البابور الموقع العربي

في زيارة وداعية للكيان الغاصب.. ميركل: أمن “إسرائيل” أولوية لأي حكومة ألمانية

365

خلا زيارتها لإسرائيل، أكدت ميركل بأن بلادها ستحافظ على التزامها تجاه إسرائيل وسيبقى أمنها أولوية “لأي حكومة ألمانية”، وتحدثت عن اختلاف في مسائل واتفاق حول أخرى. فيما وصف رئيس وزراء إسرائيل ميركل بأنها “بوصلة أخلاقية”.

باحثة إسرائيلية: قلق في إسرائيل لانتهاء ولاية ميركل حيث أنها كانت دائما تقف إلى جانب اليهود في ألمانيا كل مكان في العالم

 في آخر زيارة تقوم بها لإسرائيل بصفتها مستشارة لألمانيا بعدما عملت على توطيد العلاقات معها، أجرت أنغيلا ميركل اليوم الأحد (10 تشرين الأول/ أكتوبر 2021) محادثات مع رئيس الوزراء نفتالي بينيت قبل التوجه إلى نصب “ياد فاشيم” التذكاري لمحرقة اليهود،ة كما حضرت جلسة لمجلس الوزراء الإسرائيلي برئاسة بينيت. 

وقالت ميركل في مؤتمر صحفي مع بينيت القدس “بعد جرائم المحرقة ضد الإنسانية، تمكنا من إعادة تأسيس وبناء العلاقات” بين ألمانيا وإسرائيل. وشددت على أن “موضوع أمن إسرائيل سيكون دائما ذا أهمية مركزية ومسألة محورية لأي حكومة ألمانية”.

وأكدت المستشارة الألمانية: “أمن إسرائيل جزء من مصلحتنا  الوطنية”، وأضافت أن ذلك سيسري أيضا حتى إذا تبنى المرء آراء مختلفة في بعض 
القضايا. وأشارت ميركل إلى أن العلاقات الحالية لإسرائيل مع ألمانيا تعد “كنزا يجب حمايته دائما”. وتعهدت مستشارة ألمانيا المنتهية ولايتها بأنه سيتم مواصلة مكافحة معاداة السامية بحسم، وقالت: “نعلم أن هناك معاداة للسامية في ألمانيا أيضا حاليا وأنها تزداد شدة… سوف نتصدى بحسم في مواجهة جميع أشكال معاداة السامية”. وتابعت قائلة: “لن ينجح ذلك إلا إذا أبقينا المسؤولية عن التاريخ في 
حالة يقظة وحتى إذا لم يعد هناك شهود عيان”.
 

 من جهته، وصف بينيت المستشارة الألمانية بأنها “ضمير أوروبا” وإنها “البوصلة الأخلاقية للقارة الأوروبية بأكملها”، مشيدا بدعمها لإسرائيل، وأكد أن العلاقات بين البلدين باتت في عهدها “أقوى من أي وقت مضى”. وقال بينيت إن بلاده ممتنة لإسهام ميركل الخاص لأجل أمنها، كما أشاد بدور ميركل “في تعزيز هذه العلاقة غير العادية التي تقوم على جرح تاريخي ضخم”، وأضاف أنه خلال فترة تولي ميركل للمستشارية لم تتخذ موقفا “محايدا” تجاه إسرائيل، ولكنها وقفت بشكل واضح بجانبها.

وقال بينيت إنه سيبحث مع ميركل في “التهديدات والتحديات في المنطقة خصوصا الملف النووي الإيراني وأهمية الحفاظ على دولة إسرائيل”. وأشار بينيت إن إيران حققت “قفزة عملاقة” في تخصيب اليورانيوم خلال السنوات الثلاث الماضية، مؤكدا أن إسرائيل مسؤولة عن منع طهران من تطوير قنبلة نووية “بأفعال وليس بأقوال فقط”.

وقال بينيت “أولئك الذين يحتفظون بالحياد في الصراع بين إسرائيل ودول مثل إيران وجماعات مثل حماس وحزب الله فقدوا بوصلتهم الأخلاقية.
وأنت أيتها المستشارة كنت لسنوات بوصلة أخلاقية للقارة الأوروبية بالكامل في تعزيز مسلك لا تهاون فيه لدعم إسرائيل”. ويعارض بينيت قيام دولة فلسطينية ما يجعله على خلاف مع قوى غربية مثل ألمانيا.

وفي هذا السياق قالت ميركل لمجلس الوزراء الإسرائيلي “نحن نختلف أحيانا في مسائل مثل ما إذا كان ينبغي تنفيذ حل الدولتين مع الفلسطينيين لكننا نتفق، فيما أعتقد، على ضرورة أن تكون هناك على الدوام رؤية لبقاء دولة إسرائيل اليهودية الديمقراطية”.
 

وقبيل زيارة ميركل الوداعية هذه، تحدثت باحثة في تل أبيب عن شعور إسرائيل بالقلق من انتهاء فترة ولاية ميركل. وقالت آدي كانتور، الباحثة في برنامج البحث الأوروبي بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: “كانت (ميركل) تقف دائما إلى جانب اليهود في ألمانيا وإسرائيل، وفي كافة أنحاء العالم… من المهم جداً لإسرائيل أن تعرف أن ألمانيا تقف إلى جانبها وأنها لن تتسامح مع أي هجمات على إسرائيل أو اليهود في الشوارع الألمانية – خاصة الآن، عندما تغادر ميركل”. وقالت كانتور إن الخطاب العام في ألمانيا أصبح أقل تأييدا لإسرائيل وأكثر معاداة للسامية، مشيرة إلى حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي. وتعتزم ميركل لقاء الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ووزير الخارجية يائير لابيد.

ومن المقرر منح ميركل درجة الدكتوراه الفخرية من التخنيون، معهد إسرائيل للتكنولوجيا في حيفا، خلال احتفالية بالقدس. كما ستلتقي ميركل ورئيس الوزراء الإسرائيلي مع ممثلي شركات ومؤسسات. 

– لا زيارة لرام الله –

ومن غير المقرر أن تزور ميركل رام الله حيث مقر السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في الضفة الغربية المحتلة، ولو أن ألمانيا تؤيد “حل الدولتين”.

ويعيش أكثر من 675 ألف مستوطن في القدس الشرقية والضفة الغربية اللتين احتلتهما إسرائيل منذ العام 1967، في حين يعتبر الاستيطان غير قانوني بموجب القانون الدولي.

ورغم معارضتها الصريحة للاستيطان، تواجه ميركل انتقادات من ناشطين من أجل حقوق الإنسان يتهمونها بعدم اعتماد موقف حازم في هذا الصدد.

وقال عمر شاكر خبير النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في منظمة هيومن رايتس ووتش إنه “يتحتم على الحكومة الألمانية الجديدة أن تضع حقوق الإنسان في صلب سياستها المتعلقة بإسرائيل وفلسطين”.

وإن كانت ميركل لن تزور رام الله، فهي في المقابل لن تلتقي زعيم المعارضة في إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي كان في السلطة خلال القسم الأكبر من عهدها.

وتستعد ميركل للانسحاب من الحياة السياسية فيما يسعى الاشتراكيون الديموقراطيون لتشكيل ائتلاف غير مسبوق في ألمانيا مع الخضر والليبراليين، بدون مشاركة المحافظين بزعامة المستشارة.

وجعلت ميركل خلال عهدها من حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بمواجهة أعدائها إحدى أولويات السياسة الخارجية الألمانية على ضوء مسؤولية بلادها عن محرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية.

وشارك الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في كانون الثاني/يناير 2020 في إحياء الذكرى الـ75 لتحرير معسكر أوشفيتز النازي، محذرا في تلك المناسبة من عودة “الهواجس القديمة لمعاداة السامية”.

وذكر شتاينماير “ذنب” ألمانيا، في كلمة ألقاها بالعبرية والإنكليزية وليس بالألمانية مراعاة للناجين من المحرقة المشاركين في المراسم.

ومثلت السياسات المتعلقة بالاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني نقطة خلاف نادرة بيم برلين إسرائيل.

وعارضت إسرائيل الاتفاق المبرم عام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني بين طهران وست قوى دولية كبرى منها الولايات المتحدة وألمانيا، وأتاح رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران في مقابل تقييد أنشطتها النووية.

كما تنظر تل أبيب بريبة الى المباحثات التي بدأت في وقت سابق من العام الحالي بين طهران وأطراف دوليين، بمشاركة أميركية غير مباشرة، بهدف إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن أحاديا عام 2018.

المصدر: يورونيوز +موقع التلفزيون الالماني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار