رجا طلب
بات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ صاحب الفرصة الاوفر في خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تبنى الشيخ كبديل له بصورة غير معلنة منذ اكثر من عامين ، وخاصة بعد ان قام ” ابو مازن ” بتسويقه في عواصم صنع القرار في العالم العربي والغربي ، حيث ابدت اكثر من عاصمة عربية بعض التحفظات عليه ، منها قلة الخبرة السياسية و منها خلفيته العملية ومدى تشابك علاقاته مع ” اسرائيل ” ، ومنها ايضا صعوده الصاروخي في سلم منظمة التحرير حيث اصبح امينا لسر منظمة التحرير الفلسطينية كبديل لصائب عريقات ، و صعوده سلم القيادة الفلسطينية بشكل عام بعد ان حُيدت و ازُيحت من امامه عدة اسماء وازنة كان اخرها القيادي بحركة فتح ناصر القدوة .
يواجه حسين الشيخ ازمة مركبة في صناعة شعبيته وتعزيزها ، واقول مركبة لانها ازمة ببعدين ، البعد الاول داخل حركة فتح وهي ازمة مؤجلة وفي حال تفجرها فسوف تفقد الحركة ما تبقى من عناصر قوتها ، اما البعد الثاني فهو البعد في الشارع الفلسطيني الذي ينظر لحسين الشيخ نظرة ريبة بسبب علاقاته القوية مع الاحتلال بحكم منصبه في وزارة الشؤون المدنية والتى تشرف على تصريف الامور الحياتية العامة التى تتعلق بالفلسطينيين في الضفة الغربية .

هذه المعضلة للشيخ تنبهت لها صحيفة نيويورك تايمز الاميركية مبكرا ، ففي مقابلة مرفقة بتقرير رئيسي عن حسين الشيخ كتبه مندوبها ” باتريك كينجسلي ” الذي التقى الشيخ في مكتبه برام الله ونشرها في 17 / 7 / 2022 تحت عنوان بارز وملفت ( زعيم فلسطيني جديد ينهض ولا يحظى بشعبية كبيرة ) ، اشار كينجسلي الى ان استطلاعات الرأي تتحدث عن أن الشيخ سيكافح بقوة للفوز في الانتخابات ، وان 3% فقط من الفلسطينيين يريدونه زعيمهم القادم ، كما اشار الى استطلاع آخر لم يحدد تاريخه في ذات التقرير الى أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الفلسطينيين عارضوا ترقيته في مايو الماضي إلى المركز الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية ( امين سر اللجنة التنفيذية ) .
ما زاد من الجدل حول شخصية حسين الشيخ مؤخرا واعادها الى واجهة الاحداث هي زيارته التى قام بها قبل اسبوع الى واشنطن وهي الزيارة الاولى لمسؤول فلسطيني على هذا المستوى منذ عام 2017 والتقى خلالها عددا من المسؤولين هناك من ابرزهم مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جاك سوليفان، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ، وفي تقرير مهم لصحيفة ” هارتس ” حول تلك الزيارة نشر في التاسع والعشرين من الشهر الماضي نقلت الصحيفة فيه اراء نسبتها لمسؤولين فلسطينيين دون تسميتهم قالوا ( أن زيارة الشيخ تشكل مؤشرا إضافيا على نفوذه في الدوائر المقربة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووصفوه بأنه “خليفة محتمل” للرئيس الفلسطيني و إنه يحظى كذلك بـ ” شرعية ” من قبل الإدارة الأميركية.
يمكن القول ان الطريق بات ممهدا امام حسين الشيخ ولكن حجم التحديات التى تنتظره كبيرة للغاية حيث انه سيرث وضعا معقدا للغاية ، فهو وبحكم شعبيته المتدنية في حركة فتح وبالشارع فانه سيخوض غمار حرب للبقاء في هذين الحلقتين ، وسيكون مضطرا للتعامل بحدية وقسوة معهما وبخاصة مع الشارع المقاوم الذي يخوض حربا حقيقية مع الاحتلال الاسرائيلي ومواجهات مسلحة منذ عدة اشهر ، والسؤال هل سيتمكن حسين الشيخ من الحفاظ على منصبه في حال وصوله لراس الهرم في ” المؤسسة الفلسطينية ” بعد صعوده السريع والميسر ؟؟
رجا طلب – كاتب في جريدة الرأي الأردنية
Rajatalab5@gmail.com