البابور الموقع العربي

فورين بوليسي: جيل جديد من الشباب يقود الشعب الفلسطيني

226

قالت مجلة فورين بوليسي، القريبة من وزارة الخارجية الامريكية: إن جيلا من النشطاء الشباب الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر بات الآن يحمل راية الدفاع عن القضية الفلسطينية بعد أن تخلت عنها القيادة الفلسطينية.

ورأت المجلة في تقرير أعدته الصحفية داليا حتوقة، أن السلطة الفلسطينية غابت عن المشهد بشكل مخيف في وقت كانت فيه إسرائيل تقصف قطاع غزة على مدى 11 يوما، ولم تفعل شيئًا سوى إصدار بيانات إدانة شكلية لحملة القصف الإسرائيلية التي تسببت في سقوط عدد مهول من القتلى بالقطاع.

وقالت إن قادة مدنيين على الأرض، أغلبهم من الشباب الفلسطيني، ملؤوا الفراغ الذي خلفته القيادة الفلسطينية التي فقدت البوصلة. وقد تمكن أولئك القادة، والكلام للمجلة، من تنظيم إضراب عام في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة وإسرائيل الأسبوع الماضي، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني الفلسطينية، تكلل بالنجاح حيث تم التقيد به بشكل صارم على جانبي الخط الأخضر، مما ألغى ولو مؤقتا الانقسام الجغرافي والسياسي السائد بين الفلسطينيين داخل إسرائيل وفي باقي المناطق الفلسطينية.

انقسام وإحباط

وأشار التقرير إلى أن إحباط الفلسطينيين من قيادتهم كان قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة قبل الأزمة الحالية بسبب غياب الديمقراطية في ظل سيطرة إسرائيل على شتى مناحي الحياة اليومية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك النظام الانتخابي.

وقالت فورين بوليسي إن العديد من الفلسطينيين يرون أن السلطة الفلسطينية تمنعهم من اختيار ممثلين يتحدثون عن احتياجاتهم وتطلعاتهم، وإن تأجيل الانتخابات الفلسطينية -التي كانت مقررة خلال ربيع وصيف العام الحالي- إلى أجل غير مسمى من قبل محمود عباس فاقم خيبة الأمل بين الفلسطينيين، الذين سجلت أعداد غفيرة منهم للتصويت في الانتخابات، على الرغم من الشكوك التي أثيرت حول حريتها ونزاهتها.

كما أشارت إلى أن الدمار والخوف اللذين خلفتهما الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والأزمات الحالية في القدس أنتجت مستويات جديدة من الوحدة بين الفلسطينيين، الذين تحكمهم قيادة منقسمة منذ أمد بعيد. فقد أدى الانقسام بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، التي تدير الضفة الغربية المحتلة، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تسيطر على غزة، إلى انقسام الشعب الفلسطيني جغرافيا وسياسيا، بحسب تقرير المجلة.

وقالت المجلة إن القدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 وتسيطر عليها منذ ذلك الحين، تُركت من دون تمثيل سياسي، في حين تعيش غزة معزولة تحت وطأة الحصار المفروض عليها منذ عام 2007، أما المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل فهم عالقون بين السعي لتمثيل الأحزاب العربية التقليدية والمشاركة في نظام سياسي إسرائيلي يرفض التعامل معهم بمبدأ المساواة.

قضية جامعة

وتقول فورين بوليسي إن الفلسطينيين رغم كل ما سبق نظموا مظاهرات الأسبوع الماضي بوصفهم شعبا واحدا على جانبي الخط الأخضر، لقد وحدتهم قضية حي الشيخ جراح، الذي أصبح رمزًا للنضال المشترك واستطاع التغلب على الخلافات التقليدية بين الفصائل، وفقا لتقرير المجلة.

وأشارت إلى أن الشباب الفلسطينيين، الذين لا يجمعهم توجه سياسي معين، استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي للتوعية بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، والطرد الوشيك لإخوانهم الفلسطينيين في القدس الشرقية.

وقالت إنه على الرغم من حرمانهم من المشاركة في الانتخابات الفلسطينية، واضطهادهم من قبل قوات الأمن الإسرائيلية وأحيانًا الفلسطينية، فإن هؤلاء الشباب الفلسطينيين ما زالوا ينظمون حملات ميدانية، وقد أنشؤوا مجموعات دعم في أماكن من بينها حي الشيخ جراح، وحضروا جلسات المحكمة الإسرائيلية المتعلقة بقضية الحي المهدد سكانه الفلسطينيون بالطرد.

كما استطاعوا إسماع صوتهم من خلال الاحتجاجات والتحدث إلى وسائل الإعلام، ونجحوا في إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة القضايا السياسية.

وختمت المجلة تقريرها برأي راشد الخالدي، المؤرخ والأستاذ بجامعة كولومبيا، الذي قال إن “من يدّعون أنهم قادة للشعب الفلسطيني فشلوا في وضع إستراتيجية وطنية” وإن “قيادة فلسطين الآن هي المجتمع المدني الفلسطيني”.

المصدر : فورين بوليسي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار