البابور الموقع العربي

500 مجزرة في سوريا

409

هذا المقال نشر في جريدة الشرق القطرية قبل 10 سنوات عندما تم احصاء 500 مجزرة حتى 6 مايو أيار 2013، لكن عداد المجازر استمر بعد ذلك وربما وصل عددها الى 1000 مجزرة تم خلال اغتيال مليون سوري على الأقل

سمير الحجاوي

من المعيب على العرب والعالم وأصحاب الضمائر الحرة السكوت على مجازر نظام الأسد الإرهابي التي تجاوزت 500 مذبحة حتى الآن، آخرها مذابح بانياس والبيضا والقصير، الموثقة بالصوت والصورة والتي تمت على أساس طائفي من قبل أقليات باطنية تطبق شعار “اقتل القتيل وامش في جنازته” أو “اقتل القتيل ثم املأ الدنيا صراخا”، فهذه الأقليات التي تطالب العالم بحمايتها هي التي تقوم بعمليات القتل على الهوية، وتنفذ المجازر بحق المنتمين إلى الأغلبية السورية المسلمة.

من غير الأخلاقي السكوت على قتل 1250 سوريا مسلما بريئا في بانياس مرة واحدة، ومن غير المعقول السكوت على قتل 300 سوري مسلم بريء في البيضا، ومن المخزي السكوت على ما يجري في القصير المحاصرة من قبل مليشيات حزب الله ومليشيات الأسد والشبيحة وقوات الدفاع العلوية، من غير المعقول الصمت على حصار منطقة الحجر الأسود في دمشق للشهر السادس على التوالي.

هناك تغيير كبير فيما يجري في سوريا حاليا، فمليشيا حزب الله تخوض حرب عصابات في القصير مدعومة بمليشيات علوية وشيعية إيرانية، وهي تحاصر القصير بمشاركة قوات الأسد الإرهابية، وهذا يعني أن ما يجري هناك هو “تطهير عرقي وديني” بحق المسلمين السوريين، لتفريغ المنطقة من سكانها.

كنا نقول سابقا إن الحديث عن تفريغ منطقة الساحل من المسلمين السوريين مجرد خيال لا أكثر، ولم أكن أصدق من يتحدثون عن ذلك، لكن المذابح التي تجري هناك تؤكد أن هذا السيناريو يجري تنفيذه على قدم وساق، كل ذلك وسط حالة من التشويش الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي والأمم المتحدة والولايات المتحدة، فكيان الاحتلال الإسرائيلي نفذ ضربتين جويتين لخدمة مصالحه الذاتية وإرباك المشهد في سوريا، وتعقيد مهمة الثورة السورية، ونظام الأسد الإرهابي استفاد من هذا العدوان الإسرائيلي ليضع الشعب السوري الثائر في سلة واحدة مع الصهاينة والعصابات المسلحة ومن يطلقون عليهم التفكيريين، في الوقت الذي ترسل فيه تل أبيب رسائل سرية إلى الإرهابي بشار الأسد تطمئنه فيها أنه ليس هو المقصود، أما الأمم المتحدة فتدخل على الخط لخلط الأوراق في سوريا باتهامها المعارضة باستخدام غاز السارين بدون تقديم أدلة آو براهين، فعضو اللجنة الأممية كارلا ديل بونتي قالت “إن المحققين زاروا الدول المجاورة وأجروا مقابلات مع الضحايا والأطباء والمستشفيات الميدانية، ثم قدموا تقريرا الأسبوع الماضي، وهو يتضمن شكوكا قوية وملموسة ولكنها لم تصبح بعد دليلا مؤكداً على استخدام غاز السارين، مضيفة “هذا استخدمه مقاتلو المعارضة وليس السلطات الحكومية”، ولم تعط ديل بونتي في تصريحاتها التلفزيونية تفاصيل بشأن متى وأين استخدم السارين”.

الأمم المتحدة مطالبة قانونيا وأخلاقيا وإنسانيا بإعلان الأسماء للعالم وتقديمهم للمحاكمة لكي نطالب بإعدامهم على الملأ، والسؤال الأهم هو كيف استطاع فريق دل بونتي من الوصول على هذه المعلومات وهم ممنوعون من دخول سوريا؟ وماذا لو كان من استخدمها شبيحة تحت اسم معارضة؟ باختصار تصريحات الممثلة الأممية بعيدة عن المهنية والدقة والشفافية والنزاهة.

ما تقوم به الأمم المتحدة يتناغم مع الولايات المتحدة التي “تلعب على الحبال” بهدف تدمير سوريا ومقدراتها وشعبها لصالح إسرائيل فقط، فالرئيس باراك أوباما لا يستطيع أن يرى الأسلحة الكيماوية التي اعتبرها خطا أحمر، ويبدو أن الإدارة الأمريكية مصابة بعمى الألوان وأصبحت لا تميز بين اللون الأحمر وغيره، فهذه الإدارة لا تستطيع أن ترى 500 مجزرة ارتكبها نظام الأسد، ولا تستطيع أن ترى القنابل الفراغية والعنقودية والبراميل المتفجرة ولا الأسلحة الكيماوية ولا المصابين في المستشفيات ولا تستطيع أن ترى 120 شهيدا سوريا قتلوا على يد نظام الإرهاب الأسدي وزبانيته وشبيحته وعصابته ومن معه من الباطنيين.

نظام بشار الأسد الإرهابي يعمل حسب الأجندة الإسرائيلية الأمريكية الإيرانية التي تهدف إلى تدمير سوريا “حجرا حجرا” وقتل السوريين “فردا فردا” وهدم البيوت “بيتا بيتا”، وحرق المزارع “مزرعة مزرعة”.. أجندة تهدف إلى قتل الإنسان وتدمير البنيان وتخريب الحجر والبشر والشجر، وهي “أجندة عقائدية” يتصدى له الشعب السوري وثواره وحدهم دون مساعدة تذكر أو معونة يعتد بها من أحد، بينما يتمتع نظام الأسد الإرهابي “بأصدقاء حقيقيين” كما قال حسن نصر الله وكما يقول المسؤولون الإيرانيون يوميا.

لا يجوز الركون إلى أمريكا والغرب، فهم حلفاء غير معلنين للأسد ونظامه، وعلى العرب أن يخوضوا معركتهم إلى جانب الشعب السوري الذي يقاتل دفاعا عن العرب والمسلمين في مواجهة حركات باطنية هدامة هدفها الثار من العرب والمسلمين وسوريا التي كانت دائما العمود الفقري للعروبة والإسلام.

مايو 7, 2013

جريدة الشرق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار