البابور الموقع العربي

قوات العدو الاسرائيلي تستولي على السفينة “مادلين” في المتوسط

السفينة تتعرض للتطويق والتشويش وتحليق مكثف لمسيرات قوات الاحتلال

90

غزة – البابور العربي 

تحالف أسطول الحرية: الجيش الإسرائيلي صعد على متن السفينة مادلين

أعلن تحالف أسطول الحرية أن جيش العدو الإسرائيلي صعد على متن السفينة مادلين وانقطع الاتصال بها.

وفي في تصعيد خطير يفضح مجددًا وجه الكيان الإسرائيلي العدواني، أقدمت زوارق حربية تابعة للعدو الإسرائيلي على محاصرة سفينة “مادلين” في عرض البحر الأبيض المتوسط، في محاولة مكشوفة لقطع طريقها نحو قطاع غزة، حيث كانت في طريقها لكسر الحصار البحري المفروض منذ عام 2007، والمساهمة في فضح حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة ضد أكثر من مليوني فلسطيني محاصر داخل القطاع المنكوب.

السفينة “مادلين”، التي أبحرت قبل أيام من ميناء كاتانيا الإيطالي، وتضم نشطاء ومتضامنين من جنسيات متعددة، من بينهم أطباء ومهندسون وحقوقيون، تواجه في هذه اللحظات تهديدًا مباشرًا من قوات الاحتلال، التي أطلقت صفارات الإنذار وبدأت تطويق القارب بالكامل. وقد أكد النشطاء على متن السفينة، ومنهم الناشط تياغو أفيلا، أن الوضع بالغ الخطورة، وأن الطاقم اضطر لإطفاء الأضواء وارتداء سترات النجاة مع اقتراب زوارق العدو من السفينة.

اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أعلنت أن العدو الإسرائيلي بدأ تنفيذ عمليات تشويش إلكتروني خطير على أنظمة الملاحة والاتصالات الخاصة بالسفينة، في محاولة لمنع تعقب مسارها وإضعاف قدرتها على التواصل، وسط تحليق مكثف لطائرات مسيّرة تابعة للكيان الإسرائيلي في سماء المنطقة منذ ساعات.

الطبيب الفرنسي باتيست أندريه، المتواجد على متن السفينة، وصف الوضع بأنه أشبه بـ”حالة طوارئ حقيقية في عرض البحر”، مؤكداً أن السفينة لا تحمل سوى طن واحد من المساعدات الطبية الرمزية، لكن رسالتها تتجاوز الشحنة المادية إلى التأكيد بأن غزة ليست وحدها في مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية. وأضاف أن الطاقم يتواصل باستمرار مع جهات دبلوماسية، بينها الخارجية الفرنسية، لمحاولة منع الاعتداء الإسرائيلي المتوقع.

وفي حديثها من على متن السفينة، أكدت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ أن الطاقم يتوقع الوصول إلى غزة خلال الساعات القادمة، إلا أن أخطر ما تواجهه السفينة الآن هو صمت المجتمع الدولي وتواطؤه أمام المجازر المستمرة في غزة، مشيرة إلى أن العدو الإسرائيلي لا يكتفي بتدمير المستشفيات والمنازل وقتل الأطفال، بل يلاحق حتى قوارب الإغاثة الإنسانية في عرض البحر.

العدو الإسرائيلي لم يُخف نيته في اعتراض السفينة، حيث نقلت هيئة البث العبرية عن مصدر أمني أن جيش الاحتلال يخطط للسيطرة “سلميًا” على السفينة، وجرّها إلى ميناء أسدود، ومن ثم اعتقال النشطاء وتسفيرهم في الليلة نفسها. صحيفة “يسرائيل هيوم” كشفت عن تدريبات عسكرية أجرتها البحرية الإسرائيلية على كيفية الاستيلاء على السفينة، وهو ما يثبت الإصرار الممنهج من الكيان على خنق كل محاولة إنسانية لفضح جريمة الإبادة الجماعية في غزة.

وفي تصريح عنصري واضح، قال وزير الحرب في حكومة العدو، يسرائيل كاتس، إنه أصدر أوامر مباشرة بعدم السماح لوصول السفينة إلى غزة، متهمًا النشطاء بأنهم “لاساميون”، وموجهًا إليهم رسالة تهديد صريحة مفادها: “لن تصلوا إلى غزة، عودوا الآن”. لكن الطاقم رد على هذه التهديدات بأن مهمتهم إنسانية بالكامل، ولن يوقفهم التهديد ولا الحصار.

السفينة “مادلين”، التي تحمل اسم الصيّادة الفلسطينية مادلين كلاب، والتي فقدت والدها ومصدر رزقها في بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، تمثل صرخة عالمية ضد الصمت الدولي. وهي السفينة رقم 36 ضمن أسطول الحرية الدولي، وتعد رمزًا متحركًا للمقاومة السلمية في وجه جبروت الكيان الإسرائيلي، الذي بات يخشى حتى قارب صغير يحمل أدوية وأصوات أحرار العالم.

حتى لحظة تحرير هذا التقرير (22:02 بتوقيت مكة)، لا تزال السفينة محاصرة، على بعد أقل من 200 ميل بحري من سواحل غزة، وسط ترقب شديد لاحتمال اقتحامها في أي لحظة من قبل بحرية العدو. ورغم التهديدات، فإن النشطاء يواصلون الإبحار حاملين رسالة واحدة إلى أهل غزة: لسنا متضامنين فقط، نحن جزء من المعركة ضد حصار القتل والجوع.. وضد آلة الإبادة التي يقودها الكيان الإسرائيلي.

وكالات + مواقع

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار