البابور الموقع العربي

مخيم اليرموك.. آخر شهداء الانظمة العربية للقضاء على الفلسطينيين

1٬587

عمر القيصر

مخيم اليرموك الفلسطيني أوله حارة الفدائية وآخره مقبرة الشهداء. وكل حارة في المخيم لها قصة كبيرة وكل شوارعه مسماة بأسماء المدن والقرى الفلسطينية التي أصر أهله على حفظها حتى العودة. وهو واحد من 12 مخيّماً للاجئين الفلسطينيين في سوريا، تصنف (الأونروا) 9 منها رسمية، و3 غير رسمية.

جغرافية المخيم

مخيم اليرموك وهو أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والأردن. كان رمزاً ل «حق العودة». «عاصمة الشتات الفلسطيني» مساحته 2.11 كيلومتر مربع 520 فدان.

ويبُعد مخيم اليرموك 7 كم عن وسط العاصمة دمشق. عانى المخيم ما عانته مدن كثيرة في سوريا خلال الثورة السورية لإسقاط النظام والتي بدأت شرارتها في عام 2011،

تم تأسيسه في عام 1957. اليرموك هو مخيم لللاجئين حيث كانت البداية صعبة ولكن إصرار الاهالي بالبقاء والصمود جعل منه أهم صرح تجاري في العاصمة دمشق لقد عمل اللاجئون على تحسين مساكنهم على مر السنين والأيام.

الصروح التعليمية والصحية

يضم مخيم اليرموك عددا من الصروح والابنية ومنها:
المركز الثقافي
المدينة الرياضية
النادي العربي الفلسطيني
سينما النجوم
ثلاثة مراكز صحية للأونروا
16 مبنى مدرسي للأونروا
ثانوية اليرموك للبنات
ثانوية اليرموك للذكور
5 مدارس حكومية ابتدائية
عدد من دور للأطفال
مشفى فلسطين الهلال الأحمر الفلسطيني

مشفى الشهيد محمد فايز حلاوة جيش التحرير

مركز الباسل الطبي الجمعية الخيرية الفلسطينية
مجمع اليمان الطبي
مجمع الأمان الطبي
مشفى الرحمة خاص
مركز الشهيدة حلوة زيدان الاجتماعي جيش التحرير الفلسطيني
13 مسجد أقدمها جامع الرجولة وجامع فلسطين وجامع صلاح الدين الأيوبي وجامع عبد القادر الحسيني الذي كان الشرارة الأولى لتدمير المخيم والذي قصفه النظام السوري بطيران الميغ والسوخوي في 16.12.2012 .مرتكبا مجزرة جديدة ضمت لمجازر النظام السوري ضد الفلسطينيين في لبنان وسوريا.
المسابح والنوادي الرياضية وصالات الأفراح

أمة واحدة

الفلسطينيون في سوريا هم جزء من الشعب السوري الذي لجأ من فلسطين إلى سوريا بعد النكبة عام 1948، واستقبلهم الأشقاء السوريين في دمشق وحلب وحمص وحماة ودرعا واللاذقية ودرعا وتصاهروا وتحابوا فيما بينهم.
ويشكلون اليوم جزءاً من نسيج المجتمع السوري، وحتى آذار/مارس 2011، كان عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يزيد على 570 ألفاً، بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، قرابة 48 في المئة منهم عاشوا في المخيّمات، والبقية داخل المجتمعات السورية، ويحملون وثائق سفر خاصة باللاجئين الفلسطينيين في سوريا ويتمركز العدد الأكبر منهم في دمشق في مخيم اليرموك بالإضافة إلى مخيمات ومناطق مجاورة وكانوا متميزين بعملهم وعلمهم إذ أن نسبة المتعلمين فيهم أكثر من 75 % وكانوا يتعلمون ويعملون بكل المجالات .

