البابور الموقع العربي

شيزوفرانيا ثقافية

378

قضية الاصرار على هوية فرعية لن يكتب لها الصمود ابدا، وهذا الهوية هي “الاردنية” او “الفلسطينية” .. دعني اوضح وجهة نظري .. عندما وضع سايكس وبيكو الحدود لم يكن ذلك لا باختيار شعبي ولا نتيجة تطور تاريخي او ثورة اجتماعية او غيرها، كانت عبارة عن قسمة استعمارية.. كان يمكن ان تكون الرمثا مع الشمال اي مع سوريا الفرنسية وبالتالي يصبح الرمثانة “شوام”، وكان يمكن للمستعمر ان يضع “درعا” مع شرق الاردن البريطاني، وبالتالي تصبح درعا اردنية، وكان يمكن ان تكون معان مع شمال الجزيرة العربية، وبالتالي تصبح سعودية، وكان يمكن للسلط والكرك والطفيلة ان تكون مع غربي النهر “فلسطين البريطانية” وبالتالي تصبح فلسطينية، وكان يمكن لاريحا ان تكون مع شرق نهر الاردن، وبالتالي تصبح “اردنية” .. كانت هذه ارادة المستعمر لا ارادة الشعب ولا ارداة الناس ولا حكم الجغرافيا والتاريخ ولا تطور الحالة الاجتماعية، وبالتالي يمكن ان يمتد الاردن البريطاني من البحر الابيض المتوسط حتى صحراء العراق، وكان يمكن لفلسطين البريطانية ان تمتد في نفس البقعة الجغرافية، وكان يمكن للاردن البريطاني وفلسطين البريطانية ان تبقيان جنوب سوريا كما كانت من قبل .. من هناك تبدا المأساة وهو الدفاع عن تقسيمات استعمارية لم تنجح ولن تنجح بالتحول الى “هويات” منفصلة، لانها عبارة عن هويات مصطنعة مركبة هلامية مزيفة غير حقيقية ولن تكون .. هذا يجب ان يدفعنا الى اعادة التفكير “خارج الصندوق الاستعماري” والا سنعيش في حالة “شيزوفرانيا ثقافية” فيها الكثير من “الهبل” واضاعة الوقت .. بالنسبة لي الاردن يمتد من الناحية الطبيعية ما بين البحر الابيض المتوسط وحتى صحراء العراق .. يافا وحيفا وعكا والقدس والناصرة اردنية كما هي الطفيلة والكرك والسلط ومأدبا وعمان .. والطفيلة والكرك والسلط ومأدبا والشوبك فلسطينية بمقدار ما هي اردنية.. بالنسبة لي “على الاقل” الاردن يمتد من المتوسط وحتى صحراء العراق، وهو ذات المكان الذي تحتله فلسطين .. وهذا يدفعنا الى البحث عن هوية طبيعية واحدة موحدة لشعب شعب بثقافة واحدة وعادات واحدة ودينان “الاسلام والمسيحية”.. من هنا يبدأ الحل ومن هنا يبدأ الانتصار ومن هنا تبدأ الثقافة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار