البابور الموقع العربي

طالبان تعلن السيطرة على 85% من أفغانستان وعلى الحدود مع إيران

325

الحركة تقدم تطمينات إلى موسكو والهند تعبر عن قلقها

أكدت حركة طالبان، الجمعة، التاسع من يوليو (تموز)، أنها استولت على “إسلام قلعة” أهم معبر حدودي أفغاني مع إيران يقع في ولاية “هرات” في غرب البلاد، بينما يواصل عناصر الحركة هجومهم في كل أنحاء البلاد.

وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، لوكالة الصحافة الفرنسية، “معبر إسلام قلعة الحدودي تحت سيطرتنا الكاملة وسنعيد تشغيله اليوم” الجمعة.

أهم المعابر الحدودية

و”إسلام قلعة” من أهم المعابر الحدودية في أفغانستان، ويمر من خلاله معظم التجارة المشروعة بين البلدين، وقد حصلت كابول على إعفاء من واشنطن يسمح لها باستيراد الوقود والغاز الإيراني على الرغم من العقوبات الأميركية.

وهو ثاني معبر حدودي رئيس تسيطر عليه “طالبان” منذ إطلاق هجومها الخاطف في أوائل مايو (أيار)، مع بدء الأميركيين المرحلة الأخيرة من انسحابهم من البلاد.

السقوط “ليس حتمياً”

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، أن الانسحاب الأميركي من أفغانستان سينتهي في 31 أغسطس (آب)، مؤكداً أن سقوط البلاد بأيدي طالبان “ليس حتمياً”، واستولى المتمردون، الشهر الماضي، على “شير خان بندر” المعبر الحدودي الرئيس بين أفغانستان وطاجيكستان. واضطر نحو 1000 جندي أفغاني للجوء إلى طاجيكستان بعد قتال عنيف.

أعضاء المكتب السياسي لحركة طالبان عبد اللطيف منصور (يسار) وشهاب الدين ديلاوار (وسط) وسهيل شاهين يحضرون مؤتمراً صحافياً في موسكو (رويترز)

نسيطر على 85 في المئة من أفغانستان

في هذا السياق، قال شهاب الدين ديلاوار المسؤول في حركة طالبان في تصريحات في موسكو، إن الحركة تسيطر على 85 في المئة من أراضي أفغانستان. وتنسحب القوات الأجنبية، بما فيها القوات الأميركية، بعد قتال دام نحو 20 عاماً في خطوة شجعت طالبان على محاولة السيطرة على مناطق جديدة في أفغانستان.

أكثر من ثلثي الحدود مع طاجيكستان

وأعلنت روسيا، الجمعة، أن حركة طالبان تسيطر على الجزء الأكبر من الحدود الأفغانية مع طاجيكستان، داعية إلى “ضبط النفس” بين المعسكرين في أفغانستان.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي، “نشهد تصاعداً حاداً في التوتر عند الحدود الطاجيكية والأفغانية”، مشيرة إلى أن “طالبان احتلت في وقت قصير جزءاً كبيراً من الأراضي الحدودية وتسيطر حالياً على نحو ثلثي الحدود مع طاجيكستان”.

دعم القوات الأفغانية

وسط هذه الأجواء، قال مسؤولون محليون بأفغانستان إن قائداً بارزاً بفصيل مسلح خاص سيساعد القوات الأفغانية في قتالها مع حركة طالبان، لاستعادة السيطرة على أجزاء من غرب البلاد منها معبر حدودي مع إيران. ومحمد إسماعيل خان وزير سابق نجا من هجوم نفذته طالبان عام 2009، وهو عضو رئيس في التحالف الشمالي الذي ساعد مقاتلوه القوات الأميركية في إطاحة طالبان في 2001.

“أسد هرات”

وقال مسؤول إن من المقرر أن يعقد القائد الطاجيكي المحنك إسماعيل خان، الذي يعرف بلقب “أسد هرات”، اجتماعاً لإعداد قواته لمحاربة طالبان والدفاع عن قاعدة سلطته في “هرات”. وأضاف أن عدداً من القادة العسكريين السابقين المناهضين لـ”طالبان” يدعمون القوات الأفغانية الواقعة تحت ضغط شديد في الدفاع عن الحدود في الغرب والشمال. ولم يتسنَّ الاتصال بمسؤولين في طالبان أو الحكومة الأفغانية للحصول على تفاصيل عن الاشتباكات العنيفة في “هرات”.

طالبان تطمئن موسكو

وفي مؤتمر صحفي في موسكو اليوم الجمعة سعى ثلاثة مسؤولين من طالبان لتوضيح أن الحركة لا تشكل تهديدا للمنطقة.
وقالوا إن طالبان ستبذل كل ما في وسعها لمنع تنظيم الدولة الإسلامية من العمل على أراضي أفغانستان، وأضافوا أنهم سيسعون للقضاء على إنتاج المخدرات.
وقال شهاب الدين ديلاوار المسؤول في الحركة مستعينا بمترجم “سنتخذ كافة الإجراءات لمنع الدولة الإسلامية من العمل على أراض أفغانية… لن تُستخدم أراضينا أبدا ضد جيراننا”.
وذكر الوفد نفسه أمس أن الحركة لن تهاجم الحدود الطاجيكية الأفغانية وهو الأمر الذي تركز عليه روسيا وآسيا الوسطى.
وذكرت وكالة إنترفاكس نقلا عن وزارة الخارجية الروسية اليوم الجمعة أن موسكو لاحظت زيادة حادة في التوتر على الحدود بين البلدين والتي تسيطر طالبان على ثلثيها في الوقت الراهن.
وقالت وكالة الإعلام الروسية إن وزارة الخارجية ناشدت جميع أطراف الصراع في أفغانستان ضبط النفس، وقالت إن موسكو وتكتل منظمة معاهدة الأمن الجماعي الذي تقوده روسيا سيتحركان بحسم لمنع أي اعتداء على الحدود عند الضرورة.
وقال وفد طالبان في نفس المؤتمر الصحفي إن الحركة ستحترم حقوق الأقليات العرقية، وأشار إلى أن جميع المواطنين الأفغان سيكون لهم الحق في الحصول على تعليم لائق في إطار الشريعة الإسلامية والتقاليد الأفغانية. وقال ديلاوار “نريد من جميع ممثلي المجتمع الأفغاني… المشاركة في تأسيس دولة أفغانية”.

…والهند قلقة

من جهته، عبر وزير الخارجية الهندي س. جايشانكار اليوم الجمعة عن قلقه بشأن التطورات في أفغانستان، ودعا إلى الحد من العنف.
وقال خلال مؤتمر صحفي في موسكو مع نظيره الروسي سيرجي لافروف إن الوضع في أفغانستان له تأثير مباشر على الأمن الإقليمي.

اندبندنت عربية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار