البابور الموقع العربي

أردوغان يدشن أول حاملة طائرات مسيرة هجومية في العالم

379

“الأولى من نوعها عالمياً”.. تَعرَّف حاملة المسيَّرات التركية “TCG-ANADOLU”

يمكنها نشر 10 طائرات هليكوبتر أو 11 مسيّرة على سطح السفينة الذي يحتوي على 6 مهابط ومدرج طيران واحد، كما يمكنها نقل 19 طائرة هليكوبتر أو 30 مسيّرة في حظيرة الطائرات، وفيها 3 مراكز عمليات قتالية

يمكن للسفينة أيضاً أن تحمل ما مجموعه 94 مركبة، بما في ذلك 13 دبابة و27 مركبة هجومية برمائية مصفحة و6 ناقلات جند مدرعة و33 مركبة متنوعة و15 مقطورة. وإلى جانب قدرتها على استضافة 1223 فرداً، تحتوي السفينة على مستشفى عسكري كامل.

في الوقت الذي يتحرك فيه العالم بسرعة نحو الحرب الباردة الثانية، تستعد تركيا لتدشين حاملة الطائرات الوطنية “TCG-ANADOLU”، أول منصة بحرية فريدة من نوعها بالعالم قادرة على إحداث تأثير يتجاوز المياه الإقليمية للبلاد، إذ تهدف القوات البحرية التركية إلى بناء بحرية مفتوحة تدريجيّاً وتجهيز الأسطول الحالي بقدرات حرب روبوتية.

وفي مراسم شارك فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين، سلمت حاملة الطائرات الوطنية “TCG-ANADOLU”، أول سفينة حاملة للطائرات المسيّرة في العالم، وأكبر سفينة عسكرية تركية، لقيادة القوات البحرية التركية.

ومنذ إطلاق مشروع بناء سفينة هجومية برمائية متعددة المهامّ في عام 2015، طُوّرَت سفينة “TCG-ANADOLU” بخبرات وموارد محلية ووطنية لتكون قادرة على تقديم الدعم اللوجستي لتشكيل عسكري، في أثناء انتقاله إلى مكان معين، بلا حاجة إلى دعم من قاعدته الأساسية.

أصل الحكاية

بالتزامن مع النجاحات الهائلة التي حقّقَتها شركات الصناعة الدفاعية التركية في العقدين الأخيرين، حظيت البحرية التركية بنصيب جيد من هذه المنتجات، مما منح تركيا بحرية قوية ومتطورة وانتقل بها إلى مستوى منافس على الصعيدين الإقليمي والدولي، إذ عُزّزَ الأسطول التركي بأحدث القطع التي خُوّل إليها بنجاحٍ إتمامُ مهامّها في الدفاع عن الوطن الأزرق على أكمل وجه.

ودفعاً لعجلة تطوير البحرية التركية بإمكانيات وخبرات محلية، أطلقت تركيا مشروع السفينة الهجومية البرمائية متعددة الأغراض “TCG-ANADOLU” (TCG Anadolu) في عام 2015 بما يتماشى مع احتياجات قيادة القوات البحرية. فيما انطلقت عملية بنائها في 17 أبريل/نيسان 2016.

ووُكِلَت مهمة بناء حاملة الطائرات “TCG-ANADOLU” إلى المقاول الرئيسي شركة Sedef Shipyard في توزلا بمدينة إسطنبول. كما شارك 131 مقاولاً من الباطن بالإضافة إلى جامعات ومراكز أبحاث في المشروع، الذي يبلغ معدله المحلي نحو 70%.

وعندما أعلنت تركيا في بداية عام 2021 عن خططها المتعلقة بنشر مسيَّرات وطائرات مقاتلة على حاملة الطائرات التركية، وتخصيص شركة بايكار للصناعات الدفاعية فريقاً خاصّاً من أجل تطوير منصة جوية جديدة خاصة: “بيرقدار تي بي 3” ذات الأجنحة القابلة للطي، للعمل على متنها، أصبحت حاملة الطائرات الوطنية “TCG-ANADOLU” مثار اهتمام خبراء الصناعات الدفاعية لا في تركيا فقط، بل أيضاً في دول مختلفة حول العالم.

وبينما بدأت اختبارات القبول البحرية على السفينة في يونيو/حزيران 2022، سلّمت رئاسة الصناعات الدفاعية حاملة الطائرات البرمائية لقيادة القوات البحرية في 4 مارس/آذار 2023.

سفينة عسكرية فريدة

على الرغم من أن في العالم 12 دولة لديها سفن بهذا الحجم، فإن تركيا هي الدولة الوحيدة بالعالم التي تملك سفينة هجوم برمائية حاملة للطائرات المسيّرة. وفي تصريحات سابقة أدلى بها رئيس رئاسة الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير خلال جولة تفقدية للسفينة قال: ” TCG-ANADOLU ستكون أكبر سفينة حربية في تركيا، و12 دولة في العالم فقط لديها سفن بهذا الحجم”.

من جهته وصف الدكتور جان كاساب أوغلو سفينة “TCG-ANADOLU”، في مقال نشرته الأناضول، بأنها أداة دبلوماسية دفاعية تزن 30 ألف طن. وأضاف: “السفن الحربية المرموقة بين أكثر الأدوات الدبلوماسية قيمة في الدولة التي ترفع علمها. عند زيارتها لأي ميناء ستجد السفينة مكاناً خاصّاً في الصحافة الدولية. من الناحية العسكرية، ستوفر حاملة الطائرات قدرات وفرصاً مرنة للغاية للقوات الجوية التركية وحلفاء تركيا”.

وعلى الرغم من أن “TCG-ANADOLU” تُعتبر سفينة حاملة للمسيّرات، لا ينبغي إغفال “DNA البرمائي” الخاص بها. إذا يمكن للسفينة حمل مركبات ميكانيكية وناقلات جنود ووسائط إنزال بحري وطائرات مروحية وأخرى مُسيَّرة من شأنها أن تعزز استخدامات الطائرات المُسيرة في البحار المفتوحة.

ويُعتقد أن السفينة، المناسبة للمهامّ العابرة للقارات، ستواصل بنشاطٍ مهامَّها في البحر الأسود وبحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط.

مواصفات “TCG-ANADOLU”

يبلغ طول “TCG-ANADOLU” 232 متراً وعرضها 32 متراً وارتفاعها 58 متراً. يمكن للسفينة العمل بسرعة قصوى لا تقل عن 20.5 عقدة وسرعة اقتصادية تبلغ 16 عقدة، بفضل سرعتها الاقتصادية ومدى إبحارها الذي لا يقلّ عن 9 آلاف ميل بحري بحمولة كاملة تصل إلى قرابة 27 ألف طنّاً.

يمكن نشر 10 طائرات هليكوبتر أو 11 مسيّرة على سطح السفينة الذي يحتوي على 6 مهابط ومدرج طيران واحد، كما يمكنها نقل 19 طائرة هليكوبتر أو 30 مسيّرة في حظيرة الطائرات. نحن نتحدث عن سفينة بها 3 مراكز عمليات قتالية قادرة على إدارة شبكات قتالية متطورة للغاية. بالإضافة إلى ذلك، يتيح تعديل منحدر الطيران وميزات المدرج مجموعة متنوعة من عمليات الطيران البحري.

ويمكن للسفينة أيضاً أن تحمل ما مجموعه 94 مركبة، بما في ذلك 13 دبابة و27 مركبة هجومية برمائية مصفحة و6 ناقلات جند مدرعة و33 مركبة متنوعة و15 مقطورة. وإلى جانب قدرتها على استضافة 1223 فرداً، تحتوي السفينة على مستشفى عسكري كامل.

أردوغان: سفينة TCG تمكننا من تنفيذ عمليات عسكرية وإنسانية بالعالم

❮❯

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن سفينة TCG ANADOLU محلية الصنع تتمتع بمواصفات تمكنها عند الضرورة من القيام بعمليات عسكرية وإنسانية في كل مكان حول العالم.

جاء ذلك في كلمة، الاثنين، خلال مشاركته في مراسم تسليم سفينة “TCG Anadolu” (تي سي جي الأناضول)، وحفل قطع الصفائح المعدنية لفرقاطات ميلغيم الجديدة.

وأوضح أردوغان أن “تي سي جي الأناضول” أول سفينة حربية من نوعها في العالم، مبينا أنه يمكن لأكبر وأضخم المروحيات والمسيرات أن تهبط عليها وتقلع منها.

وأردف قائلا: “نرى في سفينة TCG Anadolu رمزا يعزز مكانة تركيا في المنطقة والعالم، وبفضلها ستصبح تركيا دولة رائدة في مجال التقنيات والأنظمة والحلول التي تغير قواعد اللعبة في العالم”.

وأشار إلى إمكانية استخدام السفينة في الكوارث الطبيعية والعمليات الإنسانية، لافتا إلى أنها تضم على متنها مستشفى وغرفة عمليات متكاملة.

ولفت إلى أن سفينة TCG Anadolu هي أول حاملة مسيّرات هجومية في العالم، وستكون طائرات مسيرة مثل “بيرقدار- تي بي 3” وقزل إلما، فضلا عن طائرة التدريب النفاثة الهجومية الخفيفة “حُرجيت” قادرة على الهبوط والإقلاع منها.

وأردف “بالإضافة إلى ذلك، وبفضل الدبابات والمركبات الهجومية البرمائية المدرعة التي تحملها، تتمتع هذه السفينة بالمميزات التي ستمكننا من القيام بعمليات عسكرية وإنسانية في كل ركن من أركان العالم عند الضرورة”.

وقال: “بفضل سفينة TCG Anadolu، سنكون قادرين بسهولة على نشر قوة بحجم كتيبة في مناطق الأزمات في بحر إيجة والبحر المتوسط ​​والبحر الأسود دون الحاجة إلى دعم قاعدة رئيسية”.

واستطرد: “قررنا رفع ميزانية صناعاتنا الدفاعية إلى 75 مليار دولار، وبلغ عدد مشاريع الصناعات الدفاعية في تركيا 750، وعدد شركات الصناعات الدفاعية 2700”.

كما أشار إلى القيام اليوم بقطع الصفائح المعدنية لثلاث فرقاطات من طراز ميلغيم. وأعرب عن شكره لكل من ساهم في بناء السفينة (TCG Anadolu) وسيساهم في بناء الفرقاطات الجديدة.

وأفاد أنه تم تطوير جميع أنظمة الأسلحة وأجهزة الاستشعار التي سيتم وضعها على الفرقاطات التركية بإمكانات محلية ووطنية.

ولفت إلى أن تركيا هي إحدى 10 دول في العالم قادرة على تصميم وتصنيع سفنها بنفسها، مؤكدا أن ذلك أمر يدعو للفخر.

وأشار الرئيس أردوغان، إلى أن سفينة دعم الإمدادات والعمليات القتالية “دريا” (Derya) التي ستكون ثاني أكبر سفينة للبلاد، ستدخل الخدمة خلال العام الحالي.

كما أشار إلى أن الغواصة “بيري رئيس” والفرقاطة “إسطنبول” أيضا ستدخلان الخدمة خلال 2023.

من جانبه قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن سفينة “تي سي جي أناضول” المحلية تستعد لدخول ترسانة الجيش لتضيف إليه ولقواته البحرية مزيدا من القوة.

جاء ذلك في كلمة الإثنين، خلال مراسم تسليم حاملة الطائرات محلية الصنع لقيادة القوات البحرية التركية بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان.

وأوضح وزير الدفاع أن السفينة مجهزة بأنظمة تقنية عالية الدقة، وتتمتع بمواصفات وقدرات مؤهلة لتكون رائدة القوات البحرية.

وأكد أن وزارة الدفاع ستواصل العمل على مشاريع الصناعات الدفاعية بعزم وإصرار لزيادة القوة الفاعلة والرادعة للقوات المسلحة.

ولفت إلى أن تطوير صناعة الدفاع المحلية نضال وطني له أهميته الاستراتيجية في ظل التطورات في المنطقة والعالم وخاصة الحرب الروسية الأوكرانية.

وذكر أن حاملة الطائرات التركية التي ستحمل مسيرات ومدرعات هجومية ومركبات برمائية، تظهر بوضوح المستوى الذي وصلت إليه القدرة الإنتاجية والصناعية لقطاع الصناعات الدفاعية التركية.

من جهته قال رئيس مجلس إدارة شركة “بايكار” التركية، سلجوق بيرقدار، إن الطائرة المسيرة “بيرقدار تي بي 3” ستبدأ الخدمة على سفينة TCG Anadolu (تي سي جي أناضول) بحلول عام 2024.

جاء ذلك في تصريحات، الإثنين، أثناء جولة أجراها على متن حاملة الطائرات المسيرة محلية الصنع TCG Anadolu، خلال مراسم تسليمها لقيادة القوات البحرية التركية.

وأشار بيرقدار إلى مواصلة شركته إجراء اختبارات التحليق للمقاتلة المسيرة “قيزيل إلما”، لافتا أنها ستبدأ بأداء مهامها انطلاقا من سفينة TCG Anadolu بحلول عام 2025.

وأفاد أن شركته ستقوم لاحقا بالتعريف بصاروخ “كمانكش” الجوال الخفيف الذي تقوم بتطويره، مشيرا أن الصاروخ المذكور يمكن إطلاقه من مسيرات “بيرقدار تي بي 3”.

وأوضح أن سفينة TCG Anadolu مع الطائرات المسيرة التي ستحمل عليها “ستكسب البلاد قوة متميزة”.

TRT عربي + الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار