البابور الموقع العربي

تفاصيل الرد الإسرائيلي الذي فجر المفاوضات

التعديلات الإسرائيلية تجعل ابرام اتفاق لوقف النار في غزة "مستحيلا"

135

البابور العربي – متابعات 

رفض العدو الاسرائيلي بشكل قاطع عدة مطالب رئيسية قدمتها حركة حماس في ردها على المبادرة التي طرحتها الأطراف الوسيطة، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية مساء الأربعاء، في خطوة وُصفت بأنها نسف لأسس المقترح القائم للتوصل إلى اتفاق تهدئة وتبادل أسرى.

وأفادت “القناة 12” الإسرائيلية بأن حكومة الاحتلال رفضت مطلب حماس بالانسحاب من محور فيلادلفي المحاذي للحدود المصرية، وكذلك منطقة المحيط الأمني العازل الذي تفرضه إسرائيل على امتداد حدودها مع قطاع غزة، معتبرة أن مثل هذا الانسحاب “من شأنه تقويض قدرتها على حماية مستوطنات الجنوب”، حسب تعبير القناة.

كما رفضت تل أبيب مطالب حماس المتعلقة بمفاتيح الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، أي تحديد عدد الأسرى المفترض إطلاق سراحهم مقابل كل أسير إسرائيلي، بحجة أن “الإفراج الواسع عن الأسرى الفلسطينيين سيعقّد إمكانية تحرير بقية المختطفين”، دون أن تفصح القناة عن تفاصيل تلك المفاتيح.

وتعزز هذا الرفض بسلسلة قرارات أخرى شملت:

* رفض فتح معبر رفح وتغيير آلية توزيع المساعدات الإنسانية.
* رفض إغلاق مراكز توزيع المساعدات التابعة لما تُسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”.
* رفض الإفراج عن أسرى أحياء مقابل جثث جنود إسرائيليين محتجزين.
* رفض تقليص عرض المحيط الأمني أو انسحاب الجيش من رفح وخان يونس.

وأشارت “القناة 13” إلى أن إسرائيل أبلغت الوسطاء بأنها غير مستعدة لإنهاء الحرب، رغم استعدادها “لإعادة انتشار جزئي لقواتها خلال فترة التهدئة المقترحة (60 يوماً)”.

وفي الوقت الذي اجتمع فيه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) لبحث تطورات الملف، نقلت القناة ذاتها عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن “نافذة الفرصة آخذة في الانغلاق، وإن إسرائيل لن تتحلى بالصبر طويلاً”.

وفي مؤشر على تصعيد محتمل، كشفت القناة أن إسرائيل تدرس فرض مهلة نهائية على حماس، قد تفضي في حال تجاوزها إلى ضم منطقة المحيط الأمني المتاخمة للحدود داخل القطاع، بمسافة تصل إلى كيلومتر واحد.

من جهتها، أوضحت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن إسرائيل متمسكة بالإبقاء على آلية توزيع المساعدات عبر الأمم المتحدة، ورفضت مطلب حماس بتعديلها أو استبدالها، رغم تحذيرات أممية من أن الظروف الراهنة **غير كافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتفاقمة** في غزة.

وتزامنت هذه التطورات مع إعلان زيارة مرتقبة لمبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، إلى تل أبيب يوم الخميس، لبحث “الأزمة الإنسانية” وجهود الوساطة، وسط تقديرات إسرائيلية تفيد بأن الهدف الحقيقي من الزيارة هو ممارسة ضغوط أميركية على حكومة الاحتلال لإتمام الصفقة.

وفي ظل هذه المواقف، بات واضحاً أن تعنت إسرائيل ورفضها القاطع لمطالب تعتبرها حماس شروطًا جوهرية للحد الأدنى من العدالة الإنسانية، يُمثل تفجيرًا متعمّدًا للمسار التفاوضي، ويضع المفاوضات أمام مأزق خطير قد يُعيد التصعيد العسكري إلى الواجهة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار