سَميرُ الحَجاوِيُّ
لَا شَكَّ أَنَّ التَّوَصُّلَ إِلَى اتِّفَاقِيَّةٍ لِوَقْفِ إِطْلَاقِ النَّارِ، وَوَقْفِ العُدْوَانِ الإِسْرَائِيلِيِّ الصُّهْيُونِيِّ الهَمَجِيِّ الوَحْشِيِّ عَلَى قِطَاعِ غَزَّةَ خَبَرٌ جَيِّدٌ. فَهَذَا الاتِّفَاقُ يَأْتِي بَعْدَ 467 يَوْمًا مِنَ القِتَالِ، أَثْبَتَ فِيهِ أَهْلُ غَزَّةَ أَنَّهُمْ الأَبْطَالُ الأَشَاوِسُ، وَالقَادَةُ العِظَامُ، رَغْمَ فَاتُورَةِ الدَّمِ المُرْتَفِعَةِ وَالغَالِيَةِ.
لقد أَثْبَتَتِ المُقَاوَمَةُ الإِسْلَامِيَّةُ الفِلَسْطِينِيَّةُ، مُمَثَّلَةً بِحَرَكَةِ المُقَاوَمَةِ الإِسْلَامِيَّةِ “حَمَاسَ” وَذِرَاعِهَا “كَتَائِب القَسَّام”، وَحَرَكَةِ الجِهَادِ الإِسْلَامِيِّ وَذِرَاعِهَا “سَرَايَا القُدْسِ”، أَنَّهُمْ أَصْحَابُ اليَدِ الطُّولَى وَالعُلْيَا، وَأَنَّهُمْ المُجَاهِدُونَ حَقًّا، الَّذِينَ رَفَعُوا اسْمَ غَزَّةَ وَفِلَسْطِينِ وَالعَرَبِ وَالمُسْلِمِينَ عَالِيًا، رَغْمَ خِذْلَانِ العَرَبِ، بِاسْتِثْنَاءِ حِزْبِ اللهِ اللُّبْنَانِيِّ وَأَنْصَارِ اللهِ الحُوثِيِّينَ اليَمَنِيِّينَ، الَّذِينَ قَاتَلُوا مَعَ المُجَاهِدِينَ الفِلَسْطِينِيِّينَ وَغَزَّةَ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ.
لَقَدْ خَذَلَتِ الأَنْظِمَةُ العَرَبِيَّةُ الشَّعْبَ الفِلَسْطِينِيَّ، وَتَآمَرَتْ عَلَيْهِ، بِاسْتِثْنَاءِ قَطَرَ الَّتِي وَقَفَتْ عَلَى الضِّفَّةِ الصَّحِيحَةِ مِنَ التَّارِيخِ الفِلَسْطِينِيِّ. وَلَعِبَتْ هَذِهِ الأَنْظِمَةُ وَإِعْلَامُهَا، بِاسْتِثْنَاءِ الجَزِيرَةِ القَطَرِيَّةِ، الَّتِي قَامَتْ بِعَمَلٍ بُطُولِيٍّ يُسَجِّلُهُ التَّارِيخُ. وَكَمَا قَالَ قَائِدُ حَمَاسَ فِي غَزَّةَ الدُّكْتُورُ خَلِيلُ الحَيَّةِ: “إِنَّ الشَّعْبَ الفِلَسْطِينِيَّ لَنْ يَنْسَى أَبَدًا”.. لَنْ يَنْسَى مَنْ وَقَفُوا مَعَهُ وَسَانَدُوهُ، وَمَنْ وَقَفَ ضِدَّهُ وَتَآمَرَ عَلَيْهِ. وَلَا شَكَّ أَنَّهُ لَنْ يَنْسَى وِقْفَةَ إِيرَانَ التَّارِيخِيَّةَ مَعَ المُقَاوَمَةِ الفِلَسْطِينِيَّةِ، رَغْمَ اخْتِلَافِنَا الكُلِّيِّ مَعَهَا فِي العِرَاقِ وَسُورِيَا.
تَوْقِيعُ هَذِهِ الهُدْنَةِ جَاءَ نَتِيجَةً لِلْقُوَّةِ الفِلَسْطِينِيَّةِ، َقُوَّةِ المُقَاوَمَةِ الفِلَسْطِينِيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ وَصُمُودِهَا 15 شَهْرًا، وَلَيْسَتْ مَنَّةً مِنْ أَحَدٍ. فهِيَ الَّتِي أَجْبَرَتِ العَدُوَّ الإِسْرَائِيلِيَّ الصُّهْيُونِيَّ اليَهُودِيَّ الاِسْتِعْمَارِيَّ الاِسْتِيطَانِيَّ، مِخْلَبَ الاِسْتِعْمَارِ الغَرْبِيِّ (الأَمْرِيكِيِّ، البِرِيطَانِيِّ، الفَرَنْسِيِّ، الأَلْمَانِيِّ، الإِيطَالِيِّ، الهُولَنْدِيِّ)، الَّذِي قَاتَلَ وَمَوَّلَ حَرْبَ الإِبَادَةِ الإِسْرَائِيلِيَّةِ عَلَى قِطَاعِ غَزَّةَ لِإِبَادَةِ الشَّعْبِ الفِلَسْطِينِيِّ.
العَدُوُّ الإِسْرَائِيلِيُّ لَمْ يُوَقِّعْ عَلَى هَذِهِ الاتِّفَاقِيَّاتِ إِلَّا بَعْدَ الحُصُولِ عَلَى تَعَهُّدَاتٍ أَمْرِيكِيَّةٍ مِنْ إِدَارَةِ تْرَامْبَ، أَعْلَنَ عَنْهَا مَايْكِلُ وَالْتْزْ، مُسْتَشَارُ الرَّئِيسِ المُنْتَخَبِ دُونَالْد تْرَامْبَ لِلْأَمْنِ القَوْمِيِّ، لِشَبَكَةِ فُوكْس الإِخْبَارِيَّةِ، بِقَوْلِهِ: “أَوْضَحْنَا لِلإِسْرَائِيلِيِّينَ تَمَامًا: أَنَّهُمْ إِذَا احْتَاجُوا لِلْعَوْدَةِ لِلْقِتَالِ، فَنَحْنُ مَعَهُمْ”.
إِذَنْ، أَمْرِيكَا تُعْطِي ضَمَانَاتٍ لِلْكِيَانِ الإِسْرَائِيلِيِّ بِمُسَانَدَتِهِ فِي الجَوْلَةِ التَّالِيَةِ مِنَ القِتَالِ، فِي حِينَ أَنَّ المُقَاوَمَةَ الفِلَسْطِينِيَّةَ الإِسْلَامِيَّةَ لَمْ تَحْصُلْ عَلَى أَيِّ ضَمَانَاتٍ مِنْ أَحَدٍ بِمُسَانَدَتِهَا وَالقِتَالِ إِلَى جَانِبِهَا، إِلَّا مِنْ أَنْصَارِ اللهِ الحُوثِيِّينَ فَقَطْ.
تَوْقِيعُ اتِّفَاقِ إِطْلَاقِ النَّارِ أَمْرٌ جَيِّدٌ، مَعَ عِلْمِنَا الكَامِلِ أَنَّ العَدُوَّ الإِسْرَائِيلِيَّ، عَدُوٌّ غَدَّارٌ بِلَا ضَمِيرٍ أَوْ أَخْلَاقٍ أَوْ إِنْسَانِيَّةٍ، وَلَا يَرْدَعُهُ إِلَّا القُوَّةُ الفِلَسْطِينِيَّةُ، الَّتِي سَتَتَنَامَى فِي المَرْحَلَةِ المُقْبِلَةِ اسْتِعْدَادًا لِجَوْلَةِ النِّهَايَةِ لِهَذَا الكِيَانِ الغَاصِبِ بِإِذْنِ اللهِ.