البابور الموقع العربي

نتنياهو “طقّع” للعرب وأمريكا والعالم علنا: سأحتل قطاع غزة إلى الأبد

376

البابور العربي – متابعات

في بيانه أول أمس (الثلاثاء) حول فشل المفاوضات بخصوص وقف إطلاق النار مع حماس، تحدث نتنياهو عن (الأصول الاستراتيجية في غزة)، “الثروة الأمنية والاستراتيجية لإسرائيل” المتمثلة بالسيطرة على محور فيلادلفيا وممر نتساريم، التي ستفقدها إسرائيل إذا وافقت على الصفقة المطروحة الآن.

الخطاب العام في إسرائيل يرتكز إلى المخطوفين ومصيرهم، لكن نتنياهو يعتبرهم مكرهة إعلامية، وأداة مناكفة في يد خصومه السياسيين وحرف الانتباه عن الهدف. “احتلال طويل” لقطاع غزة، أو كما أعلن مراراً منذ بداية الحرب “سيطرة أمنية إسرائيلية”.

 

السيطرة على محور فيلادلفيا وعلى “الممر الأمني” على طول الحدود تسمح لإسرائيل بتطويق القطاع من الجهات البرية الثلاثة وعزله عن مصر. السيطرة على ممر نتساريم تشطر القطاع: شمال القطاع الذي بقي فيه عدد قليل من السكان مع بيوت وبنى تحتية مدمرة، وجنوبه المكتظ بالنازحين من كل أرجاء القطاع.

 

عملياً، يتبلور هنا اتفاق بعيد المدى لـ “اليوم التالي”.

إسرائيل ستسيطر على شمال القطاع وتطرد الـ 300 ألف فلسطيني الذين ما زالوا هناك. الجنرال احتياط غيورا آيلاند، أيديولوجي الحرب، اقترح تجويعهم حتى الموت أو طردهم إلى المنفى، كوسيلة لإخضاع حماس.

اليمين في إسرائيل ينظر بنهم إلى المنطقة لاستيطانها مع الإمكانية الكامنة العقارية الضخمة في هذه الطبوغرافيا المريحة والمشهد على شاطئ البحر والقرب من “غوش دان”.

من تجربة الـ 57 سنة من الاحتلال في الضفة الغربية وشرقي القدس، يدور الحديث عن عملية طويلة تحتاج إلى كثير من الصبر والقدرة على المناورات الدبلوماسية.

لن يقيموا مدينة يهودية كبيرة في قطاع غزة في الغد، بل يركزون على دونم تلو دونم وكرفان تلو كرفان وبؤرة استيطانية تلو الأخرى؛ مثلما في الخليل… “ألون موريه” و”مزرعة جلعاد”.

 

ستبقي إسرائيل جنوب القطاع لحماس التي ستهتم بالسكان الذين ينقصهم كل شيء، والمحبوسين في حصار إسرائيلي، حتى بعد أن يفقد المجتمع الدولي الاهتمام بهذه الأزمة وينتقل إلى أزمات أخرى.

يقدر نتنياهو بأنه بعد الانتخابات الأمريكية، سيخفت تأثير المتظاهرين الذين يؤيدون الفلسطينيين على السياسة الأمريكية، حتى لو فازت كامالا هاريس. بالتأكيد، إذا قلب ترامب الأمور رأساً على عقب وعاد إلى البيت الأبيض، فالمتوقع أن يطلق نتنياهو يده في القطاع.

في هذين السيناريوهين، ستردع أمريكا بحاملة الطائرات إيران عن تدهور شامل، أو تورطها هي نفسها في حرب لإنقاذ إسرائيل.

لا يجب التشوش. الاحتلال هو الهدف الذي يحارب نتنياهو من أجله، حتى بثمن موت المخطوفين الذين ما زالوا على قيد الحياة، وأمام المخاطرة بحرب إقليمية. الدعامة التي تبقي على حكمه، بن غفير وسموتريتش، ستقف في مكانها ما دام يسعى بالأقوال والأفعال إلى احتلال دائم وضم زاحف في القطاع.

في جلسة الحكومة هذا الأسبوع، عاد نتنياهو إلى شعار حملته الانتخابية في 1996 ضد اتفاقات أوسلو. “مفاوضات أخذ وإعطاء، وليس إعطاء وإعطاء”، بالعبرية، لن تتم إعادة أي منطقة محتلة، حتى لو كان بضغط دولي، سواء في الجولة الحالية أو حتى أمام صراخ المخطوفين وعائلاتهم. هذا هو هدف الحرب من ناحيته.

ألوف بن

هآرتس 22/8/2024

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار