11 خطيئة وقعت فيها سلطة المستبدين .. 11 خطأ وقع فيها الداعين والمعارضين .. 11 نصيحة واستحقاق للتغيير
لا تخشى على أمة تتعلم من أخطائها
ولا تطمئن لمستقبل نظام يرى الخطأ انتصارًا ويحتفي به !!
وأحسب يقينًا أن جولة 11/11/2022 هي جولة “صفرية” لا منتصر فيها ولا مهزوم
الانتصار الوحيد المرصود في نهاية الشوط
هو الانتصاف للحقيقة، وأن يقف الجميع على موقع قدمه، إذا أراد تحقيق هدفه، وإدراك غايته ..
قل إن شئت أن هذه السطور القادمة، حديث من القلب للأخر، أو حديث من القلب للذات، وإن شئت، قل فقط أنه حديث من القلب للقلب، والعقل، حبًا في الوطن فحسب
من وحي 11/11/2022 أضع تحت نظركم شهادة بـ 11 خطأ وخطيئة وقع فيها النظام، ومثلها وقعت فيها القوى الداعية لـ 11/11/2022، وغيرها من القوى التي لم تشاطرها الدعوة، وأَخلُص في النهاية لـ 11 توصية، ونصيحة، مخلصة، مصدرها خبرة أربعة عقود من العمل العام، والسياسي، وتبقى في النهاية اجتهادًا قابلاً للصواب والخطأ .
[الخطأ الأول للنظام :-] ليس نصراً
يخطأ النظام، وأذرعه الأمنية، والإعلامية، إذا تعامل مع مخرجات يوم 11/11/2022 بوصفها انتصارًا –حاسمًا- له، بينما الحقيقة، أن الذي حدث هو فشل “لقطاع” من خصومه –في فضاء شبكات التواصل- ممن تصوروا قدرتهم الافتراضية، على تحقيق انتصارًا بالضربة القاضية!!
ولعل صور المدن، والشوارع الخاوية، هي الدليل القاطع أن نتائج جولة 11/11 “لا منتصر ولا مهزوم” .. فالصمت أو السكون، بفعل آلة الحرب والقمع، لا يعني القبول والرضا، وليس انتصارًا، أو إخمادًا لبركان، لا يملك أحد التكهن بلحظة انفجاره، ونطاق حممه ونيرانه
[الخطأ الثاني للنظام :-] تأجيل الانفجار
يخطأ النظام، إذا نظر لمشهد 11/11، أنه شهادة ثقة، أو صلاحية، من الشعب، لتوجهاته السياسية الاستبدادية، والاقتصادية الكارثية، التي انتهجها –ومازال- طوال قرابة عقد من الزمان، فالفرحة بتأجيل انفجار متحققة أسبابه، يجب ألا تنسيه حالة الرعب، والارتباك، التي أحدثتها هذه الدعوات الافتراضية، فالنظام –من رأسه، وحتى أخمص قدميه- وبكل أدواته البوليسية، والفاشية، والشعبوية، بدا مرتعشًا، أمام دعوات عشوائية، لم تكن القوى المنظمة، بعضًا منها، أو داعية لها، رغم ادعاء النظام للعكس
[ الخطأ الثالث للنظام :-] تراكم المظالم
يخطأ النظام إن لم يرى، أن أصل الأزمة، ليس “مؤامرة” ضده من خصومه، التقليديين مثل الإخوان المسلمين، وغيرهم –كما يحلوا له أن يروج- فالأزمة الحقيقية، هي تراكم المظالم، لدى مختلف طبقات، وفئات الشعب، وبشكل لم تشهده مصر في تاريخها الحديث، وأن تغيير في السياسات والأشخاص، لم يعد مطلبًا سياسيًا، بل شعبيًا حقيقيًا ومنطقيًا
[ الخطأ الرابع للنظام :-] من بات معك؟
يخطأ النظام، إذا صرف كل همه، واهتمامه، بمن هم ضده، من الأساس، متجاهلاً الحقيقة الأهم والسؤال الأخطر وهو : من بات معه؟ ممن كانوا في خندقه، والآن هم في خانة وخندق ضحاياه .. وخصومه..
[ الخطأ الخامس للنظام :-] الشماتة والاحتقان
يخطأ النظام، إذا تصور أن عدم نزول الناس في 11/11، يلغي الاحتقان المجتمعي، بفعل تدني مستوى المعيشة، وتدهور معاش الناس، والفشل في معالجة الأزمات الحادة المتزايدة .. فالاحتفال وشماتة على خلفية 11/11، يحقن المجتمع بمزيد من الاحتقان، والرغبة في التحدي
[ الخطأ السادس للنظام :-] غياب التغيير
يخطأ النظام، إن لم يرى الخيط الرفيع الذي يربط بين دعوات النزول للشارع، وسقوط الرهان على أي تغيير سلمي مرن، عبر الآليات الديمقراطية الطبيعية
[ الخطأ السابع للنظام :-] بقاء الأسباب
سد رئات التنفس الشعبي، بإغلاق المجال العام، وغياب الإعلام الحر، واختزال كل الأصوات في صوت واحد، يجعل الشارع ودعوات النزول إليه، هي المتنفس الوحيد للغضب، والسبيل الأوحد للتعبير، ومن الخطأ الفادح عدم رؤية الخطر، من تكرار مثل هذه الدعوات، حتى لو لم يحالفها التوفيق لبضعة مرات، فبقاء الأسباب يضاعف من مخاطر وفرص هذا التهديد الذي يتحول في لحظة من مجرد دعوات في العالم الافتراضي، إلى فوضى عارمة
[ الخطأ الثامن للنظام :-] فشل الحوار
يخطأ النظام، إذا لم يفهم، أن ارتباك موقفه من “الديمقراطية التشاركية” التي دعا إليها رأس النظام من خلال ما أسماه بالحوار الوطني، يفقد المصداقية، والفرصة، أن يكون بعضًا من أي حل، ويجعل حلحلة الأزمة السياسية، مرهون –فقط- بخروجه كليًا من المشهد
[ الخطأ التاسع للنظام :-] إعدام البدائل وفزاعة الإخوان
يخطأ النظام، عندما يستمر في سياسة “إعدام البدائل” السياسية المدنية (وحتى العسكرية) ويتصور أن هذه السياسة قادرة على تجفيف منابع الخطر، التي تهدده أو تنافسه، بينما الحقيقة أنها تفتح الباب على مصرعيه لظهور بدائل عشوائية شعبوية، لا توفر بدائل آمنة، لواقع معقد، لا يحتمل مغامرات، الهواة، وشطحات سياسيوا الصدفة، من رموز السوشيال ميديا
كما يخطأ النظام، عندما يتصور أن تسانده –فقط- على فزاعة الإخوان المسلمين، والإسلام السياسي، تمكنه من الاستمرار لعقد من الزمان، يحصد فيها مساندة (محلية وإقليمية ودولية) خاصة بعد إعلان الإخوان، عدم سعيهم –مستقبلاً- للمنافسة على الحكم، وأيضًا ضيق معظم شركاء النظام الغربيين من الحرج بسبب الملف الحقوقي المصري، الذي يطول كافة ألوان الطيف السياسي، من المعارضة المصرية، (الإسلامية والمدنية)
[ الخطأ العاشر للنظام :-] الدعوات القادمة
يخطأ النظام، إذا تصور أنه قادر على مواجهة تكرار مثل هذه الدعوات بذات القدرة والتكلفة والجهد، الذي تحمله في 11/11/2022، فبعض أهداف مثل هذه الدعوات، التي لا تكلف أصحابها شيئًا، هو إجهاد النظام، وفتح ثغرات قد تُحدث اختراقًا في لحظة ما، يصعب السيطرة عليها..
فضلاً أن التاريخ يؤكد أن بعض الثورات –مثل الثورة الإيرانية- ظلت تبني تراكمات لمدة 16 عامًا من 1963 وحتى نجاح الثورة 1979، وهو ما حدث في كثير من دول أمريكا اللاتينية، مثل البرازيل، وشيلي وغيرها
[ الخطأ الحادي عشر للنظام :-] معارضة الخارج
يخطأ النظام عندما يستهين بقيمة وقدرة المعارضة المصرية في الخارج، ويتصور أنها فاقدة للتأثير والقدرة، ويكفي أن نشير أنه في زمن روسيا القيصرية .. كان لينين .. وستالين .. وتروتسكي .. يعيشون في المنفى .. وقد قادوا الكفاح ضد القيصر من الخارج .. وعادوا مع اندلاع الثورة في عام 1917 .. وأثناء الاحتلال النازي لفرنسا في الحرب العالمية الثانية .. قاد الجنرال ديجول مقاومة بلاده .. وترأس حكومة فرنسا الحرة في لندن .. وعاد إلى فرنسا بعد انتصار الحلفاء في عام 1945 .. وأثناء حكم شاه إيران .. قاد الخوميني المعارضة الإيرانية وهو لاجئ في فرنسا .. وكانت خطبه تصل إلى الشعب عبر شرائط الكاسيت .. وسيلة الاتصال المتاحة في ذلك الوقت .. وعاد إلى إيران بعد هروب الشاه ونجاح الثورة الإسلامية في عام 1979
[ الخطايا الـ 11 لمناهضي ورافضي النظام ]
[ الخطأ الأول للمعارضة :- ] الاختيار للشعب
بعيدًا عن جلد الآخر –والذات- ومنطق : “ألم أقل لكم”، هناك عدد من الأخطاء –وربما الخطايا- التي كشفت عنها دعوات –ما قبل 11/11- ولم يتم نقاشها، والتصارح بالقدر الكاف حولها –مما أدى لتكرارها- وأهمها في تقديري، أن الحرص على “المبادرة” لا يعني بأي حال من الأحوال، انفراد شخص، أو عدد من الأشخاص، أو حتى جماعة، أو مجموعة، باتخاذ قرارات مصيرية، بشكل لا يخلو من الافتئات على حق الشعب –أو على الأقل فئات واسعة منه- أن يكون صاحب الاختيار، فيما يُطلب منه الانخراط فيه، ودفع ثمنه، وتحمل نتائجه، وتبعاته .. وهو ما يقتضي أن يكون مقتنعًا بالدعوة والداعي، واللحظة، وحاضرًا أمامه حد أدنى، من ضمانات البديل العاقل والآمن
[ .. الخطأ الثاني للمعارضة :- ] السوشيال والواقع
من أفدح الأخطاء، والدروس المستفادة من تجربة 11/11/2022 –وربما تجارب سابقة- خطورة الخلط بين الفضاء الإلكتروني وعالم السوشيال ميديا، وبين الواقع على الأرض، فذيوع بعض الدعوات على السوشيال ميديا، لا يعني قبول واطمئنان الشارع لها، وحتمية مشاركته فيها، فصعود هاشتاج على التريند، لا يعني نزول الناس للشارع !!
[ الخطأ الثالث للمعارضة :- ] الإعلامي والسياسي
من الأخطاء، التي شاعت مؤخرًا، عدم التفرقة بين ما هو سياسي بطبيعته، وما هو إعلامي، فليس كل من يعتلي منبرًا إعلاميًا، هو بالضرورة سياسيًا، فما يقبل به الناس، ويقبلون على مشاهدته على الشاشات، أو صفحات السوشيال، ومنصاتها، ليس بالضرورة أن يقبلون به زعيمًا سياسيًا، أو قائدًا يسلمونه مقاليد حياتهم، وإدارة شئون بلادهم، فالتأثير في الرأي العام مهنة ومهمة، وإدارة الشأن العام مهنة ومهمة لها مؤهلات واستحقاقات مختلفة –والعكس أيضًا صحيح- عندما نجد بعض السياسيين يتحولون لنشطاء على مواقع السوشيال ميديا !!
فيجب أن يبقى السياسي سياسي، والإعلامي إعلامي، والناشط ناشط، وتجمع الجميع أهداف مشتركة وعلاقة شبكية وليست اندماجية
فإذا كان لديك طبيب أسنان متميز تثق به، فهذا لا يعني أن يكون مؤهلاً أن يجري لك جراحة قلب مفتوح (!!) والفنان سيد درويش كان صوتًا لثورة 1919، لكنه لم يكن قائدًا لها، أو عضوًا في الوفد الذي وكله الشعب بأسمه .. وسعد زغلول كان زعيمًا للثورة، لكنه لم يكن خطيب الثورة، وملهمها..
[ الخطأ الرابع للمعارضة :- ] التكتيكي والاستراتيجي
من الخطأ الخلط بين التكتيك والاستراتيجية، فالدعوات للخروج والتظاهر تكتيك، وأداة لتحقيق استراتيجية، فغياب الرؤية الشاملة (الاستراتيجية) يجعل من الأداة (التكتيك) مغامرة وقفز في الهواء، لا يطمأن له الشعب مهما كان ضيقه بالواقع ورغبته في تغييره..
[ الخطأ الخامس للمعارضة :- ] البطولات الشخصية
من الخطأ غياب السياق العام، والتركيز على السياق الفردي، والبطولات الشخصية، في غياب وتجاوز لمكونات الجماعة الوطنية، والمؤسسات الوسيطة، فلا ثورات يمكن أن تقوم بعيدًا عن النقابات والأحزاب، ومؤسسات المجتمع المدني، وجماعات الضغط، ورجال الأعمال، وممثلي الطلبة، والعمال والفلاحين، ومراكز الأبحاث .. فالمبادرات الفردية إن خرجت من خارج هذه السياقات ولم تجد مساندة من هذه الفئات –أو حتى بعضها- تتحول إلى هباءًا منثورًا، قد تحرك الرأي العام، لكنها لا تملك تحريك الكتلة الحرجة على أرض الواقع .. وإحداث الاختراق المطلوب
[ الخطأ السادس للمعارضة :- ] التسرع
من الأخطاء المؤسفة “التسرع” في إطلاق بعض دعوات الخروج للشارع، دون تشاور مجتمعي، ودون إدراك، أن “بيئة” الثورة شيء، و”لحظة” الثورة شيء أخر .. فتراكم الغضب وتزايد المظالم، يشي بوجود بيئة قابلة للتغيير، لكن لحظة التغيير –ذاتها- هي قرار الشعب، لا يجوز أن ينفرد بها واحدًا –من آحاد الناس- كائنًا من كان..
فالمبادرة الفردية، لا تعني “الانفرادية” بمثل هذه القرارات المصيرية، بل تعني جهدًا تحضيريًا، وتنسيقًا يسبق –لزومًا- مثل هذه الدعوات لتكون تداعي وطني
[ الخطأ السابع للمعارضة :- ] التكرار
خطأ أخر يرتبط بسابقه، وهو “تكرار” الدعوات للخروج، دون مراجعة، أسباب فشل الدعوات السابقة في أحداث اختراق حقيقي، يؤدي لنتائج إيجابية .. فتكرار نفس الأشياء والأفعال، وانتظار نتيجة مختلفة، هو ضعف في الفهم، والذاكرة..
فالتراكم الذي يتحدث عنه البعض هو تراكم مطلوب في بيئة الثورة، وليس في اختيار لحظة الثورة، التي ينبغي أن تكون، لحظة فيصلية، وليست لحظة موسمية، بما يفقدها قيمتها ورهبتها في نفوس الناس، وتحولها لمسار للسخرية
[ الخطأ الثامن للمعارضة :- ] الأمل
من الخطأ تصور أن شعور الناس بالإحباط، وغياب الأمل، هو من مؤشرات الانحياز للتغيير، فربما العكس هو الصحيح، فالناس تحتاج لأمل حقيقي كي تُقدِم على التغيير، وهو ما يقتضي تقديم سياسات بديلة قادرة على تحسين أحوالهم، وأشخاص قادرين على إدارة وتنفيذ هذه السياسات، وهو ما يقتضي –وجوبًا- وجود تحالف وطني واسع ومتنوع وقادرًا على إقناع الشارع، وتوفير أمل لديه، أن القادم أفضل، وليس أسوأ، أو مجهول الملامح
[ الخطأ التاسع للمعارضة :- ] الأوهام
خطأ –متكرر- هو ترديد أكاذيب وشائعات، بدعوى تطمين الناس، على غرار شائعات انقسام بعض المؤسسات، أو تخلي الإقليم أو المجتمع الدولي عن النظام، فهذه العوامل –وإن صحت أحيانًا جزئيًا- فهى لن تكون عاملاً حاسمًا في إحداث التغيير الحقيقي المطلوب، والمنوط فقط بالشعب، والشعب وحده الاضطلاع به..
[ الخطأ العاشر للمعارضة :- ] 25 يناير
من الخطأ التمسك والتعلق بنموذج 25 يناير، بوصفه النموذج الوحيد للتغيير أو الثورة –ليس لعيب في ثورة يناير المجيدة- لكن لأن التاريخ لا يكرر نفسه حرفيًا، ولأن كل موجة ثورية، لها طبيعتها، وظروفها الخاصة بها، دون غيرها..
[ الخطأ الحادي عشر للمعارضة :- ] أفلام الأبيض واسود
خطأ كبير تصور أن التغيير يبدأ وينتهي على طريقة أفلام الأبيض والأسود، حيث النهاية السعيدة بزواج البطل والبطلة، وهزيمة الشرير، ونزول كلمة النهاية !! فالأمر مختلف تمامًا، فسقوط رأس النظام ليس هو نهاية الصراع بين الخير والشر، وليس بالضرورة هو النهاية السعيدة، بل هو بداية صراع حقيقي عنوانه وماذا بعد؟! وماذا أعددنا لما بعد النهاية السعيدة لتكون بداية سعيدة لمسار جديد
وهنا نؤكد أن هناك استحقاقات واجبة يجب تدارسها والعمل الجاد على تحقيقها لنصل لهذه النهاية السعيدة وهى كالتالي :-
التوصيات الـ 11 لما بعد 11/11
① التوقف عن إطلاق الدعوات الفردية والموسمية، ذات الطبيعة الشخصية، وتجاوز تداعيات إحباطات الدعوات السابقة بقيام ائتلاف وتكتل وطني، أو توسيع القائم منها، لتمثل رافعة للعمل السياسي، والثوري، تجمع كل ألوان الطيف السياسي، وكل فئات المجتمع، وطوائفه، وتجمعاته (في الداخل والخارج) ويكون هو دون غيره مضطلعًأ بدوره في تحديد أولويات العمل الوطني، وآليات كل مرحلة، واللحظة المناسبة لإطلاق مثل هذه الدعوات، لتكون تداعي جماعي بتوافق وطني واسع، يتحمل فيه الجميع مسئولياته..
② الاتفاق والتوافق على “وثيقة وطنية جامعة”، تحدد ملامح المستقبل، وقواعد العمل المشترك، بما يمد جسور الثقة بين مكونات الجماعة الوطنية، ويتفادى الوقوع في أخطاء الماضي القريب والبعيد، ويبدد مخاوف الداخل والخارج، ويسد الثغرات التي هبت منها رياح الثورة المضادة، ويحدد في نقاط المشترك الوطني بين المصريين، وسُبل التحول نحو الديمقراطية والتقدم عبر مراحل انتقالية تشاركية، وصولاً للمراحل التنافسية بضمانات موضوعية لإدارة الخلافات البينية بقواعد عادلة وآمنة.
③ ضبط الخطاب السياسي للمعارضة المصرية .. والفصل التام بين خطابها المعتمد من مكوناتها، والخطابات العشوائية المنتشرة على شبكات التواصل، ورفض أي خطاب يدعو لعنف مادي أو معنوي أو تحريض على كراهية أو تسفل أو إهانة شخصية للأفراد أو المؤسسات
④ وضع رؤية تشاركية لإدارة مرحلة –ما قبل التغيير- وما بعده، تعتمد على تعدد السيناريوهات –وليس السيناريو الواحد- وتبذل جهدًا جماعيًا منظمًا لإدارة كل سيناريو حال تحققه، فلا تترك الأمور للمفاجآت والاحتمالات التي قد تفرضها قوى داخلية، أو إقليمية، بما يحقق مصالحها
⑤ توسيع دائرة الشراكة الوطنية، والتسامح الجامع، (غير المفرط)، والاستفادة من كل طاقات التغيير ومدارسه، وعائلاته، والعمل على التكامل النافع، بين ما هو سياسي، وثوري، وإصلاحي، دون إخلال بما هو متوافق عليه من أهداف في الوثيقة الوطنية الجامعة
⑥ ضبط علاقات المعارضة المصرية، وقوى التغيير بالخارج، والالتزام الكامل باستقلال قرارها الوطني في تحقيق أهدافها، وإدراك أن الخطاب الموجه للخارج ينبغي أن يقتصر على المطالبة بعدم دعم الاستبداد وليس المطالبة بتغييره
⑦ وضع برامج إصلاحات “مزمنة” وواقعية، بعيدًا عن الخطاب الشعبوي، ومخاطبة غرائز وشهوات الناس بشعارات غير قابلة للتحقيق أو غير مأمونة العواقب
⑧ استكمال الجهد المنظم الذي بدأته المعارضة المصرية بالخارج من خلال “الحوار الشعبي”، الذي تم برعاية مظلات وطنية واسعة، وأسفر عن برامج جادة، وموضوعية، في معظمها، تصلح أن تكون نواة لبرنامج إنقاذ شامل، إذا ما تم توسيع النقاش العلمي والمتخصص حولها، بمشاركة العلماء والخبراء المصريين في مختلف المجالات، ومن مختلف التوجهات والمدارس
⑨ عدم إهمال الطاقات الإيجابية التي كشفت عنها الدعوات السابقة في 11/11/2022 وما قبلها، والاهتمام بتوظيفها بشكل صحيح، في إطار منظومة عمل محكومة كرافعة وطنية جامعة، وكذلك توظيف كافة الطاقات على منابر السوشيال ميديا، في ظل علاقة شبكية تحفظ لهم استقلالهم وتضبط خطابهم، في إطار المشروع الوطني الجامع الذي هم جانبًا مهمًا فيه، دون انفراد طرف بتوهم قيادة المشهد وتبعية الأخرين له
⑩ وقف سياسة حرق المراحل، والقفز على الواقع، واحترام قيمة العمل الجماعي، والإيمان أن لا تغيير بدونه، ولا بديل عنه، وأن البطولات الشخصية تتحقق في أبهى وأروع صورها داخل إطار منظومة العمل الجماعي وليس العكس
⑪ التوقف نهائيًا عن تبادل الاتهامات، وشق الصفوف، وتخوين المختلفين، وإدراك أن التشظي والإقصاء وتبادل الاتهامات، هو المحامي الأول للدفاع عن الحكم الاستبدادي، وعِلة وجود واستمرار المستبدين
والله ولي التوفيق ،،
د. أيمن نور
بروكسل في 15/11/ 2022