البابور الموقع العربي

روسيا تنتقد الانسحاب الأمريكي “المتسرع” من أفغانستان وتدعو لمشاركة إيران والهند والصين في البحث عن حل

625

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطورة مستجدات الوضع في أفغانستان، مؤكدا أن النقاش جار حول إمكانية توسيع مفاوضات “الترويكا” بشأن تسوية هذا النزاع، وقال: “في ظل سحب الولايات المتحدة وحلف الناتو قواتهما المتسرع والمستعجل تزايد الغموض حول التطورات المستقبلية للأوضاع السياسية والعسكرية في أفغانستان وحولها”. داعيا الى ضم ايران والهند الى جهود البحث عن حل في افغانستان

وشدد لافروف، خلال مشاركته اليوم الجمعة في مؤتمر “آسيا الوسطى والجنوبية: الترابط الإقليمي. التحديات والفرص” المنعقد في عاصمة أوزبكستان طشقند، على أن الوضع في أفغانستان شهد في الأيام الأخيرة تدهورا سريعا، مضيفا: “في ظل سحب الولايات المتحدة وحلف الناتو قواتهما المتسرع والمستعجل ، تزايد الغموض حول التطورات المستقبلية للأوضاع السياسية والعسكرية في أفغانستان وحولها”.

ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن تصعيد النزاع الأفغاني يزيد من خطورة التهديد الإرهابي وتهريب المخدرات الذي بلغ مستوى غير مسبوق، مضيفا: “من الواضح أنه في الظروف الحالية توجد مخاطر حقيقية لامتداد عدم الاستقرار إلى الدول المجاورة، ويشكل خطر هذا السيناريو عائقا ملموسا في سبيل إدماج أفغانستان في التعاون الإقليمي”.

وتابع: “ننطلق من ضرورة أن تراعي خطط تطوير المشاريع في مجال النقل واللوجستيات والطاقة التي تربط بين آسيا الجنوبية والوسطى بشكل كامل الظروف الأمنية على الأرض، ولا يمكن الأمل في التطبيق الناجح للمشاريع والمبادرات الاقتصادية بمشاركة كابل إلا في حال التسوية الشاملة للنزاع الأفغاني الداخلي”.

وأعرب وزير الخارجية الروسي عن قناعة موسكو بضرورة أن يظل إحلال سلام مستدام في أفغانستان على رأس أولويات المساعي الجماعية في المنطقة وعلى الصعيد الدولي، مشددا على السبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف يكمن في إطلاق مفاوضات أفغانية-أفغانية مباشرة بمساعدة الشركاء الدوليين.

وتطرق لافروف إلى منصات دولية مخصصة للإسهام في المضي قدما في هذا الاتجاه، منها “الترويكا الموسعة” التي تشمل روسيا والصين والولايات المتحدة وباكستان، قائلا: “قد ينظم إلى “الترويكا” لاعبون مؤثرون خارجيون آخرون ونناقش هذه الفرصة مع زملائنا الآن”.

وأعلن لافروف أن جهود روسيا تتركز على إطلاق حوار شامل في أفغانستان بمشاركة كافة القوى في البلاد ومنها حركة “طالبان”. وذكر لافروف، في كلمة أدلى بها للصحفيين بعد مشاركته اليوم الجمعة في مؤتمر “آسيا الوسطى والجنوبية: الترابط الإقليمي. التحديات والفرص” المنعقد في عاصمة أوزبكستان طشقند، أن مهمة حلف الناتو في أفغانستان باءت بالفشل، مشيرا إلى أنه لا يشارك أي نظريات مؤامرة بخصوص الأهداف الجيوسياسية الخفية المزعومة لانسحاب قوات حلف الناتو من أفغانستان.

وقال: “انسحب الأمريكيون، وهذا ما أكده الرئيس (جو) بايدن، لأنهم قرروا أن مهمتهم تم إتمامها. وبطبيعة الحال حاول رسم الوضع بصبغات إيجابية قدر الإمكان، غير أن الجميع يدرك أن المهمة باءت بالفشل، ويجري الاعتراف بذلك علنا خاصة داخل الولايات المتحدة نفسها”.

وأوضح لافروف أن خطر الإرهاب في أفغانستان لا يزال قائما وعزز “داعش” وفروع “القاعدة” مواقعه في البلاد، فيما بلغ إنتاج المخدرات مستوى غير مسبوق يصل إلى 90 بالمائة من إجمالي عدد المخدرات على مستوى العالم.

كما لفت الوزير الروسي إلى أن “تشكيل القوات الأمنية في أفغانستان” لا يشكل إلا “نجاحا افتراضيا”، موضحا أن الإحصاءات تتحدث عن وجود 300 ألف عسكري ضمن قوات حكومة كابل ما يتجاوز بثلاثة وأربعة أضعاف عدد مسلحي “طالبان”، غير أن هذه الإحصاءات لا تتوافق مع الحقائق على الأرض.

وأكد لافروف أن موسكو غير مهتمة بأن تسود حالة من الفوضى في أفغانستان، متعهدا بمواصلة العمل مع الولايات المتحدة وكافة الدول المعنية التي بوسعها التأثير على الوضع في أفغانستان.

وردا على سؤال عن إمكانية وصول “طالبان” إلى الحكم، قال الوزير الروسي: “نعمل الآن ليس من أجل تغلب طرف واحد في أفغانستان على آخر لأن مثل هذا الحل سيكون هشا وغير مستقر ومؤقتا جدا”.

وأوضح لافروف أن كل الجهود التي تبذلها روسيا تجاه الملف الأفغاني الآن تستهدف أن يكون الحوار الذي يجب أن يؤدي إلى التسوية السياسية للنزاع شاملا بمشاركة كافة القوى السياسية والعرقية والأخرى في البلاد، بما فيها “طالبان”.

وردا على سؤال عن تصريحاته السابقة حول النقاش الجاري داخل “الترويكا الموسعة” (التي تضم روسيا والولايات المتحدة وباكستان والصين) بشأن إمكانية توسيع هذه الصيغة، أوضح لافروف أن الحديث يدور خاصة عن الهند وإيران، معربا عن قناعته بأن انضمامهما إلى “الترويكا” سيزيد من إمكاناتها.

المصدر: RT

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار