لواء أردني متقاعد ودكتور في الفلسفة التربوية ومحلل عسكري، ولد في إربد عام 1952، وشارك في مهام عسكرية داخل الأردن وخارجه، وتولى مناصب عدة حتى تقاعده عام 2005.
زادت شهرته بعد حضوره الكثيف بصفته محللا عسكريا على قناة الجزيرة لأداء المقاومة الفلسطينية بعد عملية طوفان الأقصى، حتى إن أحد مقاتلي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ظهر في مقطع لعملية نفذتها المقاومة ضد جنود الاحتلال صارخا “حلل يا دويري”.
المولد والنشأة
ولد فايز محمد حمد الدويري في الثالث من مارس/آذار عام 1952، في بلدة كتم التابعة لمحافظة إربد شمال الأردن.
كانت أسرته من الأسر الريفية التي تمتهن الزراعة والرعي، فنشأ في تلك البيئة.وتقع البلدة التي ولد فيها بين بلدتين أكبر هما الحصن والنعيمة، وله 7 أشقاء، 4 ذكور و3 إناث.
ويصف الدويري نفسه بأنه “أردني من أجداد أردنيين، وفخور بذلك، لكني لا أسمح لأحد من يافا أو طولكرم أن يشكك في موقفي من فلسطين أو قناعتي بأن فلسطين قضيتي كما هي قضيتهم”.
التكوين العلمي
تلقى فايز الدويري تعليمه الابتدائي بمدارس بلدة كتم، وأكمل المرحلة الإعدادية في مدرسة بمنطقة النعيمة، على بعد 4 كيلومترات من قريته كتم، ثم أكمل المرحلة الثانوية في منطقة الحصن.
ويقول الدويري في مقابلة مع الجزيرة نت عما بعد هذه الفترة “كانت أمامي خيارات عدة، منها أن أذهب إلى الجامعة، وكان هذا خياري المفضل، لأنه كان عندي حلم قديم، وهو أن أكون أستاذا في الجامعة، ولكن الظروف والمعطيات القائمة تلك الفترة من الفقر والعوز والحاجة كانت تثقل كاهل أهلي وإخواني، لأن هناك 3 إخوة أكبر مني، وبالتالي هم من يتحملون العبء، فكان الخيار الآخر أن أقدم لما تعرف بالكلية العسكرية”.
وتم قبوله في تخصص المحاسبة بالجامعة الأردنية، قبل التحاقه بالكلية العسكرية بين عامي 1972 و1973، وتخرج فيها وتدرج من رتبة ملازم حتى عميد، ثم التحق بسلاح الهندسة في القوات المسلحة الأردنية، وأصبح مديرا لسلاح الهندسة الملكي.
وتم اختياره ضمن سلك التعليم في سلاح الهندسة الملكي، فكان آمر جناح تدريب ورئيس مدربين وآمر مدرسة ومعلما في كلية القيادة والأركان، ثم موجها في كلية الحرب، ومن ثم أصبح آمرا لكلية القيادة والأركان.
وفي مرحلة لاحقة لإنجازه بعض المهام العسكرية، تدرب الدويري في مدرسة الدراسات العسكرية المتقدمة التابعة للجيش الأميركي، وأصبح أول ضابط متخصص في التخطيط الإستراتيجي وفن إدارة الحرب من خارج دول حلف شمال الأطلسي (ناتو).
التحق بعد ذلك بكلية القيادة والأركان العسكرية لمدة عام، ثم أرسل إلى باكستان لحضور دورة دولية في كلية القيادة والأركان الباكستانية.
وبعد تقاعده عام 2005، التحق بالجامعة الأردنية وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة التربوية، عن رسالة بعنوان “دور الجامعات الرسمية في تعزيز مفهوم الأمن القومي”.
المسيرة المهنية
شارك الدويري في عملية نزع الألغام عن الحدود السورية الأردنية بعد التحاقه بسلاح الهندسة الأردني، وبرز دوره في تلك المشاركة.
ثم انتقل إلى اليمن في الفترة ما بين 1977 إلى 1979، وعمل مع القوات المسلحة اليمنية بمنصب ضابط هندسي لتحصين مضيق باب المندب وبناء “معسكر خالد” في الحديدة.
وبعد عودته إلى الأردن في 1979، التحق الدويري بجامعة اليرموك لدراسة إدارة الأعمال، كما درس في كلية القيادة والأركان بعد عودته من باكستان.
عُيّن مديرا لسلاح الهندسة الملكية الأردني، ثم قائدا لكلية القيادة والأركان الأردنية برتبة لواء، وبقي في ذلك المنصب حتى تقاعده عام 2005.
التحليل العسكري
كرس الدويري -الذي يكنى بـ”أبي جمال”- كتاباته للتحليل العسكري، كما زادت شهرته بعد ظهوره التلفزيوني المتكرر، مشاركا في التحليل العسكري والإستراتيجيات المستخدمة في الحروب والنزاعات الإقليمية.
شارك في تحليل موضوعات منها مستقبل حلف شمال الأطلسي، وعودة روسيا إلى العالم العربي، وصفقات الأسلحة وسباق التسلح النووي والحرب الروسية على أوكرانيا وغيرها من المواضيع.
ومنذ بداية مشاركاته التلفزيونية على قناة الجزيرة لتحليل أداء المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال، اعتبرت الجماهير أن كلمات الدويري لا تقل أهمية عن كلمات المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة.
ويوصف فايز الدويري من قبل محللين سياسيين ونشطاء بأنه “يسبب صداعا للإسرائيليين”. وكان قد شارك في لقاء تلفزيوني مع إيدي كوهين، وأحرجه بقوله إن صورة غطاء المجاري (المنهل) في يافا تحمل كلمة فلسطين في عام 1936، ما يعني أن غطاء المنهل أقدم من دولة إسرائيل بـ12 عاما.
“حلّلْ يا دويري”
عرف اللواء المتقاعد فايز الدويري بتقييمه المتفائل لأداء المقاومة الفلسطينية بعد عملية طوفان الأقصى.
ويؤكد أن استهداف المقاومة للآليات الإسرائيلية الأساسية (مثل دبابات ميركافا ومدرعات نمر) في المعركة البرية ضد غزة من مسافة قريبة؛ يؤكد أن قوات الاحتلال الإسرائيلية “تقاتل الأشباح”.
ويضيف أن الجندي الإسرائيلي على النقيض تماما من المقاوم الفلسطيني، لأنه يدخل المعركة محميا بهذه الآليات الضخمة، وبخوف شديد على حياته، ما يعرضه لضغوط نفسية كبيرة.
وبحسب الدويري، يدرك الجندي الإسرائيلي أنه يتقدم نحو الموت، ويقاتل بدون حماية ضد خصم مستعد لفعل أي شيء من أجل النصر.
وعندما يتحدث الدويري عن غزة، يتردد صوته بكل فخر قائلا “ليس هناك مثلها في التاريخ العسكري منذ الإسكندر الأكبر حتى اليوم”.
ونشرت كتائب القسام مقطعا في 25 ديسمبر/كانون الثاني 2023، يقول فيه أحد مقاتليها صارخا “حلل يا دويري”، وكان المقطع قد أظهر نجاح مقاتلي القسام في استهداف منزل بحجر الديك، يختبئ فيه 10 جنود إسرائيليين، وكانت تلك المنطقة الواقعة على حدود شمال غزة مؤمنة من قبل الجيش الإسرائيلي منذ الأيام الأولى للغزو البري.
وتحولت المنطقة المستهدفة بعد ذلك إلى كرة ضخمة من اللهب والدخان، وتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر بشرية وجرحى نتيجة هذه الضربة، بحسب كتائب القسام.
إعلان
ورد اللواء الدويري على مناشدة مقاتل القسام خلال فقرة التحليل العسكري على قناة الجزيرة بالقول “سأحلل”، مكررا صرخة القسامي “حلل يا دويري”.
الكتب والمؤلفات
أصدر الدويري أول مؤلفاته عام 2013، وهو كتاب “الأمن الوطني”، استعرض فيه مفاهيم وتحليلات حول الأمن الوطني وأهمية المؤسسات التربوية في تعزيز هذا الأمن.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية