البابور الموقع العربي

نتنياهو: الأنغليكان في أمريكا هم العنصر الأكثر أهمية في قاعدتي السياسية

398

في مذكراته تفاخر نتنياهو بتمتعه بنفوذ سياسي داخل الولايات المتحدة. وكتب “كنت أعلم أن ترامب سيقدر الدعم الكبير الذي حظيت به إسرائيل، وأنا نفسي من مجتمع الأنغليكان الذين يمثلون العنصر الأكثر أهمية في قاعدته السياسية”.

نشر زعيم المعارضة في الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كتابه الجديد الذي وُزّع يوم الجمعة الماضي، بعنوان “بيبي – قصة حياتي”، عن أسرار تخص قطاع غزة، والصراعات فيها.

وأكد نتنياهو أن “إسرائيل” واجهت سابقًا استنزافًا لمخزون القبة الحديدية الاعتراضية خلال الصراعات في غزة، وتحديدًا في عملية “عامود السحاب” عام 2012، وكان هذا اعتبارًا في قرار إنهاء العملية بسرعة، ولكن بعد عامين أثناء عملية “الجرف الصامد”، وبفضل زيادة الإنتاج بمساعدة مالية أميركية، كان لدى “إسرائيل” بالفعل ما يكفي مخزون الصواريخ الاعتراضية.

كما أكد نتنياهو في ذات الوقت الأنباء التي نشرت حينها أن الأميركيين منعوا إمداد “إسرائيل” بصواريخ “هيلفاير”.

وقال نتنياهو في كتابه الجديد، ما نُشر في “هآرتس” قبل سنوات، أنه اقترح على إدارة ترامب خطة تبادل أراض مع مصر كان من شأنها أن تسمح للفلسطينيين باستلامها، على قاعدة المزيد من الأراضي في سيناء مقابل قطاع غزة، وفي المقابل يمكن لـ”إسرائيل” ضم أراض من الضفة الغربية، لكن مصادر عارضت الفكرة قبل أن تبدأ أي محادثات بشأنها.

وأوضح أنه وافق على الخطة التي أعدها جاريد كوشنر مستشار وصهر ترامب، على افترض أن الفلسطينيين سيرفضونها على أي حال، مشيرًا إلى أنه أعلن في ذاك الوقت إعلاميًا عن نية حكومته ضم أراضٍ من الضفة، لكن في اليوم التالي أصدر البيت الأبيض بيانًا مفاده أن الضم الفوري ليس على جدول الأعمال.

وكتب نتنياهو الذي يتكهن أن منافسه وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس ربما أقنع ترامب بالتراجع عن الخطوة، كتب أنه “حتى يومنا هذا ليس من الواضح سبب التغيير.. لقد أنجزت الجزء الخاص بي من الصفقة، لكن لسوء الحظ لم يقم الأميركيون بدورهم”.

وأشار نتنياهو في كتابه إلى أن كيف كان ترامب في بداية رئاسته يقع تحت تأثير “صديق مشترك” تسبب في خفض العلاقة بينهما بشكل سيء – ويبدو أن نتنياهو كان يشير إلى رئيس المؤتمر اليهودي العالمي الملياردير رون لودر، كما تذكر “هآرتس”

وبحسب رئيس المعارضة الإسرائيلية، فإن ذلك “الصديق المشترك” أقنع ترامب بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين وأن نتنياهو كان عقبة أمام ذلك، ووفقًا له، حاول صهر ترامب ومستشاره المقرب جاريد كوشنر أيضًا الضغط في اتجاه مماثل واقترح حتى على سفير “إسرائيل” في الولايات المتحدة رون ديرمر، أن تجمد “إسرائيل” البناء في المستوطنات لبضع سنوات.

وبين نتنياهو أنه نجح في تغيير نظرة ترامب تجاه القيادة الفلسطينية من خلال عرضه مقطع فيديو على ترامب خلال زيارته لإسرائيل في بداية ولايته، ويظهر فيه الرئيس محمود عباس وهو يتحدث عن السلام أمام شخصيات غربية، وفي خطاب باللغة العربية يشيد بـ “الإرهابيين”، وفق تعبيره.

وفي الكتاب، يصف نتنياهو أيضًا علاقته الغامضة مع الرئيس الذي سبق ترامب، باراك أوباما، وبحسب نتنياهو، فقد حث أوباما على الأمر بشن هجوم أميركي على المنشآت النووية الإيرانية، وأن هذا الطلب تم خلال زيارة أوباما لـ”إسرائيل” عام 2013، وكلماته تشير إلى أن هذا لم يكن الطلب الأول، وهو بذلك يؤكد اتهامات أعضاء في إدارة أوباما زعموا في السابق أن نتنياهو حاول “توريط” الولايات المتحدة في الحرب مع إيران.

وفق نتنياهو، رفض أوباما الطلب على أساس وأن الجميع بحاجة إلى قيادة الأمر بطريقة مختلفة.

ويتضمن الكتاب أيضًا إشارات إلى العديد من المسؤولين الإسرائيليين، وبحسب نتنياهو، عارض بيني غانتس، بصفته رئيس الأركان لعدة سنوات، خطة هجوم على شحن أسلحة كبيرة من إيران إلى قطاع غزة عبر السودان، كان من المفترض أن يتم تنفيذ الهجوم في مطار الخرطوم الدولي، وعلى الرغم من دعم قادة القوات الجوية وقسم المخابرات في الجيش الإسرائيلي، فإن رئيس الأركان غانتس “عارض بشدة” على أساس أن عملية بهذا الحجم يمكن أن يتسبب في حرب وبالتالي يتطلب موافقة الحكومة بأكملها، وألغى نتنياهو مثل هذا الاحتمال، وتلقى من المدعي العام يهودا واينشتاين رأيًا مفاده أن الإجراء يمكن الموافقة عليه دون دعوة أعضاء الحكومة للاجتماع.

وتم تنفيذ الهجوم على الخرطوم من خلال طائرات مقاتلة سارت على طول البحر الأحمر، وتم بنجاح في 23 أكتوبر/ تشرين أول 2012، ونتنياهو هو أول مسؤول إسرائيلي رسمي يؤكد وجودها بعد عقد من الزمان، وبحسب قوله، بعد الهجوم أوصل رسالة شخصية لحاكم السودان آنذاك عمر البشير  مفادها أنه إذا لم تنته شحنات الأسلحة الإيرانية عبر أراضيه، “فأنت التالي في الصف (الاغتيال)”.

ولفت نتنياهو إلى أنه في مرتين حاول عامي 2010 و2011، الحصول على موافقة لشن هجوم ضد إيران، لكنه كان يصدم برفض كبار المسؤولين الأمنيين باعتبار أن مثل هذا الهجوم قد يشعل حربًا إقليمية ويضر بالعلاقات مع الولايات المتحدة.

وأكد نتنياهو ما نشر في “هآرتس” قبل سنوات، أنه اقترح على إدارة أوباما خطة تبادل أراضٍ مع مصر كان من شأنها أن تسمح للفلسطينيين باستلامها، على قاعدة المزيد من الأراضي في سيناء مقابل قطاع غزة، وفي المقابل يمكن لإسرائيل ضم أراضٍ من الضفة الغربية، لكن مصادر عارضت الفكرة قبل أن تبدأ أي محادثات بشأنها.

كما يؤكد نتنياهو في كتابه أنه شارك في مفاوضات مع نظام الأسد حول مستقبل مرتفعات الجولان، حيث كانت المبادرة الأولى بوساطة لودر خلال فترة ولايته الأولى في التسعينيات، وأنه اقترح نتنياهو على الرئيس السوري حافظ الأسد أن تنسحب إسرائيل من الجولان لكن تبقى الحدود على الهضبة وليس على شواطئ بحيرة طبريا، ولكن الأسد رفض العرض بضغط من قائد الجيش السوري، أما المبادرة الثانية فكانت باقتراح نتنياهو نفسه أن تبدأ إدارة أوباما مفاوضات مع بشار الأسد في حال تعثرت العملية مع الفلسطينيين، ولم يتحقق ذلك بسبب اندلاع الحرب الأهلية في سوريا.

ويرى نتنياهو أنه كان لا يعتقد أن المحادثات مع سوريا ستؤدي إلى اتفاق على أي حال وأنه يريد بشكل أساسي تخفيف الضغط الأميركي عليه للتنازل عن الفلسطينيين.

أمضى نتنياهو ولقبه “بيبي” أطول فترة لرئيس وزراء إسرائيلي في منصبه توزعت على فترتين، الأولى بين 1996-1999، أما الثانية فاستمرت 12 عاما بين 2009 و2021.

في مذكراته التي حملت عنوان “بيبي: قصتي” قال رئيس الوزراء السابق، إنه سيكون “ممتنا إلى الأبد” للوقت الذي انخرط فيه في المعارضة؛ إذ ساعده ذلك على إكمال كتابة مذكراته.

يعيد نتنياهو (72 عاما) في مذكراته التي نشرها قبل أسبوعين فقط من توجه الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع، التأكيد على تطلعه للعودة إلى رئاسة الوزراء.

لم تتناول السيرة الذاتية المؤلفة من 650 صفحة عناوين رئيسية عن إسرائيل أو الخارج، كما تفتقر إلى عنصر التشويق الذي عادة ما تحتويه مذكرات القادة السياسيين المعتزلين.

وعن علاقته التي كانت مشحونة بالرئيس الأميركي السابق أوباما، ذكر نتنياهو أنه وبعد لقائه الأول به في العام 2007 كان متفائلا بشأن علاقتهما المستقبلية.

ويسرد “بيبي” كيف أخبر أحد مساعديه قبل أن يتولى الرجلان السلطة في العام 2009، أن “يمكنني العمل مع هذا الرجل” لكن سرعان ما تلاشى هذا التفاؤل.

ويعود ذلك إلى أن نتنياهو يأخذ على أوباما رؤيته للعالم القائمة على “منظور مناهض للاستعمار” ويرى أن الرئيس السابق ينظر إلى إسرائيل على أنها معتدية استعماريا على الفلسطينيين.

حليف قوي

في العام 2016، وبعد انتهاء ولاية أوباما وفوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، بدا نتنياهو متيقنا من توافق سياسته والرئيس الجديد.

وكتب “أدركت أنه سيكون عندي الآن حليف قوي في معركتي ضد العدو الأكبر لإسرائيل” في إشارة إلى معارضته للاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 الذي تم التفاوض حوله في عهد أوباما.

أعلن ترامب سلسلة من التحولات السياسية التي رحبت بها إسرائيل لا سيما اعترافه بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل في خطوة عارضها المجتمع الدولي والفلسطينيون الذين يعتبرون الجزء الشرقي من المدينة عاصمة لدولتهم الموعودة، ووصفوا الخطوة الأميركية بأنها تحيز فاضح لإسرائيل وقطعوا الاتصالات مع واشنطن.

وفي مذكراته أيضا تفاخر نتنياهو بتمتعه بنفوذ سياسي داخل الولايات المتحدة. وكتب “كنت أعلم أن ترامب سيقدر الدعم الكبير الذي حظيت به إسرائيل، وأنا نفسي من مجتمع الأنغليكان الذين يمثلون العنصر الأكثر أهمية في قاعدته السياسية”.

المصدر: المملكة + مصدر الاخبارية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار