأن تحكم نفسها. وأكد أن المرحلة الحالية هي مرحلة صبر وصمود حتى تنجلي هذه الغمة بإذن الله.
المصدر: وكالة شهاب