أكد عالم الدين الشيعي ومؤسس “حزب الله” في لبنان، الشيخ صبحي الطفيلي “أنَّ الغرب يُدرك حقيقة أنَّ رمح وقوَّة الإسلام وعامود الأمّة، هم أهل السُّنة”.
وأضاف في ندوة على الانترنت: “ليفهم السنّي والشيعي، هذا الأمر، ومهما اشتد أمر الشيعة فلا يشكلون خطراً على الغرب وزعماء المنطقة، وتبقى الشيعة من الأقليات، فالغرب حتّى يُسيطر على الأمَّة الإسلامية، يجب عليه أن يُدمّر السُّنة، فالحملة شرسة مثلاً: في ليبيا والصومال واليمن والعراق وسوريا، يختارون عناوين برّاقة لتغطية الحرب وسحق الأمَّة، بالتالي هو “مشروع غربي لدمار الأمَّة“.
وعندما تدعم إيران الفصائل الفلسطينية (السنَّة في فلسطين)، وتظهر أنَّها غيورة على المسلمين، هذا لا يُشكّل خطراً على الغرب وزعماء المنطقة، بينما إن حاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دعم الفلسطينيين أو حماية الأمَّة، ويتشكّل جسم واحد ويتعاظم أمره، لطرد الغرب من البلاد العربية، فهذا يُشكل خطراً على الغرب.
وقال:”حركة حماس عندما قُطع عنها الدعم حين امتنعت عن المشاركة مع بشار الأسد في حربه ضد الشعب السوري، لم يدعمها أحد من العرب، فما كان أمامها سوى الدعم الإيراني”.
ودعا الشيخ الطفيلي “الجميع (السنّة، الشيعة) إلى الخروج من ثوب المذهبيات، لنعود موحدين، إسلام واحد وقرآن واحد، ورغم أنِّي خريج النجف وقُم ومؤسس حزب الله، ومرجعيتي شيعية إلا أنّي لا أنتمي للمذاهب، ويجب ترك المذهبيات التي جاءت للقضاء على المسلمين، فعلينا التوحد كي نعود كما كان الصحابة مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن ننطلق بعيداً عن المناكفات.
وهاجم القيادات الايرانية وقال: الإيرانيون كاذبون في شعاراتهم بنصرة المسلمين، فهم وقفوا مع الأرمن ضد أذربيجان رغم أنَّ الأخيرة أقرب إليها ومذهب غالبيتها “جعفري” بحجة قطع الطريق على الأتراك، فسياسة السلطات الإيرانية تصبُّ في مصلحة أمريكا وإسرائيل والغرب عموماً، والشعب السوري تعرَّض لعدوان من السلطة الإيرانية، وأيضاً لعدوان من دول عربية ادعت أنَّها نصيرة للشعب السوري”.
وأكثر من هو ملزم بالدفاع عن القدس عملياً هي الترسانة الإيرانية التي تدعم الفصائل الفلسطينية، لكن أين هي اليوم، نعلم أنَّ الجندي الإسرائيلي إذا ظنَّ أنَّ السلاح الإيراني ممكن أن يستخدم ضده، فلن يتركهم دون القضاء عليهم، و”فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني “سلاح يغدر بالأمة”، بدلاً من الدفاع عن القدس، وكلّ الجيوش والأقلام في المنطقة، واجبها الدفاع عن القدس.
واعتبر ان “الدفاع عن القدس هو دفاع عن كلِّ شخص ومدينة ودولة في المنطقة، وإذا انهارت فلسطين بالكامل، لم يعد بالإمكان الدفاع عن أيِّ مكان، والحكومات العربية التي تُطبّع مع إسرائيل وتظنُّ أنَّ مصلحتها هي بالتعاون مع الصهاينة، أنا أعلمهم بأنَّهم أول من سيدفع الثمن باهظاً نتيجة هذه السياسية”.
وأكد ان “الوقوف مع فلسطين والمسجد الأقصى، هو حماية ودفاع عن أقصى الأرض قبل الدفاع عن الأقصى الشريف في القدس، لهذا ليس فقط ابن قدس وابن غزة عليه نصرتها، بل على الجميع أن يدافع عنها، وكأنَّنا من سكان حي الشيخ جراح، ولا نرى سوى التنديد الإعلامي عبر البيانات التي لا تنفع، وكلّ من يخاف الله يتحمَّل المسؤولية”.
وعما يتوقعه من الزعماء العرب قال: “الأنظمة العربية هي صناعة المحتل الغربي منذ الحرب العالمية الأولى، فهي لا تمانع بالتعاون مع كلّ الأعداء لتحقيق مآربها وسحق شعوبها، ورأينا الكثير من الأنظمة خدمت الغزو الأمريكي في احتلال العراق الذي تمزّق إلى زعامات متفرقة، وتشتت شعبه، بمساعدة أرباب السلطة في إيران والعرب، وفي سوريا تعرّض الشعب إلى عمل مخطط لقتله، وتشريده وحين عجز النظام استعان بأشرس الأعداء لمساندته في سحق الشعب السوري.
ويصل الأمر ببعض الأنظمة إلى التحالف مع العدو الصهيوني بصوت عالي، وتُبارك له باحتلال فلسطين وتهجير شعبها، فهذه الأنظمة تخطّت كلَّ الحواجز وباتت “وقحة” ظناً منها أنَّ الأمّة دُمّرت، ويمكنهم فعل ما يشاؤون دون خوف من أحد.
كلّ هذه الأنظمة هي عدوة لنا، إن لم تقف معنا وتنصرنا، عدوة إن لم تقف مع القدس، عدوة إن خذلت شعبها وسرقت أموالهم، وفتّت الأمَّة كما تفعل اليوم، والتقسيمات التي زرعها الغرب كلّ دولة على حدا، لذرائع مختلفة، يجب ألا نقبل بها، مثلاً البعد الجغرافي، ففي الصين وبورما مسلمون يضطهدون يجب الوقوف معهم.
وتابع :” ليدرك كلّ شريف من مشرق الأرض إلى مغربها، أنَّ كلّ موقف ضد الأنظمة الموجودة، وكل موقف يساند أهل فلسطين أو مظلومية أيّ مسلم أين كان، هو “موقف جهادي حقيقي، وإذا قضى الله لهم الموت في سبيل ذلك فهم شهداء”، وهو موقف شبيه بالصحابة الذين وقفوا مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين كانت قريش تعذب المسلمين وتُضيّق عليهم. ومن واجب الجميع توعية الأمة والدفاع عن القدس، والمظاهرات الشعبية لو كانت موجودة لاختلف الأمر، فالشعب يُمكنه الضغط على الحكومات، ولا نرى سوى شعارات الأنظمة، عبر التحدث إعلامياً، وهذا هو المسموح لها، لكن على الأرض يجب الحفاظ على العدو الصهيوني، لكسب رضا أمريكا.
المصدر: موقع آرام