دخلت المملكة المتحدة في فترة من الحداد، وشعر الناس بنهاية حقبة، وسادت مشاعر الحزن، مع وفاة الملكة إليزابيث الثانية، التي حكمت البلاد أكثر من 70 عاماً، ولكن بالنسبة للأشخاص، الذين عانوا من عواقب الفظائع الاستعمارية للعائلة المالكة والتاريخ الطويل للعنصرية والعنف، فإن هذا الحزن يأخذ دلالات مختلفة، وفقاً لموقع “ذا هيل” القريب من الكونغرس.
شودري: لا توجد طريقة لتصحيح الحكم الاستعماري الوحشي والشرس والمتجذر في تركيبة بعض المجتمعات
وكتبت بريتيكا شودري، الناشطة السياسية والاجتماعية والمسؤولة البارزة في معهد جنوب آسيا بجامعة شيكاغو، أن المواطنين في الهند قد يشعرون بالحزن على “التاريخ الذي لم تستطع البلاد أن تعيشه تحت الحكم الاستعماري البريطاني”، وقد يختار الناس في جامايكا وبربادوس أن يتذكروا إرث الصدمة الذي فرضه النظام الاستعماري البريطاني ، وقد يختار الناس في إفريقيا أو للمنحدرين من أصول إفريقية الجرح، الذي لا يمكن تصوره بسبب تجارة الرقيق عبر المحيط، والذي أدى إلى ثراء بريطانيا والعائلة المالكة وتسجيل أسوأ سنوات تمر بها البشرية.
وأشارت شودري إلى ما كتبته جميلة هيل في مجلة أتلانتك بضرورة وضع المورثات في سياقها الكامل ومراجعة تاريخ المملكة ودورها المدمر في الاستعمار المستمر.
ولاحظت شودري بأنه لا توجد طريقة لتصحيح الحكم الاستعماري الوحشي و الشرس و المتجذر في تركيبة بعض المجتمعات، مثل تلك التي يمكن تتبعها في جهود إنكلترا للسيطرة على العالم منذ قرن من الزمن، ولكنها قالت إنه يمكن أن نعمل أفضل من أسلافنا.
وأضافت ” إذا اختار الملك تشارلز الثالث إتخاذ إجراء بطرق جديدة وحاسمة، فهل يختار الاعتذار عن فظائع الاضطهاد البريطاني، بما في ذلك مجزرة جاليانوالا باغ أو حتى معالجة الظلم بالتعويضات؟
وقالت شودري إن “كسر حلقات العنف والظلم ، وتحرير أنفسنا من تداعيات الاستعمار ليس بالمهمة السهلة، لكنها مهمة يتعين على العائلة المالكة بلا شك حسابها، سينتظر العالم ليرى ماذا ستفعل العائلة بهذه الحقيقة التي لا تطاق، ودورها الذي لا يوصف”.
القدس العربي