ماجد الزبدة
رغم التفكك الداخلي وفقدان القدرة على الردع وانهيار نظرية “الجيش الذي لا يُقهَر” وهي مفاعيل لا زالت تتعاظم لتضرب جذور المشروع الصهيوني في فلسطين إلا أنه يُسَجّل لغزة ومقاومتها وضمن إنجازاتها في معركة “سيف القدس” أنها سددت “الضربة القاضية” لبنيامين نتنياهو لتُنهِي حياته السياسية إلى غير رجعة، وتُنهي معه الوهم الكبير الذي لطالما تفاخر به أمام اللوبيات الصهيونية الدولية بقدرة كيانه الهشّ المُسَمّى “إسرائيل” على قيادة العالم.
سقوط نتنياهو هو سقوط لوهم “التطبيع” الذي لا زال يتمسك به بعض المتصهينين العرب رغم جرائم الاحتلال البادية للعيان، أولئك المنبطحون الذين علقوا آمالاً وأحلاماً على “نتنياهو” وتغنوا به وبحنكته السياسية ومهاراته القيادية، وكأني بهم اليوم سيضطرون للانبطاح أكثر وأكثر “للولد” نفتالي بينيت كما يُطلق عليه الصهاينة أنفسهم، وهو الأكثر احتقارا وكراهية للعرب من نتنياهو.
حكومة الاحتلال الوليدة لن يُكتَب لها الصمود والاستمرار لكثرة التناقضات بين أركانها الهشّة، وهي التي لم تجتمع سوى على التخلص من “نتنياهو” لكنها سرعان ما ستجد نفسها في مواجهة عشرات الملفات والقضايا التي تُحتّم عليها التفكك والانحلال.
الواقع الذي نعيشه لحظة بلحظة بعد معركة “سيف القدس” يروي لنا من خلال الوقائع والأحداث حكاية الانهيار المتسارع “للمشروع الصهيوني” في المنطقة العربية، والذي أضحت تكلفة الدفاع عنه لدى الأنظمة الاستعمارية الغربية أكبر بكثير من الفوائد المرجوة من بقائه وديمومة استمراره.