المخيم الدمشقي

في 2011، كان المخيم ملجأ لكثير من أهالي ريف دمشق وأهالي أحياء العاصمة دمشق التي تعرّضت للقصف، كمدن ببيلا ويلدا وكأحياء التضامن والحجر الأسود والقدم والعسالي وغيرها، وبقي المخيم آنذاك هادئا نسبياً وبعيداً عن التوترات،
تم اجتماع الفصائل الفلسطينية عدة مرات في مركز الخالصة ش15 وتم تشكيل اللجان الشعبية والتي من المفروض ان تقوم بحماية المخيم فقط ولكن كان واضح الخلاف الفصائلي وكانت القيادة العامة التابعة لأحمد جبريل صاحبة النفوذ الأكبر والتي نشرت السلاح بين ايدي المتهورين من أبناء المخيم والذين بداؤا بأعمال عدائية واعتقالات عشوائية لمن خالفهم يوما.
وكانت بعض الشخصيات المقربة من الاستخبارات السورية تسرح وتمرح وقد ظهر آنذاك شخصية مثيرة للجدل صاحب تاريخ سئ الصيت بكل معنى الكلمة وهو سائد عبد العال ابن عضو القيادة القطرية الفلسطينية محمد عبد العال والذي لعب دور التنسيق مع بعض المجموعات المسلحة والتي انضويت في صفوف المعارضة ولكنها في الحقيقة تابعة للأمن السوري إذ كانوا يقومون بخطف الأشخاص ولا سيما التجار وابنائهم وطلب الفدية المالية الكبيرة وهنا يتدخل المدعو سائد ويعيد المخطوف وحصلت قصص كثيرة بهذه الطريقة ليظهر بشخصية بطل.

لكن وفي منتصف شهر كانون الأول من العام 2012 بدأت حملة عسكرية على المخيم بعد تقدم قوّات المعارضة من الأحياء الجنوبيّة في دمشق، في 16_12_2012 قام الطيران بقصف مدرسة الكرمل في شارع المدارس التي كان فيها عوائل مهجرة وقصف جامع عبد القادر الحسيني في شارع عز الدين القسام والذي كان يؤوي الكثير من النازحين من الأحياء المجاورة وسقط العديد من الأشخاص بين قتيل وجريح، ثم اندلعت اشتباكات بين طرفي النزاع، الجيش السوري والجيش الحر مع بعض عناصر اللجان الفلسطينية التي انشقّت عن اللجان الشعبية التابعة لأحمد جبريل، تلا ذلك تمركز للدبابات عند ساحة البطيخة في أول المخيم، عندها بدأت موجة نزوح للأهالي بصورة لم تترك من شاهدها إلا واعادته إلى التغريبة الفلسطينية الأولى.

أخذت الاشتباكات تتصاعد، وتركّزت خاصّة في بداية المخيم عند ساحة البطيخة وحي الناصرة (شارع راما)، وساحة الريجة وبلديّة المخيم في شارع فلسطين، وانتقل مسلسل السيارات المفخخة من باقي أحياء دمشق إلى المخيم بترتيب من استخبارات النظام السوري، فانفجرت عدة سيارات كان أخطرها انفجارفي ساحة الريجة الذي ألحق أضراراً مادّية بالغة بالمباني وكانت رسالة سريعة هادفة للأهالي بأن المخيم مستهدف وغير آمن وبذلك هرب الآلاف من الأهالي . وبعد فترة أعلنت قوات المعارضة والجيش الحر سيطرتها على شارع الثلاثين، الشارع الواصل بين المخيم وحي الحجر الأسود، ثمّ تعرّضت الأبنية المطلة على هذا الشارع إلى قصف عنيف من قبل الدبابات المتمركزة في ثكنة سفيان الثوري على الشق الآخر لشارع الثلاثين،.

انتفض المارد الفلسطيني وراهن الكثير على الفلسطينيين على مستوى العالم من الأنظمة الوضعية الوظيفية وخصوصا النظام السوري الوظيفي والعدو الصهيوني وكلاهم قتلوا الفلسطينيين وهجروهم .
وفعل النظام أكثر مما توقع العدو وتم تنفيذ الكلمة الشهيرة لأرييل شارون لك يوم يامخيم اليرموك المخيم الذي قهر فدائييوه شارون في لبنان وبقي حقده الدفين له إلا أن حققه له من إدعى بأنه محور المؤاومة
سلاح التجويع
حوصر اليرموك وتم قصفه بالطائرات والصواريخ التي حملت أسماء داوود ودحام كتلك التي تقصف على إسرائيل والدبابات والبراميل المتفجرة وقذائف الهاون وتوثّق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل 3207 لاجئاً فلسطينياً، على يد قوات النظام السوري، خلال الفترة من آذار/مارس 2011 وحتى تشرين الأول/أكتوبر 2022، إضافة إلى 2721 ما يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري ممن اعتقلوا على حواجز النظام السوري والفصائل الفلسطينية الموالية بينهم 1450 امرأة من حرائرنا و700 طفل وقضى جزء كبير منهم في أهم فرع استخباراتي يحمل اسم فلسطين والمرموز أمنيا 235 تأسّس هذا السجن في عام 1969؛ كانَ حينها همزة وصل بين الحكومة السورية ومختلف الجهات الفلسطينية المسموح لها بالعمل في سوريا بما في ذلك حركة فتح، منظمة الصاعقة، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ثم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ارتبطَ هذا السجن بسمعة سيئة الصيت منذ عام 1990 كما اكتسب شهرة على نطاق واسع في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر .
قضى حوالي 320 شخص من الفلسطينيين جوعا بسبب سياسة الحصار الممنهج التي اتبعها النظام السوري وحزب الله ونفذت الفصائل الفلسطينية الموالية إطباق وإحكام الحصار على الاهالي الذين رفضوا الخروج من منازلهم واكلوا ورق الشجر وبعد فتاوى من علماء المسلمين استطاعوا الصمود بعد ذبح الكلاب الصالة والقطط واكلها وتم منع تدخل وكالة الغوث الدولية-الأونروا والهلال الأحمر الفلسطيني والمنظمات الانسانية لمدة ثلاث سنوات وانتصر الجوع مقابل الركوع .

وبعد مرور سنوات الحصار الجائر والوصول إلى اتفاقية المصالحة الوطنية في بلدات جنوب دمشق والجوار تم السماح للأونروا بإدخال سلل غذائية بإشراف عناصر وضباط فرع فلسطين وتم تحديد يومين أسبوعيا للتوزيع في منطقة حارة الفدائية ببداية المخيم وكانت تجري عمليات الاعتقال أثناء التوزيع على مرأى أونروا دون أي احترام لحقوق الإنسان .
وبعد فشل القصف من إخلاء مخيم اليرموك في 2015 تمكن النظام وحلفائه من تجهيز ودعم لوجستي وادخال لأمراء خرجوا من سجن صيدنايا ودخلوا عبر حاجز القدم المشترك بين قوات النظام السوري وفصائل التسوية فأتت الأوامر لدخول تنظيم الدولة داعش رسميا لمخيم اليرموك من منطقة الحجر الأسود وبعد قتال ضد أكتاف بيت المقدس التابعة لحركة حماس في إبريل 2015 استطاع التنظيم فرض سيطرته على مخيم اليرموك لتبدا مرحلة قطع الرؤوس لتهجير اللاجئين الفلسطينيين ونجحت تلك المرحلة فهرب الغالبية إلى بلدات المصالحة.
وبقيت مناطق تسمى غرب اليرموك والمخيم القديم والمعروف يشارع حيفا ولوبية واجزاء من ساحة الريجة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وسرعان ما اندلعت معارك ضارية بينها وبين داعش من جهة وبينها وبين الفصائل الفلسطينية الموالية وقوات النظام السوري من جهة أخرى حيث كانت محاصرة آنذاك هيئة تحرير الشام بمربع صغير تناصفت حدوده ضلعين تحاصره داعش وضلعين الفصائل الفلسطينية وقوات النظام وحزب الله وبقيت المعارك مدة 27 شهر بالتمام لم تستطع داعش خلال القضاء على هيئة تحرير الشام مما زاد في حجم دمار الأبنية السكنية والبنية التحتية للمخيم إلا أن تم التفاوض لاخراج الهيئة ومن تبقّى من المدنيين باتجاه الشمال السوري المحرر.
واستعاد النظام السوري السيطرة على المخيم في مايو (أيار) 2018، عقب اتفاق مع فصائل المعارضة في بدأت جنوب دمشق ومن ثَمّ «داعش» بعد تمثيلية طرد الدواعش بمعارك وقصف للمخيم وتسببت المعارك التي دارت فيه في حجم دمار تتجاوز نسبته 60 في المائة من الأبنية والمؤسسات والأسواق والبنى التحتية.

و انتشرت الفيديوهات بعد خلافات بين شبيحة الفصائل الفلسطينية الموالية وشبيحة النظام السوري وأذرعه الأمنية حيث الانتشار الواسع لأصوات «تكسير» أسقف المنازل المنهارة من «العفِّيشة» لاستخراج الحديد منها، مع مشاهدة الكثير من الأشخاص في الطرقات وهم يحملون كميات من الحديد على دراجات عادية، بينما كانت شاحنات صغيرة وكبيرة متوقفة أمام المباني لاخلائها من محتوياتها
بعد 5 سنوات من سيطرة النظام على المخيم، لا يزال الدمار طاغياً، والعودة إليه مؤجلة. عدد العائلات التي حصلت على موافقات أمنية للعودة لا يتجاوز 1600 من أصل أكثر من 6 آلاف طلب، بينما لا يتعدى عدد العائلات التي عادت إلى منازلها بشكل فعلي 600 عائلة بسبب افتقار المنطقة للخدمات الأساسية، علماً بأن عدد سكان المخيّم قبل الحرب كان يقارب 600 ألف نسمة منهم 160 ألف لاجئ فلسطيني. وسط الدمار الطاغي على مشهد المخيم، فإن «حرب الغلاء» تكبح أيضاً قدرة المسموح لهم بالعودة لعدم قدرتهم على تحمل كلفة الترميم وإعادة الإعمار. باختصار «لا يراد للمخيم أن يعود كما كان»، يقول شاب في المخيم. ويلفت أحد النشطاء إلى أنَّ «هناك إشارات استفهام وتعجب» إزاء الإهمال في إعادة الخدمات للمخيم. وتحدث عن «عروض كثيرة يتلقاها نازحو وتجار المخيم من أشخاص غير معروفين لبيع منازلهم ومحالهم التجارية بأسعار لا تذكر قياساً بالأسعار الرائجة حالياً».

عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين تبقوا في سوريا، بلغ حتى تشرين الأول/أكتوبر 2022، قرابة 42 ألفاً، أقل من 3 في المئة حسب مركز الدراسات الفلسطيني.
‏‎ويستمروا بإعادة كتابة التاريخ القريب يتبرؤوا من ذنبهم في مخيم اليرموك الذي دمروه وهجروا أهله فغرق من هرب من القصف في البحار ليكون غذاء للأسماك والحيتان وتباعدت المسافات بين العوائل بإنتظار لم الشمل وتشتت الأحلام ويحاول أسياد المؤامرة الكونية من جديد تزوير التاريخ الذي عشناه وتبرئة التهمة بالقتل لتصبح الانتصار على الإرهاب والمؤامرة وليرتفع العلم عاليا ويرفرف على المخيم المدمر وترفع أصوات الأغاني عاليا ويدخل الفنانون على ركام المخيم ليرسموا لوحاتهم على حساب دمائنا وصمودنا وبرائتنا وحرية معتقلينا.
إنه مخيم اليرموك الفلسطيني والحديث يطول ومازلت بإنتظار فرصة لعرض كل ما وثقته كاميرتي خلال الثمان سنوات تلك اللقطات التي ستتكلم بدون معلق وتصل للمتابعين بدون مونتاج فهي كفيلة بشرح كل ما جرى بدون تعديل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار