البابور الموقع العربي

رئيس وزراء قطر الأسبق: دورنا مجرد “مساعد خدمة” لتنفيذ سياسات محددة تُطلب منا

193

حمد بن جاسم آل ثاني: “لو أننا قمنا بما ينبغي لنا أن نقوم به، حفظا لمصالحنا وعملنا على إخماد جحيم الحرب التي تبيد أهل غزة، لما وصلنا لما نحن فيه الآن”

الدوحة – البابور العربي

قال حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر الأسبق: إن ما يجري الآن في المنطقة من توتر متصاعد، وآخره ما نشاهده اليوم في اليمن وحولها، ليس إلا نتيجة حتمية لتهميش القضية الفلسطينية وإهمال حقوق الشعب الفلسطيني لما يزيد عن 75 عاما.

وأضاف في تغريدية على موقع اكس (تويتر): فتحت هذه السياسات الباب منذ البداية، امام تدخلات مستمرة من أطراف خارجية لتوسيع رقعة التوتر في منطقتنا خدمة لمصالحها. كما ساهمت السياسات التكتيكية القاصرة، التي تنتهجها بعض الأطراف في إضعاف موقفنا، حتى أصبحنا مجرد “كونسيرج” أو مساعد خدمة دوره تنفيذ سياسات محددة تُطلب منه، وليس له وجهة نظر أو رأي، وهذا للأسف هو حالنا اليوم، رغم أن ما يجري حولنا يخصنا نحن بالدرجة الأولى.

وقال: لهذا فإننا نرى التوتر في منطقتنا يتصاعد كل يوم لأن هناك جهات من مصلحتها أن تظل منطقتنا تعاني على صفيح ساخن. ولو أننا قمنا بما ينبغي لنا أن نقوم به، حفظا لمصالحنا وعملنا على إخماد جحيم الحرب التي تبيد أهل غزة، لما وصلنا لما نحن فيه الآن، وهذا يتطلب أن تكون لنا سياسات عملية فاعلة، لا تقتصر على المواقف الإعلامية، بل تؤثر على الشارع العربي وتحركه. وغياب هذه السياسات الاستراتيجية العملية هو ما يجعل الأطراف الخارجية تستغل أزماتنا وتعمل على تصعيدها.

وتابع: ومع أني لا أريد أن أجلد الذات، فإنني أرى أننا سننجر شيئا فشيئا إلى توترات وعمليات عسكرية بحجج مختلفة لن تخدم دولنا ولا مصالحنا، سواء على المدى القصير أو الطويل، بل تخدم الآخرين. ونتيجة ذلك هي أننا أصبحنا عاجزين عن الفعل تماما، حتى إن جنوب إفريقيا هي التي تقدمت بدعوى جرائم الحرب ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية ولم تفعل ذلك أي جهة عربية،

وأضاف: وحين نضطر إلى الإعلان عن موقف مؤيد لما قامت به جنوب إفريقيا، فإننا نفعل ذلك على استحياء، ونقول “نحن ليس لنا علاقة بل أُحرِجْنا فاضطُررنا” في تبرير واضح لمن نريد أن نبرر له. لقد آن الأوان لنا كي نتدارس أوضاعنا ونتدارك أخطاءنا، وخاصة تجاه القضية الفلسطينية، وأنا هنا لا أتحدث عن أي فصيل فلسطيني، ولكني أتحدث عن الشعب الفلسطيني الذي شرد من وطنه، واؤيده كي يستعيد حقوقه.

ودعا رئيس الوزراء القطري الاسبق الانظمة العربية ان يكون لها وجهة نظر واضحة وقال: أدعو إلى أن تكون لنا وجهات نظر واضحة وحكيمة حيال السلام، لكن هذا أمر يحتاج لدول تتسلح بحجج قوية وسياسات راسخة لحل القضية الفلسطينية تعكس، على الأقل، امتعاض دولنا من استمرار بعض الجهات في مواصلة سياسات منحازة لإسرائيل بكل رعونة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار