“السودان يتهم الإمارات بتحويل المستشفى الميداني إلى مركز لوجستي لدعم ميليشيات دارفور”
البابور العربي – متابعات
اتهمت الحكومة السودانية، خلال جلسة استماع أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم دعم عسكري ولوجستي لقوات الدعم السريع، المتهمة بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين في إقليم دارفور، خصوصًا ضد قبيلة المساليت.
وقدّم الوفد السوداني، وعلى رأسه وزير العدل معاوية عثمان، أدلة تشمل صورًا لمركبات وآليات تحمل شعارات إماراتية، وشهادات حول تورط المستشفى الميداني الإماراتي في مدينة أمدجراس التشادية في أنشطة “غير إنسانية”، فضلًا عن رفضه استقبال بعثات تابعة للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وكشفت المرافعات السودانية، أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، عن اتهامات ثقيلة ومثيرة للقلق ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، تتعلق بدورها في تغذية الحرب في السودان، ودعمها لقوات الدعم السريع، التي تُتهم بارتكاب فظائع وجرائم إبادة جماعية ضد قبائل المساليت في دارفور.
بيانات إنكار لا تصمد أمام الأدلة
رغم النفي الرسمي المتكرر من قبل الإمارات، وتأكيدها على التزامها بالحياد والسعي لوقف النزاع، إلا أن الشهادات الميدانية والتقارير الحقوقية والوثائق المقدمة في المحكمة تشير إلى وجود علاقة مباشرة بين أبوظبي وقوات الدعم السريع، ما يضع الدولة الخليجية في دائرة الاتهام بانتهاك القانون الدولي الإنساني.
غطاء إنساني لأنشطة عسكرية؟
تشير الأدلة إلى استخدام الإمارات غطاء “المساعدات الإنسانية” لنقل معدات عسكرية إلى مناطق النزاع، من خلال طائرات شحن لم تخضع لتفتيش دولي مستقل، وهو ما يثير تساؤلات خطيرة بشأن مصداقية الجهود الإنسانية التي تعلنها أبوظبي.
محاولات تشويش وتناقض في الخطاب
اتهم ممثلو السودان في المحكمة الإمارات بمحاولة تشويش مجريات العدالة عبر حملات نفي إعلامية، وتغيير طبيعة الادعاءات قبيل الجلسات، والمطالبة بتعديل معايير قبول الأدلة. وأكد الوفد السوداني أن هذه الخطوات تعكس ارتباكًا وتخبطًا واضحين، وتُظهر عجزًا عن تقديم رواية قانونية متماسكة.
دعوة لتحقيق دولي شفاف ومحاسبة كاملة
دعت الحكومة السودانية إلى فتح تحقيق دولي شامل ومستقل لتحديد المسؤوليات، ومحاسبة الأطراف المتورطة في تأجيج الصراع، وعلى رأسها دولة الإمارات، التي تشير المؤشرات إلى دورها في تزويد قوات الدعم السريع بالسلاح والتمويل خلال مراحل حرجة من النزاع.
أهم الاتهامات الموجهة إلى دولة الإمارات
🔴 1- تزويد قوات الدعم السريع بالسلاح والمعدات العسكرية
الإمارات قدمت دعمًا عسكريًا لقوات الدعم السريع، التي تُتهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد المدنيين في السودان، خصوصًا في إقليم دارفور.
عرض صور لمركبات وأسلحة يُزعم أنها وصلت إلى السودان عبر قنوات إماراتية وتحمل شعارات إماراتية.
🔴 2- استخدام المستشفى الميداني الإماراتي لأغراض غير إنسانية
اتهامات باستخدام المستشفى الميداني الإماراتي في مدينة أمدجراس (تشاد) كغطاء لأنشطة غير إنسانية.
رفض استقبال بعثات تابعة للصليب الأحمر والهلال الأحمر داخل المستشفى، ما أثار شكوكًا حول طبيعة أنشطته.
🔴 3- استغلال الجسر الجوي الإنساني في تهريب الأسلحة
اتهام الإمارات باستخدام طائرات الشحن الإنسانية لنقل أسلحة إلى قوات الدعم السريع، من خلال مطار أمدجراس.
الإشارة إلى غياب الرقابة الدولية على هذه الرحلات، وعدم وجود شفافية في حمولتها.
🔴 4- حيازة قوات الدعم السريع لمعدات وهواتف إماراتية
عرض صور لهواتف إماراتية يُزعم أنها كانت في حوزة مقاتلي الدعم السريع، مع شعارات شركات اتصالات إماراتية قديمة.
اتهامات بأن الإمارات وفّرت معدات اتصال قد تكون استخدمت لأغراض عسكرية أو تنسيقية.
🔴 5- خرق القانون الدولي ومبدأ الحياد
اتهام الإمارات بانتهاك القانون الدولي الإنساني، وقرارات مجلس الأمن، من خلال تقديم دعم عسكري لطرف في نزاع داخلي.
التشكيك في رواية الإمارات التي تزعم الحياد، مقابل الأدلة التي تربطها ميدانيًا بقوات الدعم السريع.
🔴 6- محاولة التأثير على مسار التحقيق الدولي
اتهام الإمارات بمحاولة تشويش القضية عبر المطالبة بتعديل معايير قبول الأدلة، والتشكيك في الاختصاص القضائي لمحكمة العدل الدولية.
تغيير خط الدفاع الإماراتي أكثر من مرة في الجلسات، ما اعتُبر محاولة للهروب من المساءلة.
المصدر: وكالات + مواقع