البابور الموقع العربي

علي خزام.. الشيخ العلوي المجرم الذي تخصص بذبح “السنة” في سوريا

أسهم الشيوخ العلويون بتحويل الصراع إلى حرب طائفية مدمرة

202

شبح العنف الطائفي في سوريا 

علي خزام: الشيخ المحارب العلوي الذي برر قسوته الشديدة بالتاريخ والهوية 

أبرز جرائم خزام

الغوطة الشرقية (2011):

قاد عمليات قمع عنيفة ضد المتظاهرين، شملت اعتقالات عشوائية وإعدامات ميدانية.

بابا عمرو (2012):

لعب دورًا رئيسيًا في الحملة العسكرية التي انتهت بمجزرة كبيرة. أظهرت مقاطع فيديو مسربة قواته وهي تقتل المدنيين وتنهب ممتلكاتهم.

دير الزور (2012):

أشرف على مجازر مروعة، حيث استخدم المدنيين كدروع بشرية ونفذ عمليات إعدام جماعية في حي الجورة.

في إحدى الحوادث المروعة، ألقى أحد جنوده شابًا من سطح مبنى بعد رفضه النزول، بينما وقف خزام ليبرر ذلك كرسالة رادعة للسكان المحليين.

 

 

 

 “نحن أتباع علي بن أبي طالب؛ نحن لا نخاف. السلطان سليم الملعون كان يذبح العلويين. لجأنا إلى الجبال لنأكل من الوحوش، لكننا أكلنا الوحوش. أخي علي كان مؤمنًا وشيخًا. كان مثل الشيخ صالح العلي. لا أستطيع أن أخبرك بالهاتف عن كثير من الأسرار. فقط أريد أن أراك شخصيًا لأخبرك عن أمور كثيرة سرية.” 

فواز خزام عن أخيه علي خزام 

 

البابور العربي – متابعات

تمتلئ وسائل التواصل الاجتماعي بصفحات معجبين وأناشيد تمجّد علي خزام، العقيد في الجيش السوري والشيخ العلوي. وتدعم الدعاية وتقارير النظام السوري هذه الصورة للبطل. ولكن، بعد مقابلات واسعة مع شقيقه الأكبر فواز نظير خزام، ومع مقاتلين وشيوخ آخرين، بالإضافة إلى شهادات ضحاياه، تبرز صورة مختلفة تمامًا: علي خزام، منفذ قاسٍ استخدم علاقاته مع عائلة الأسد وصورته الكاريزمية لتقديم مبررات طائفية ودينية لقمع النظام الدموي.

 

 العنف الطائفي في سوريا: نظرة أوسع 

تقتصر النقاشات العامة والسياسية حول “العنف الطائفي” في سوريا غالبًا على الجهاديين السلفيين السنة، لكن لهذا الصراع الوحشي أبعاد طائفية أخرى، بما في ذلك المشاركة العلوية في العنف. لعب شيوخ مثل خزام، الذين جمعوا بين أدوارهم كقادة دينيين وعسكريين، دورًا محوريًا في الصراع. هؤلاء الفاعلون، رغم كونهم غير معروفين نسبيًا، أثروا بشكل كبير في العمليات القتالية، حيث تحولوا من جنود في ميادين القتال إلى مجرمي حرب ارتكبوا فظائع ضد المدنيين.

 

 العلوية وتاريخها السياسي 

تبلورت الديانة العلوية في القرن الحادي عشر كتطور متزامن لمعتقدات وممارسات إسلامية وما قبل إسلامية، بما في ذلك الوثنية، المسيحية، والإسلام الشيعي. خلال الحكم العثماني، مرّ العلويون بفترات من المواجهة والتعاون مع الحكومة السنية الاسمية، مع وجود تعايش مضطرب بشكل عام.

في دراسته التاريخية “تاريخ العلويين”، يفند ستيفان وينتر أسطورة الاضطهاد الدائم لهذه الطائفة. وخلال فترة الانتداب الفرنسي (19231945)، بدأ العلويون في الاندماج المجتمعي، حيث استفادوا من التعليم والتحرر، وأنشأت فرنسا دولة علوية استمرت من عام 1920 إلى 1936. بعد الاستقلال السوري، أثرت المنافسة السياسية وعدم الاستقرار على المجتمع العلوي، مما دفع العديد من أبنائه إلى العمل في الخدمة العامة، بما في ذلك الوظائف العسكرية، وهو ما أدى إلى صعود حافظ الأسد.

تحت حكم حافظ الأسد، ظهرت تطورات متناقضة: رغم ازدهار العلويين سياسيًا واقتصاديًا، فإن معظم الطائفة لم تستفد فعليًا. كما أن العلمانية القومية العربية التي تبناها حزب البعث قدمت حماية ضد الإسلام السياسي، لكنها أضعفت الدين العلوي بين الأجيال الجديدة.

 

 الطائفية تحت حكم الأسد 

العلاقات الطائفية خلال حكم عائلة الأسد قضية شائكة. المناهج المدرسية السورية تجنبت تناول الأديان المختلفة بهدف خلق أجيال تتجاوز الطائفية، على غرار يوغوسلافيا تيتو. تختلف الآراء بين السوريين حول طبيعة العلاقات الطائفية، إذ يرى البعض أن سوريا مجتمع طائفي بطبيعته، بينما يلوم آخرون إيران والسعودية على “طأفنة” صراع سوري كان سلميًا.

تشير التقييمات الواقعية إلى أن العلاقات الطائفية في سوريا كانت دائمًا متوترة على المستوى المحلي، وهو ما شكل أرضية خصبة لبناء العنف. لعب النظام السوري على هذه التوترات، حيث اعتمد على تسليح ميليشيات علوية وارتكاب مجازر في القرى السنية، مما أثار ردود فعل عنيفة من الإسلاميين السنة.

 

 خزام: الشيخ المحارب والمجرم 

ولد علي خزام عام 1966 في القرداحة، معقل عائلة الأسد. نشأ في عائلة علوية متوسطة الحال، إذ كان والده ناظر خزام ضابطًا في جهاز أمن الدولة، ووالدته من عائلة شاليش المرتبطة بعائلة الأسد. كان خزام قريبًا من باسل الأسد، لكنه تحول إلى دعم ماهر الأسد بعد وفاة باسل.

جمع خزام بين التدريب العسكري والديني. التحق بالأكاديمية العسكرية في الثمانينيات، حيث تخصص في المشاة وفاز بمسابقة وطنية في الرماية. في الوقت نفسه، أصبح شيخًا علويا من خلال مراسم خاصة.

مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، اندمجت هويته العسكرية والدينية في شخصية واحدة، حيث برر القمع بصفته “دفاعًا عن الطائفة”. قاد خزام وحدات خاصة خلال عدة مجازر، منها بابا عمرو في حمص ودير الزور، حيث أشرف على تنفيذ الإعدامات الجماعية واستخدام المدنيين كدروع بشرية.

 

 وفاته وإرثه 

قُتل علي خزام في أكتوبر 2012 برصاص قناص من المعارضة في دير الزور. نظّم النظام جنازة كبيرة له، وصوّرته وسائل الإعلام كبطل قومي.  لكن إرثه المتمثل في العنف الطائفي ترك أثرًا عميقًا على الصراع السوري، إذ ساهم في تأجيج الطائفية وتعميق الانقسامات المجتمعية.

 

 الخاتمة 

قصة علي خزام ليست فريدة، بل تمثل جزءًا من نهج أوسع لشيوخ علويين دعموا النظام بقوة خلال الحرب. أسهم هؤلاء الشيوخ في تحويل الصراع إلى حرب طائفية مدمرة، حيث كانت العلوية أداة بيد النظام لتبرير القمع، لكنها في النهاية أصبحت ضحية لهذا الصراع. بعد أكثر من عقد من الحرب، يتضح أنه لا يوجد رابح، بل طوائف بأكملها دفعت ثمن الطائفية المدمرة.

بقلم أوجور أوميت أونجور 

أستاذ دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية في جامعة أمستردام ومعهد NIOD في أمستردام

المصدر: نيو لاينز ماغازين 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار