شيماء مرزوق
مع اقتراب السباق الانتخابي الفلسطيني تزداد الأزمة الداخلية لحركة فتح اشتعالا، ويظهر علانية صراع التيارات المختلفة والتي يجمعها حالياً الغضب على الفريق المقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي يحاول أن يبقى متنفذا ومتفردا بالقرار.
وهي الجهة ذاتها التي وصفها ناصر القدوة بانها الجهة المتنفذة في مركزية فتح والتي اتخذت قرار الفصل بحقه.
الصراع بدأ يأخذ منحى أكبر عقب اعتقال الأجهزة الأمنية بالضفة للمرافق الشخصي للقدوة بعد استدعائه وتوقيفه لدى الجهاز التابع له، وقالت وسائل إعلامية إن جهاز حرس الرئيس استدعى قدري عطايا المرافق الشخصي للقدوة، واستجاب للاستدعاء ليتم اعتقاله، فيما لا تعرف عائلته أي تفاصيل عنه حتى اللحظة.
وفي خضم الصراع الدائر على مقاعد التشريعي والتمثيل الفتحاوي، شن القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان هجوما على الرئيس عباس في لقاء تلفزيوني قال فيه: “أتحدى الرئيس عباس أن يخرج ليسرد على الملأ مآثره وإنجازاته طوال 15 عاماً، والحقيقة أننا لن نجد له أي إنجاز يذكر، بل سنجد مزيدا من التقسيم ومزيدًا من التشرذم ومزيدا من قطع الرواتب، ومزيداً من الضعف الذي حل بالقضية.
وتابع: وعلى الرغم من كل إساءات أبو مازن في حقي، ناديت كثيراً ومعي إخواني في التيار بضرورة توحيد الحركة ونسيان ما مضى، لكننا فوجئنا بأبو مازن يصر على اعتبار نفسه المرشح الوحيد الأوحد والتوافقي أيضًا”.
وأكد دحلان أن أبو مازن سيعمل بكل جهد لمنع مروان البرغوثي من الترشح لرئاسة فلسطين، ولن يسمح لأحد بالترشح للرئاسة إذا استطاع، مضيفا: أتعهد اليوم أمام الجميع بأن عباس لن يكون المرشح الوحيد في الانتخابات الرئاسية، مهما كانت الظروف.
هجوم دحلان ولغة التحدي التي سيطرت على حديثه رد عليها حسين الشيخ أحد أبرز المتنفذين في السلطة والمقربين من عباس بتغريدة قال فيها: “من كان سيدا للتنسيق والفساد ونهب المال العام وتدمير غزة والتضحية بحياة خيرة أبنائها يطل علينا من قصوره الفارهة بقناع الوطنية المزيف والطهارة والشرف، ان لم تستحِ فقل ما شئت”.
ويبدو ان الصراع في فتح تفجر مع ملف الانتخابات ولا يبدو أن هناك بوادر لرأب الصدع بل تشير المعطيات إلى المزيد من التمرد والعصيان داخل فتح يقابله المزيد من التعنت والاقصاء من فريق عباس.
وتتسرب منذ أيام معلومات تشير إلى أن عضو اللجنة المركزية لفتح توفيق الطيراوي في طريقه للطرد ليلتحق بدحلان والقدوة.
وذكرت الإذاعة العبرية أن اللجنة المركزية لحركة فتح تتجه نحو اتخاذ قرار بفصل عضو لجنتها المركزية اللواء توفيق الطيراوي.
ونقلت الإذاعة عن مصادر فلسطينية أن الطيراوي الذي يرأس لجنة التحقيق الخاصة بوفاة الرئيس ياسر عرفات، سلم صديقه المقرب القدوة وثائق سرية تتعلق بعملية التسمم ومن يقف خلفها.
وبحسب الإذاعة فإن القدوة سيستخدم هذه الوثائق في تهديد الرئيس محمود عباس وقلب الطاولة عليه عما قريب، ما قد يدفع الرئيس عباس إلى إلغاء الانتخابات.
ووفق الإذاعة فإن المخابرات العامة الفلسطينية تمتلك مكالمة هاتفية بين القدوة والطيراوي، تدور فحواها حول خطة للانقلاب على الرئيس محمود عباس بالتنسيق مع دولة عربية.
الجدير ذكره، أن اللواء الطيراوي يعتبر من الأصدقاء المقربين للقدوة، وأكثر من دعمه لتشكيل قائمة انتخابية بعيداً عن قوائم فتح.
وكان ناصر القدوة المفصول من حركة فتح قد هدد في وقت سابق عن كشف معلومات سرية تتعلق بالجهة التي تقف خلف تسميم الراحل أبو عمار.
خلافات الطيراوي وعباس ليست بالجديدة، بل عارض الأول سياسة عباس اتجاه العديد من الملفات داخل فتح والشأن الفلسطيني عامة، حيث يعد ندا قويا لرئيس السلطة ومقربيه اللواء ماجد فرج وحسين الشيخ، فيما يتهمه البعض بأنه مقرب من تيار دحلان.
ومنذ سنوات لم تتوقف المعركة بين عباس وفرج من جهة والطيراوي من جهة أخرى، لكنها تتخذ أشكالا عدة، فتتصاعد تارة وتنخفض أخرى.
ومع قرب استحقاق الانتخابات العامة، يتوقع أن تتصاعد المعركة من جديد، والتي تعد المخابرات العامة أبرز أدواتها والتي يستخدمها ماجد فرج ضد الطيراوي.
الرسالة نت – شيماء مرزوق