البابور الموقع العربي

تهافت النظام العربي على الأسد

317

البعض يستغرب من تهافت الانظمة العربية وخاصة في الامارات ومصر على اعادة دمج نظام الاسد في منظومة الانظمة الحاكمة في العالم العربي.. لا يوجد أي سبب للغرابة أو الاستغراب، فالترتيبات التي اسسها الاستعمار في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية قامت على خلق منظومة تتكون من كيانات وحكام واجهزة حكم مرتبطة ببعضها البعض ارتباطا وجوديا، بما في ذلك الكيان الاسرائيلي، وانهيار اي لبنة من لبنات هذه المنظومة يعني فتح الباب لانهيار المنظومة كاملة، بما في ذلك انهيار الكيان الاسرائيلي نفسه، وهي المنظومة التي تم جمعها في “جامعة الدول العربية”.. ولذلك فان هذه المنظومة ترى ان نظام الاسد في سوريا، هو جزء لا يتجزأ من “منظومته الوجودية”، وانهياره يعني انهيار كيانات اخرى، وبالتالي فمن غير المسموح بانهيار هذا النظام اطلاقا، حسب اعضاء جامعة الدول العربية، وهذا الامر ينطبق ايضا على ما يعتبر “العناصر الغريبة والشاذة” مثل انظمة الحكم التي تفرزها وتصعد بها الانتخابات الديمقراطية، كما حدث في مصر، ويحدث في تونس، فالرئيس الراحل الدكتور محمد مرسي لم يكن مؤهلا ليكون جزءا من هذه المنظومة، فهو يمثل ارادة شعبية، وكذلك الرئيس الدكتور المنصف المرزوقي في تونس.. ومن هنا نفهم الاستدارة الكبيرة على الخيارات الشعبية واسقاطها في مصر وتونس، وهو ما يفسر عودة نظام الاسد “العلنية” الى هذه المنظومة بعد ان كانت “سرية” منذ اندلاع الربيع العربي في تونس عام 2010. ومصر وسوريا عام 2011.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار