سمير الحجاوي
يمكن القول ان الانظمة العربية تلعب خارج الحلبة، فهي لا تملك من امرها شيئا، ولا تلوي على شي، لانها انظمة ضعيفة ووظيفية اتت من خارج السياق واستقرت خارج السياق ايضا، ولم لم يكن بمقدورها ان تكون اطلاقا داخل الملعب، بل خارجه، وظيفتها الاساسية هي “لم الطابات” لا اكثر.
لقد فضحتهم غزة التي تباد يوميا، وعلى الهواء مباشرة” في بث تنقله شاشة الجزيرة على مدار الدقيقة، لقد فضحتهم ونزعت سترهم، وخلعت ورقة التوت عوراتهم، وتركتهم عراة “كما خلقتني يارب” امام الشعوب التي يحكمونها، وامام الامة اكملها، وامام الدنيا باسرها، الى درجة دفعت نائبا في البرلمان البريطاني وهو “جورج غالاوي” الى ان يتساءل: هل هؤلاء عرب ومسلمون؟ وهل هم اخوة للفلسطينيين؟ وكيف يسمحمون بذبح اخوتهم بهذه الطريقة البشعة؟
الانظمة العربية عملت “ميت” على طريقة ” لا من شاف ولا من دري”، وكل همهم ان لا تخرج شظايا حرب الابادة في قطاع غزة لكي “تفرقع وتتفرقع” في عواصهم، ما عدا ذلك لا يهم حتى لو وصل عدد الشهداء والجرحى الى 160 الف فلسطيني وفلسطينية، وحتى لو وصل عدد المفقودين تحت الردم الى 20 الف فلسطيني وفلسطينية، وحتى لو دمر العدو الاسرائيلي 80% من مساكن غزة وبناياتها وعماراتها، وحتى لو جوع 400 الف فلسطيني في شمال غزة الى درجة الموت، وحتى لو قصف المستشفيات والمدارس ومحطات المياه، حتى لو قتل الاطفال في حاضنات الخداج، حتى لو دفن الفلسطينيين في غزة في مقابر جماعية، حتى لو شرد اكثر من مليون لبناني من منازلهم، وحتى لو حاول قتل 4000 لبناني خلال دقيقة واحدة، وحتى لو قتل قادة المقاومة في غزة وفلسطين ولبنان.
كل هذا لا يهمهم من قريب او بعيد، وما يهمهم هو “الاستقرار” وعدم خروج الامور عن سيطرة العدو الاسرائيلي وجيش الاحتلال.. اليس هذا ما فضحه الصحفي الامريكي الشهير “بوب وورد” كتابة الحديث “الحرب”، بل ان الانظمة الحاكمة في 5 دول عربية، طلبت استئصال حماس، لانها تشكل خطرا كبيرا عليهم، كما نقل من محاضر وزير الخارجية الامريكي اليهودي الصهيوني “بلينكن”.
الشهيد القائد يحيى السنوار “ابو ابراهيم” اعلنها قبل استشهاده بصوت مرتفع مدو “ستفضح هذه المدينة كل الخونة والمطبعين”، وها هي تفضحهم فعلا، وتحجز لهم مكانا في قاع مزبلة التاريخ.. وعندما القى عصاه في المشهد الاخير من حياته، لم يلقها باتجاه العدو الاسرائيلي وطائرته المسيرة، ولكنه القاها ايضا في وجه الخونة والمطبعين، الذين اعتادوا على لعب الدور الذي لعبه “ابو رغال” الذي قاد ابرهة الاشرم لهدم الكعبة المشرفة، فاذله الله الى يوم القيامة، واما “الابارهة الاشرمون” الجديد، فسيذلهم الله في الدنيا والاخرة، وسيبقون على الهامش، خارج الحلبة وخارج المعلب وخارج الاحترام، لا دور لهم سوى “لم الطابات”