البابور الموقع العربي

فاطمة المغربية.. رحلة بحث عن زوج تحت الأنقاض

212

(قصة إنسانية)

في مناطق الزلزال لا تزال أسر تبحث عن مساعدات وأخرى عن خيم تأوي إليها، ولكن آخرين مثل فاطمة (49 عاما) يبحثون عن مفقود تحت الأنقاض، في سباق مع زمن تقل فيه فرص الحياة ساعة بعد أخرى..

منذ سقوط المباني ببلدة أمزميز في ضواحي مدينة مراكش وسط المغرب، بفعل زلزال مساء الجمعة، انخرطت فاطمة (49 عاما)​​​​​​​ منذ يومين في رحلة لا تهدأ، بحثا عن زوجها المفقود تحت ركام الأنقاض، ووسط مشاركة واسعة من شباب البلدة الذين يمدون يد المساعدة لإنقاذ أهاليهم العالقين تحت المباني المدمرة.

وبلغت قوة زلزال المغرب في 8 سبتمبر/ أيلول الجاري، 7 درجات على مقياس ريختر، ضاربا عدة مدن شمالية ووسطية منها العاصمة الرباط والدار البيضاء (كبرى مدن المملكة) ومكناس وفاس ومراكش وأغادير وتارودانت، بحسب المعهد الوطني للجيوفيزياء، الذي وصف الزلزال بأنه “الأعنف منذ قرن”.

ووفقا لأحدث بيانات وزارة الداخلية في حصيلة غير نهائية، أودى الزلزال بحياة 2012 شخصا وأصاب 2059، بينهم 1404 حالتهم خطيرة، بالإضافة إلى دمار مادي كبير.

** بحث جماعي

منذ يومين تنخرط فاطمة في بحث مستمر تحت الأنقاض بحثا عن زوجها بمساعدة من أبناء المنطقة الذين يشاركون في عملية البحث التي لم تنقطع منذ وقوع الزلزال مساء الجمعة.

فاطمة تعرف تماما أين يوجد زوجها وترشد الشباب إلى الغرفة المنهارة، لكن بحثها بمشاركة أبناء البلدة لم ينجح حتى الآن في العثور على زوجها حتى الساعة.

ومنذ صباح الأحد، جاءت جرافة من أجل المساعدة وإنقاذ الضحايا لينخرط الجميع في عملية البحث بهمة أكثر، فبينما الجرافة تحمل الأحجار الكبيرة، تشارك فاطمة في إبعاد الأحجار الصغيرة وهي مشغولة البال.

وغير بعيد عن مسكن فاطمة وزوجها المفقود، انخرطت بقية الأسر في البحث عن ذويهم تحت الأنقاض، في سباق مع زمن تقل فيه فرص الحياة ساعة بعد أخرى.

** معاناة أمزميز

كثيرة هي الخسائر ببلدة أمزميز جراء الزلزال، حيث انقلبت المباني في البلدة رأسا على عقب، ما خلف حسرة ومعاناة كبيرة لدى السكان.

لم تجلس فاطمة منذ تباشير الصباح الأولى، كغيرها مثل أهالي البلدة الذين يفترشون العراء، لا سيما أن جزءا كبيرا من المباني سقطت، وأخرى تشققت، وسط خوف من حدوث ارتدادات للزلزال قد توقع مزيدا من الخسائر.

قصة فاطمة تتكرر في أكثر من منطقة، خاصة أن الزلزال ضرب العديد من القرى والبلدات في أقاليم مختلفة، مما يصعب عملية الإنقاذ والبحث وتوزيع المساعدات.

ووفق مراسل الأناضول، انطلقت عمليات توزيع المساعدات العاجلة في مناطق، في حين غابت عن أخرى، مع توسع دائرة البلدات المتضررة من الزلزال.

في المناطق المتضررة، ما زالت أسر تبحث عن مساعدات وأخرى عن خيم تأوي إليها، ولكن الأصعب هو البحث المستمر عن مفقود تحت الأنقاض مثل فاطمة التي نسيت كل شيء وانصب كل اهتمامها على إنقاذ زوجها، كسبا لوقت لا يقدر بثمن.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار