ديلي اكسبرس البريطانية: الموت يحيط بغزة من كل مكان
معاناة الطفل محمد وهو يتشبث بالحياة في جحيم غزة تُخجلنا جميعًا
900,000 طفل في غزة يعانون من الجوع، بينهم 70,000 في مراحل متقدمة من سوء التغذية
انهارت آخر خطوط المساعدات الإنسانية، والعالم يكتفي بالمشاهدة.
88% من غزة أصبحت الآن تحت أوامر بالإخلاء أو ضمن مناطق تهجير، مع وجود 1.3 مليون شخص بحاجة ماسة إلى مأوى
سيغريد كاغ، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار: “الحرب لم تخلق أزمة إنسانية فحسب، بل أطلقت دوامة من البؤس البشري.”
ثلث سكان غزة وعددهم 2.1 مليون نسمة لم يأكلوا لعدة أيام، 100,000 امرأة وطفل يعانون من سوء تغذية حاد.
العدد الإجمالي للوفيات بسبب سوء التغذية منذ بداية الحرب مع إسرائيل الآن 101 حالة، منها 80 حالة بين الأطفال.
مسؤول في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا):
“نحن الآن في مرحلة الموت. كل شيء حول الناس حاليًا هو الموت، سواء كان ذلك من القنابل أو الغارات؛ الأطفال يذبلون.”
مكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة سجّل مقتل 1,054 شخصًا في غزة أثناء محاولتهم الحصول على الطعام.
روس سميث، مدير برنامج الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي:
“أزمة الجوع في غزة وصلت إلى مستويات جديدة ومذهلة من اليأس. إنها واحدة من أعظم المآسي التي شهدناها.”
رسالة من لجنة الطوارئ البريطانية (DEC):
الوقت يوشك أن ينفد في غزة، كل يوم هو صراع يائس من أجل البقاء، والجوع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم
هناك حاجة ماسة للوصول الإنساني الآمن والفوري لإنقاذ الأرواح في غزة – قبل فوات الأوان.
ملاحظة: التقرير لم يذكر كلمة “إسرائيل” ولو حتى مرة واحدة، وكل القتل والموت والمجاعة مبني للمجهول دون تعريف من هو الفاعل
البابور العربي – ترجمات
تحولت صورة مروعة لأم عاجزة تحتضن طفلها الهزيل إلى رمز يجسد “دوامة البؤس البشري” التي تعصف بغزة.
الطفل محمد زكريا أيوب المطوق، البالغ من العمر عامًا واحدًا، يزن نفس وزن طفل يبلغ من العمر ثلاثة أشهر، بينما تجتاح المجاعة تدريجيًا الحياة في القطاع المحاصر.
مع بروز عظامه من تحت جلده الهشّ، وعدم وجود أي أمل في الأفق، انخفض وزن محمد من 9 كغم إلى 6 كغم (13 رطلًا)، نتيجة أزمة إنسانية “أبوكاليبتية”.
وصل الجوع والمعاناة الآن إلى مستوى غير مسبوق، حيث توفي ما لا يقل عن 12 طفلًا بسبب سوء التغذية خلال الـ48 ساعة الماضية فقط.
وقد توحّد العالم الآن في المطالبة بإنهاء العذاب الذي نتج عن الحصار المفروض على المساعدات.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي: “أشعر بنفس شعور الشعب البريطاني: مشمئز، ومصدوم.
هذه ليست كلمات تُستخدم عادة من قبل وزير خارجية يحاول أن يكون دبلوماسيًا، ولكن عندما ترى أطفالًا أبرياء يمدون أيديهم طلبًا للطعام، وترى كيف يُقتلون بالطريقة التي شهدناها في الأيام الماضية، فمن الطبيعي أن تدين بريطانيا ذلك.”
محمد، الذي يتشبث بالحياة في مدينة خيام، يستخدم كيس قمامة أسود كحفاضة، وهو واحد من 900,000 طفل في غزة يعانون من الجوع، بينهم 70,000 في مراحل متقدمة من سوء التغذية.
العديد منهم يواجهون الموت الوشيك، حتى أن المستشفيات لم تعد قادرة على توفير الطعام للمرضى، بعد أن انهارت آخر خطوط المساعدات الإنسانية، والعالم يكتفي بالمشاهدة.
أدى النقص في المياه والحليب والضروريات الأساسية إلى تصريح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنه “مصدوم” من الانهيار المتسارع في الأوضاع في غزة.
وفي تدخل غير مسبوق، قال إنه “يأسف للتقارير المتزايدة حول معاناة الأطفال والبالغين من سوء التغذية”، مضيفًا: “السكان في غزة لا يزالون يعانون من نقص شديد في الأساسيات الضرورية للحياة.” بعد أن تم السماح بإدخال مساعدات منقذة للحياة في البداية، أُغلقت جميع المعابر إلى غزة منذ 2 مارس، مما أدى إلى توقف شبه تام في تدفق الغذاء والدواء والإغاثة، والتي جفت الآن تمامًا تقريبًا.
غزة غارقة في كارثة إنسانية.
ووفقًا لأحدث تقرير صادر عن الأمم المتحدة، فإن البنية التحتية الهشة أصلاً لم تعد قادرة على استيعاب العدد اليومي المتزايد من الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية الشديد، والذين، وهم متشبثون بالأمل، يتوافدون على النقاط الطبية والمستشفيات.
حوالي 88% من غزة أصبحت الآن تحت أوامر بالإخلاء أو ضمن مناطق تهجير، مع وجود 1.3 مليون شخص بحاجة ماسة إلى مأوى. ومع ذلك، لم يُسمح بدخول أي إمدادات منذ أكثر من أربعة أشهر.
قالت سيغريد كاغ، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار: “الحرب لم تخلق أزمة إنسانية فحسب، بل أطلقت دوامة من البؤس البشري.”
يُعتقد الآن أن ثلث سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة لم يأكلوا لعدة أيام، في حين يواجه ربعهم أوضاعًا شبيهة بالمجاعة، مع معاناة 100,000 امرأة وطفل من سوء تغذية حاد.
حظرت إسرائيل وسائل الإعلام الدولية من دخول غزة، لذا يعتمد العالم على تقارير العاملين في المجال الإنساني على الأرض، وإحصاءات غير مؤكدة من مؤسسات تديرها الدولة.
وزعمت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة أن 33 شخصًا، بينهم 12 طفلًا، لقوا حتفهم خلال الـ48 ساعة الماضية. وبلغ العدد الإجمالي للوفيات بسبب سوء التغذية منذ بداية الحرب مع إسرائيل الآن 101 حالة، منها 80 حالة بين الأطفال.
قال مسؤول في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا): “نحن الآن في مرحلة الموت. كل شيء حول الناس حاليًا هو الموت، سواء كان ذلك من القنابل أو الغارات؛ الأطفال يذبلون.”
“الأطباء والممرضون الذين يواصلون العمل في العيادات والمراكز الطبية يشاهدون الأطفال وهم يتلاشون ويموتون أمام أعينهم، ولا يوجد أي شيء يمكنهم فعله حيال ذلك.”
كان عمال الإغاثة يأملون في أن يسمح وقف إطلاق النار الهش في يناير – الفرصة الأولى خلال 15 شهرًا لتسليم الطعام والمأوى والماء والرعاية الطبية – بتوسيع نطاق العمليات. لكنهم الآن يقاتلون معركة خاسرة بشكل متزايد.
مكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة سجّل مقتل 1,054 شخصًا في غزة أثناء محاولتهم الحصول على الطعام.
قال المكتب: “بياناتنا تستند إلى معلومات من عدة مصادر موثوقة على الأرض، بما في ذلك الفرق الطبية، والمنظمات الإنسانية، ومنظمات حقوق الإنسان.”
قال روس سميث، مدير برنامج الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي: “أزمة الجوع في غزة وصلت إلى مستويات جديدة ومذهلة من اليأس. إنها واحدة من أعظم المآسي التي شهدناها.”
رسالة من لجنة الطوارئ البريطانية (DEC):
الوقت يوشك أن ينفد في غزة، كل يوم هو صراع يائس من أجل البقاء، حيث تنفد المواد الغذائية والمياه النظيفة. كامل القطاع على حافة المجاعة، والجوع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
التقارير حول وفيات الأطفال والرضّع بسبب سوء التغذية ترتفع بسرعة. ومع وجود إمدادات محدودة للغاية يتم السماح بدخولها، هناك القليل جدًا مما تستطيع المنظمات الإنسانية فعله لتلبية هذا الكم الهائل من الاحتياجات.
لكن حتى في هذا الواقع الكئيب، تعمل جمعيات لجنة الطوارئ البريطانية وشركاؤها المحليون ليلًا ونهارًا لمساعدة الناس بكل ما يمكن، بدعم من تبرعات البريطانيين السخية عبر حملة الشرق الأوسط الإنسانية.
يتم توزيع وجبات ساخنة وطرود غذائية، لكن نقص الإمدادات يعني أن المساعدات تصل فقط إلى نسبة ضئيلة من العائلات المحتاجة.
الأطباء والممرضون يعالجون المرضى في عدد قليل من المستشفيات التي ما زالت تعمل، ولكن النقص في الوقود والدواء يفرض قرارات مستحيلة حول من يمكن مساعدته.
يتم توصيل المياه النظيفة بواسطة الشاحنات إلى المجتمعات التي ليس لديها أي مصدر آخر، رغم أن الحركة باتت أكثر صعوبة بسبب الصراع.
تساعد المساعدات النقدية بعض العائلات في شراء سلع من الأسواق المحلية عندما تتوفر – لكن الأسعار ترتفع مع نفاد الإمدادات.
رغم كل ذلك، يعيش موظفو الخطوط الأمامية وعائلاتهم في ظروف لا تُطاق، ويواجهون مخاطر كبيرة أثناء قيامهم بعملهم المنقذ للحياة.
قبل بضعة أشهر فقط، كان الوضع مختلفًا خلال وقف إطلاق النار المؤقت في وقت سابق من هذا العام، استطاعت الجمعيات التابعة للجنة الطوارئ تجديد الإمدادات وتقديم مئات آلاف الوجبات الجاهزة، وإصلاح أنظمة المياه، ودعم المزارعين المحليين لزراعة الفواكه والخضروات.
ما تحقق في تلك الفترة يوضح ما يمكن إنجازه عندما يُسمح للمنظمات الإنسانية بأداء عملها.
هناك حاجة ماسة للوصول الإنساني الآمن والفوري لإنقاذ الأرواح في غزة – قبل فوات الأوان.
ملاحظة: التقرير لم يذكر كلمة “اسرائيل” ولو حتى مرة واحدة، وكل القتل والموت والمجاعة مبني للمجهول دون ان يعرف من هو الفاعل
جايلز شيلدريك – ديلي اكسبرس البريطانية