البابور الموقع العربي

مسجد “أيوب سلطان” في ستراسبورغ يهدد العلاقات التركية الفرنسية

326

تحول مخطط بناء أكبر مسجد في فرنسا في مدينة ستراسبورغ بشرق فرنسا إلى مشاحنات واحتكاكات بين أنصار الإسلام وأصحاب العقيدة العلمانية القوية في هذا البلد.

ويقول موقع “صوت أميركا” إن هذا النقاش المحتدم حول المسجد الذي أطلق عليه اسم “أيوب سلطان” نسبة إلى مزار إسلامي في مدينة إسطنبول، يعكس مخاوف متزايدة داخل الاتحاد الأوروبي بشأن النفوذ المتزايد لتركيا.

وبدعوى القلق من التدخل الأجنبي -وخاصة التركي- بدأ مسؤول فرنسي رفيع المستوى، هذا الأسبوع، إجراءات قانونية ضد قرار بلدية ستراسبورغ التي هي بصدد اتخاذ قرار بشأن تمويل المسجد، المصمم ليكون الأكبر في أوروبا.

وتبلغ الميزانية الرسمية لهذا المشروع 29 مليار دولار. وكانت بلدية مدينة ستراسبورغ صوتت، في 22 مارس 2021، على اتفاق مبدئي لتقديم تمويل يبلغ قدره 10 في المئة من هذا المبلغ.

يقول المحللون إن ما يحد من خيارات استعراض عضلات الكتلة الأوربية اليوم أمام تركيا هو اعتماد الاتحاد الأوروبي عليها كحصن ضد تدفق هائل آخر للاجئين، الأمر الذي أسفر في النهاية إلى صفقة بمليارات الدولارات مع أنقرة عام 2016.

وتساءل إركان توغوسلو، المحاضر في جامعة لوفان، قائلا إن دول الاتحاد الأوروبي “تحتاج إلى تركيا، فإذا فتحت تركيا حدودها ماذا سيحدث؟”.

وشهدت العلاقة بين الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره التركي رجب طيب إردوغان توترات شديدة، بدءا من الصراع في ليبيا وسوريا، وإلى استكشاف تركيا للنفط والغاز في شرق البحر المتوسط. كما انتقد الرئيس التركي بشكل خاص الإجراءات الفرنسية المتخذة لمكافحة الإسلام.

والشهر الماضي، حذر ماكرون من التدخل في انتخابات الرئاسة الفرنسية العام المقبل، إذ تستهدف حكومته الجماعات التركية التي تعتبرها مشبوهة.

وفي نوفمبر 2020، حل وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين الجماعة التركية المتطرفة “الذئاب الرمادية” بعد سلسلة من الأعمال العنيفة التي استهدفت الجالية الأرمينية. وبحسب “صوت أميركا”، فإن دولا أوروبية أخرى تفكر، بما في ذلك ألمانيا، في اتخاذ خطوات مماثلة.

ويناقش المشرعون الفرنسيون أيضا تشريعات ضد التطرف، والتي من شأنها أن تحظر التمويل الأجنبي للجماعات الدينية. من بين أولئك الذين يحتمل أن يكونوا في مرمى النيران: الجمعية التركية “مللي غوروش”، الداعم الرئيسي لمسجد ستراسبورغ.

في مقابلة مع الإذاعة الفرنسية، الثلاثاء، هدد وزير الداخلية بحل “مللي غوروش” وآخرين اعتبرهم “أعداء الجمهورية”، مشيرا إلى رفض الجمعية التركية التوقيع على ميثاق حكومي جديد ضد التطرف.

وكان “المجلس الإسلامي الفرنسي” (CFCM) نشر، بناء على طلب الحكومة، “ميثاق مبادئ الإسلام في فرنسا” بهدف رفض الإسلام السياسي، والخطاب الذي يدافع عن دور البلاد الأجنبية في تنظيم أماكن العبادة.

الحرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار