هزيمة القوات الأمريكية في أفغانستان تعني هزيمة للعقل الاستراتيجي الأمريكي وسقوط للاستراتيجية الأمريكية برمتها، وهو سقوط ربما يمهد لسقوط أكبر في المستقبل .. من المعروف أن أي استراتيجية في العالم تقوم على فرضيات وبدائل، حيث يتم التعامل مع الفرضيات في الدرجة الأولى على أنها “شبه حقائق”، أو تبنى على أهداف استراتيجية يسعى المخطط وصانع القرار للوصول إليها عن طريق محاولة تحويل الفرضيات إلى حقائق على الأر ض، أو جعل هذه الفرضيات تتماهى مع الواقع لتصير “حقائق مموهة” تظهر الأمر على غير حقيقته، وإن كان يبدو أمام الناس على أنه حقيقة “يسحر عقول الناس وأعينهم”… العقل الاستراتيجي الامريكي وقع في المصيدة نفسها التي نصبها للآخرين، وهي أنه صدق “الخيالات الفرضية” وتعامل معها على أنها “حقائق” رغم أنها لم تكن اكثر من “زيف استراتيجي” فشرب من نفس “الكأس المر” الذي يسقيه للآخرين.. لقد أثبت العقل الاستراتيجي الأمريكي أنه عاجز، بل عاجز جدا، وأن الشيخوخة قد أصابته، وأن الصدأ قد أكله، وأن نظريات “الصبر الاستراتيجي الأمريكي في أفغانستان لم تكن أكثر من وهم سقط خلال 10 ايام فقط .. وللحديث تفاصيل كثيرة كيف حدث ذلك…
سمير الحجاوي
