تبنّت أوكرانيا، الاثنين، الهجوم بمسيّرتين على موسكو خلال الليل، واستهدفت ضربات جديدة القرم ومنطقة أوديسا الأوكرانية، بينما حذّرت روسيا من أنها تحتفظ لنفسها بحق اتخاذ “إجراءات ردّ قاسية”.
وقال مصدر في وزارة الدفاع الأوكرانية رفض الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية إن الهجوم على موسكو “كان عملية خاصة لجهاز الاستخبارات العسكرية”. بينما وعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بردّ على الضربات الروسية ضد أوديسا التي نفذت في نهاية الأسبوع وأوقعت قتيلين وألحقت أضراراً بكاتدرائية تاريخية.
ولم تستهدف موسكو ومنطقتها بمسيّرات منذ قرابة ثلاثة أسابيع، وأعلن الجيش الروسي الذي ندّد “بعمل إرهابي” أنه أسقط المسيرتين وقد تحطمتا من دون سقوط ضحايا.
من جهتها حذرت وزارة الخارجية الروسية في بيان من اتخاذ “إجراءات ردّ قاسية”.
وقالت في بيان “نعتبر هذه الأحداث بمنزلة لجوء جديد لأساليب إرهابية (…) لترهيب السكان المدنيين” متهمة الغربيين بـ”الوقوف خلف الأعمال الوقحة” التي ترتكبها كييف. وأضافت أن “روسيا الاتحادية تحتفظ لنفسها بحق اتخاذ إجراءات ردّ قاسية”.
وأوضحت وكالة “تاس” الروسية أنّ إحدى المسيّرتَين تحطمت في شارع كومسومولسكي بروسبكت، قرب وزارة الدفاع الروسيّة، بينما أصابت الأخرى مركزاً للأعمال في شارع ليخاتشيفا قرب أحد الشوارع الدائرية الرئيسة في موسكو.
مخزن ذخائر في القرم
وتعرضت موسكو ومنطقتها لعدة هجمات بمسيّرات هذه السنة، استهدفت إحداها الكرملين في مايو/أيار.
وأعلنت روسيا في 4 يوليو/تموز إسقاط خمس طائرات مسيّرة فوق محيط العاصمة، محمّلة أوكرانيا مسؤولية الهجوم الذي لم يتسبب بإصابات ولا بأضرار بحسب موسكو، لكنه أدى إلى اضطراب الحركة في مطار فنوكوفو، أحد المطارات الدولية الثلاثة في العاصمة.
وقال الناطق باسم الكرملين للصحفيين الاثنين إنه اتُخذت “إجراءات” للدفاع عن موسكو وإن “كل المسيّرات” أسقطت وإن روسيا ستواصل، في إطار الرد، “عمليتها العسكرية” في أوكرانيا.
يذكّر هذا الهجوم الجديد على موسكو بذلك الذي طال منذ أسبوع شبه جزيرة القرم وجنوب أوكرانيا، إذ تصاعد التوتر بعد تخلي موسكو الاثنين الماضي عن اتفاق رئيسي لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وقال الحاكم الروسي سيرغي أكسيونوف الاثنين إن مستودع ذخيرة في شبه جزيرة القرم تعرض للقصف في غارة جديدة بطائرة مسيرة أوكرانية في منطقة دجانكو في شمال شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو.
وحسب الجيش الروسي فإنه أُسقطت 14 مسيّرة أوكرانية أطلقت على القرم عبر أنظمة التشويش وثلاث أخرى عبر الدفاع المضاد للطيران.
هجوم جديد قرب أوديسا
في سياق منفصل استهدف هجوم روسي جديد بالمسيّرات “استمر قرابة أربع ساعات” أيضاً منشآت مرفئية أوكرانية في منطقة أوديسا، ودمر صومعة حبوب، كما أعلنت قيادة العمليات الأوكرانية في جنوب البلاد.
على الجبهة، أعلنت كييف الاثنين أنها استعادت أكثر من 16 كيلومتراً مربعاً من القوات الروسية الأسبوع الماضي في شرق وجنوب البلاد بعد نحو شهرين على بدء هجوم مضاد يهدف إلى طرد القوات الروسية خارج أوكرانيا.
وتوعّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد موسكو بـ”ردّ انتقامي ضد من سمّاهم الإرهابيين الروس، من أجل أوديسا” التي أدرج وسطها التاريخي في مطلع السنة على لائحة التراث العالمي لليونسكو.
وشهدت هذه المدينة التي تتعرض بانتظام إلى ضربات روسية هجوماً ليلياً جديداً ليل السبت قتل فيه شخصان وأصيب 22 بينهم أربعة أطفال على الأقل.
ودُمّر قسم كبير من كاتدرائية التجلي التي يزيد عمرها على 200 عام، مع انهيار جدران واحتراق أيقونات وتحطم ثريات.
ونفى الكرملين الاثنين أن تكون القوات الروسية استهدفت ليل السبت الكاتدرائية التاريخية في مدينة أوديسا في أوكرانيا، محمّلاً المسؤولية عن تضررها دفاعات كييف الجوية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف “لقد كررنا ويمكننا أن نكرر بأن قواتنا المسلحة، لا تقصف بنى تحتية مدنية على الإطلاق، ناهيك عن كاتدرائيات وكنائس أو أهداف مشابهة أخرى”، مشيراً إلى أن “صواريخ (أوكرانية) مضادة للصواريخ هي التي أطلقت ودمّرت الكاتدرائية”.
واتهمت فرنسا موسكو الاثنين باستهداف المواقع الأثرية والمدنية “عمداً” بعد القصف على أوديسا.
TRT عربي – وكالات