قالت إلهان عمر: لقد رأينا فظائع لا يمكن تصورها ارتكبتها الولايات المتحدة وحماس وإسرائيل والجيش الافغاني وطالبان.
انتقدت حركة المقاومة الاسلامية “حماس” التصريحات الأخيرة للسيدة إلهان عمر عضو مجلس النواب الأمريكي، والتي تحدثت فيها عن جرائم ارتكبتها “اسرائيل” وحماس في فلسطين والجيش الامريكي والجيش الافغاني وطالبان في افغانستان، وقالت حماس ان الهان عمر تساوي بين “الضحية وبين المقاومة الفلسطينية وجرائم الاحتلال الاسرائيلي والعدوان الامريكي في افغانستان.
تجددت الهجمات ضد عضوة الكونغرس المسلمة إلهان عمر، وانضمت مجموعة من المشرعين الديمقراطيين إلى الجمهوريين في توبيخها بسبب تصريحاتها حول الفظائع التي ترتكبها الولايات المتحدة وإسرائيل وحماس وطالبان. فيما دعا 12 من المشرعين اليهود إلهان عمر إلى “توضيح أقوالها”، لكن نائبة مجلس النواب عن ولاية مينيسوتا، انتقدت طريق “المجاز” التي تستخدمها مجموعة المشرعين اليهود.
وبدلا من الدفاع عن زميلتهم، قامت مجموعة من الديمقراطيين بالاستجابة لدعوة الجمهوريين، وأصدر 12 نائبا ديمقراطيا، بينهم رؤساء لجان قوية، بيانا يوم الأربعاء يدين إلهان.
وكان الجدل الأخير قد بدأ يوم الاثنين، عندما سألت إلهان عمر، في جلسة استماع بالكونغرس، وزير الخارجية أنتوني بلينكن عن معارضة الإدارة الأميركية للتحقيقات التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية في الانتهاكات في أفغانستان والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وغردت إلهان لاحقا على تويتر “يجب أن يكون لدينا المستوى ذاته من المساءلة والعدالة لجميع ضحايا الجرائم ضد الإنسانية. لقد رأينا فظائع لا يمكن تصورها ارتكبتها الولايات المتحدة وحماس وإسرائيل والجيش الافغاني وطالبان”.
ردت عضو في الكونغرس الأمريكي بعد تعرضها لتوبيخ نادر من زملائها الديمقراطيين بسبب تصريحاتها التي يبدو أنها تشبّه الولايات المتحدة وإسرائيل بحماس وطالبان.
وردت إلهان العنيدة، كما يقول التقرير، متحدية النار في وقت مبكر يوم الخميس، قائلة: “إنه لأمر مخز بالنسبة للزملاء الذين يتصلون بي عندما يحتاجون إلى دعمي أن يقدموا الآن بيانا يطلبون فيه توضيحا وليس مجرد اتصال. الاستعارات المعادية للإسلام في هذا البيان مسيئة. المضايقات المستمرة ومحاولة الموقعين على هذه الرسالة إسكاتي، أمر غير محتمل”.
وكتبت في سلسلة من التدوينات على تويتر: “إن الاستشهاد بقضية مفتوحة ضد إسرائيل والولايات المتحدة وحماس وطالبان في المحكمة الجنائية الدولية ليس مقارنة أو من تحيز عميق الجذور”.
وفي وقت لاحق يوم الخميس، شددت النائبة على أنها لا تقارن الولايات المتحدة وإسرائيل بحماس وطالبان، قائلة في بيان: “سألت يوم الاثنين وزير الخارجية أنتوني بلينكن عن التحقيقات الجارية للمحكمة الجنائية الدولية، ولكي نكون واضحين: كان الحديث يدور حول المساءلة عن حوادث محددة تتعلق بقضايا المحكمة الجنائية الدولية، وليس مقارنة أخلاقية بين حماس وطالبان والولايات المتحدة وإسرائيل. لم أكن بأي حال من الأحوال أشبّه المنظمات الإرهابية بالدول الديمقراطية ذات الأنظمة القضائية الراسخة”.
ورحب زعماء مجلس النواب الديمقراطيون، بمن فيهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية ستيني هوير، بـ”توضيح” عمر. وقالوا في بيان مشترك إن “النقد المشروع لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل محمي بقيم حرية التعبير والنقاش الديمقراطي. وبالفعل مثل هذا النقاش ضروري لقوة وصحة ديمقراطياتنا، لكن رسم معادلات كاذبة بين ديمقراطيات مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والجماعات التي تشارك في الإرهاب مثل حماس وطالبان يثير التحيز، ويقوض التقدم نحو مستقبل سلام وأمن للجميع”.
ودافع العديد من زملاء إلهان التقدميين عنها يوم الخميس. وكتب بعضهم عن أنهم سئموا كثيرا وتعبوا من التشهير المستمر والتشويه المتعمد والاستهداف العام لإلهان عمر، مشيرين إلى أن المشهرين بها ليس لديهم أي فكرة عن الخطر الذي يعرضونها له من خلال تخطي المحادثات الخاصة والقفز إلى تأجيج دورات الأخبار المغرضة من حولها.
وقالوا إن إلهان لديها الشجاعة لاستدعاء انتهاكات حقوق الإنسان بغض النظر عمن هو المسؤول “هذا أفضل من الزملاء الذين يتغاضون إذا كان ذلك يخدم سياساتهم”.
وبينما كان بعض التقدميين يدافعون عن إلهان، طالب الجمهوريون بمعاقبتها. ودعا زعيم الأقلية في مجلس النواب كيفين مكارثي الرئيسة نانسي بيلوسي إلى “التحرك” ضد إلهان.
من جهتها انتقدت حركة “حماس” تصريحات الهان وعمر، وقالت في تصريح صحفي صادر عن عضو مكتب العلاقات الدولية في الحركة د. باسم نعيم:
“إن التصريحات الأخيرة للسيدة إلهان عمر عضو مجلس النواب الأمريكي، والتي ساوت فيها بين الضحية والجلاد، مستغرَبة جدًا، حيث ساوت بين مقاومة الشعب الفلسطيني من ناحية، وجرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والعدوان الأمريكي في أفغانستان من ناحية أخرى.
نقدر مواقف السيدة إلهان عمر في الدفاع عن العدالة وحقوق المظلومين حول العالم، وفي مقدمتهم حقوق شعبنا الفلسطيني العادلة، ولكن مستهجَن هذا الجمع الجائر والمنافي للعدالة والقانون الدولي.
الشعب الفلسطيني يعيش تحت الاحتلال الصهيوني من أكثر من سبعة عقود، عانى فيها الكثير، وارتكبت بحقه أبشع الجرائم، وظل طوال هذه العقود ثابتًا مناضلًا من أجل حريته واستقلاله، وأعطى كل الفرص، وأبدى الكثير من المرونة، ودفع أثمانًا عالية جدًا لينجز هذه الحقوق بالطرق السلمية، ولكن الطرف الآخر رفض الانصياع لكل القرارات الدولية، واستمر في عنجهيته وبطشه بشعبنا وتهديد الاستقرار والأمن الدوليين، وللأسف بدعم كامل وحماية من الإدارات الأمريكية المتعاقبة.
إن شعبنا تحت الاحتلال يتمتع بحقه الأصيل في مقاومة الاحتلال بكل السبل المتاحة، بما فيها المقاومة المسلحة، وهنا نتذكر المقولة المشهورة للمناضل الأممي نيلسون مانديلا: “دائمًا ما يكون الظالم، وليس المظلوم، هو الذي يملي شكل النضال”، ما قام به شعبنا طوال السنوات الماضية، وما نقوم به الآن، هو حق مشروع ومكفول.
مع ذلك فإن حركة حماس قدمت العديد من المبادرات، كانت أولاها على لسان الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة، وآخرها تصريحات قائد الحركة في غزة يحيى السنوار بعد العدوان الأخير، بضرورة تجنيب المدنيين ويلات الصراع وحرص الحركة على ذلك، ولكن كل هذه المبادرات رفضت من قبل الاحتلال الصهيوني، بل وتعمد في كل عدوان وآخرها العدوان على غزة لمدة ١١ يومًا، استهداف المدنيين وبشكل متعمد ووحشي، ليس لهدف إلا رفع الكلفة الإنسانية لهذا العدوان، على أمل كسر إرادة شعبنا ودعمه لقوى المقاومة.
كما أن الحركة وفي أكثر من مناسبة رحبت بكل لجان التحقيق الدولية، وعبرت عن استعدادها للتعاون معها في سبيل تحقيق العدل ومحاسبة المعتدين، في الوقت الذي رفض الاحتلال تمامًا التعاون معها والسماح لها بالوصول إلى الأراضي الفلسطينية.
وعليه نتطلع من السيدة إلهان عمر، وكل المدافعين عن الحق الفلسطيني، إلى توصيف الأمور بشكل صحيح ودقيق، لأن هذه نقطة الانطلاق الأهم لوضع الأسس لحل عادل لهذا الصراع المزمن.”
الموقع الرسمي لحركة حماس+بي بي سي + الجزيرة+ ميدل ايست آي