البابور الموقع العربي

موقع بريطاني: أبو ظبي تشن “حربا صليبية” ضد الإسلام السياسي

214

حول الأهداف الشريرة لـ”حملة أبو ظبي الصليبية” ضد الإسلام السياسي

ترويج أبو ظبي للصوفية  يعتبر أساسا أيديولوجيا وديناي لسياستها الخارجية العدوانية في المنطقة

تروج الامارات روايتها عن “التسامح” و”التعايش الديني” وشكل هادئ من اشكال الاسلام.. اسلاما هادئا سياسيا يتمثل في الصوفية

رسخت أبو ظبي مكانتها بقوة كقوة سيبرانية، استخدمتها للتخريب والتجسس، وسلاحا لتقويض المجتمع المدني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

البابور العربي – متابعات

تدرك دولة الإمارات العربية المتحدة جيدًا قوة الدين والأيديولوجية في تعبئة المجتمع المدني واخماده في العالم العربي. ومن هنا فإن ترويجها للصوفية يعد أساسا أيديولوجيا وديناي لموقفها العدواني في السياسة الخارجية في المنطقة.

فصل المسجد عن الدولة

منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت أبو ظبي، مركز ثقل اتحاد الإمارات العربية المتحدة المكون من سبع إمارات، روجت لشكل من أشكال “الاستثناء الإماراتي” الذي يدعو إلى فصل المسجد عن الدولة.

وصار البعض يشيدون بنموذج أبو ظبي باعتبارها: دولة شرق أوسطية تروج للعلمانية في المنطقة، وهي هدية للمحافظين الجدد الغربيين والليبراليين الذين ينظرون إلى دور الإسلام في دول الشرق الأوسط على أنه مثير للمشاكل.

تم تصميم الرواية الاماراتية  بشكل مقصود لجذب الجمهور الغربي، وخاصة الأمريكي، في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، والصعود الإسلامي خلال الربيع العربي، وصعود تنظيم الدولة الإسلامية.

وينبع القلق بشأن الإسلام السياسي بين النخبة في أبو ظبي من الاعتقاد بأن الدولة لا تستطيع السيطرة على الرواية الاسلامية، بمجرد اقترانها بأهداف سياسية.

ومع ذلك، بالنسبة لأبو ظبي، فإن حملتها الصليبية ضد الإسلام في الفضاء السياسي لها هدف آخر أكثر شرا، وهو عدم تسييس المجتمع المدني، واحتكار السلطة الاجتماعية والسياسية في يد النخبة الحاكمة.

يتجذر خوف عميق في  أبو ظبي متجذر من جاذبية الاسلام السياسي وقوته الناعمة باعتباره يشكل اساس المعارضة التقليدية للاستبداد في المنطقة العربية  

ينبع القلق بشأن الإسلام السياسي بين النخبة في أبو ظبي من الاعتقاد بأن الخطاب الاسلامي لايمكن السيطرة عليه من قبل الدولة او النظام الحاكم، بمجرد اقترانه بأهداف سياسية، مما يخلق ديناميكية مجتمعية مدنية يمكن أن تقوض الوضع الراهن. كما حدث في الربيع العربي

مع بدء  انهيار الوضع الاستبدادي القديم مع بدء موجة الربيع العربي في عام 2011، سارعت الإمارات إلى حشد قوتها المالية والعسكرية لتشكيل المسار الاجتماعي والسياسي المستقبلي للمنطقة، من ليبيا إلى مصر إلى اليمن والسودان، كانت الإمارات العربية المتحدة هي القوة الأولى المضادة للثورة في المنطقة، لتثبيت أو دعم الأنظمة القائمة، وتأييد الحكم العسكري،  وصناعة حصانة للانظمة ضد جاذبية الإسلام السياسي.

تبييض حملات القمع الاستبدادية

لتحقيق اهدافها احتاجت أبو ظبي إلى خطاب بديل، قادر على تبييض حملات القمع الاستبدادية باعتبارها عمليات “مكافحة الإرهاب” لتعزيز “التسامح” العلماني. ومن هنا وجدت في الصوفية ملاذها الايديولوجي.

فالصوفية، وهي فرع من الإسلام هادئ سياسياً يقدم نسخة بديلة للإسلام أكثر قبولاً لدى الغرب من الدين الاسلامي  المكروه من الغرب، وباعتبارها بطلاً لمكافحة الإرهاب، استخدمت أبو ظبي الصوفية بمهارة لتمثيل “الإسلام الحقيقي”، الذي يقدم علاجًا سحريًا واضحًا لعلاج العناصر المتطرفة في السلفية، ويوفر أساسًا وجوديًا مبسطًا لمكافحة التطرف اعتماد على الخطاب الديني (اللاهوت)، وإهمال الأدلة التجريبية للعوامل الاجتماعية والسياسية التي تدفع التطرف.

وفي سبيل ترويج هذه النسخة الصوفية الهادئة من الاسلام، قامت أبو ظبي برعاية مراكز دينية في ليبيا ومصر والإمارات العربية المتحدة، في استخدام مضاد للدين وشكل من اشكال التوظيف الديني المضاد للاسلام السياسي، (وان كان التوظيف الاماراتي نفسه يمكن اعتباره اسلاميا سياسيا هادئا منزوع الدسم لا يثير المتاعب والمشاكل والتمرد)

عندما دعا مؤتمر غروزني حول الإسلام السني عام 2016، بتمويل مشترك من الإمارات العربية المتحدة ومصر وبتنسيق من الرئيس الشيشاني رمضان قديروف – وهو صديق شخصي لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد – إلى العودة إلى نسخة أكثر “تسامحاً” من الإسلام. ترفض النشاط السياسي، (وهي بذاتها رسالة سياسية تبناها المؤتمر)

وعندما دعا منتدى الإمارات لتعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية، بقيادة العالم الصوفي الشيخ عبد الله بن بيه، إلى فصل المسجد عن الدولة، كانت الرسالة سياسية، تدعو إلى عدم تسييس المجتمع المدني وإطاعة الحاكم السياسي باعتبار ذلك فضيلة إسلامية.

وعلى نحو مماثل، عندما حظر تلميذ بن بيه، الباحث الإسلامي الأميركي الشيخ حمزة يوسف، التمرد ضد القيادة السياسية، كانت الرسالة سياسية.

وعندما قام عارف النايض، وهو عالم صوفي من ليبيا شغل منصب سفير ليبيا لدى الإمارات العربية المتحدة، ويرأس الآن مركز أبحاث إسلامي مقره دبي، بتصنيف الثوار الإسلاميين في ليبيا كإرهابيين، كانت الرسالة سياسية.

الحفاظ على شرعية النظام

أصبحت الصوفية، التي استخدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة كأداة للقوة الناعمة الجيوسياسية من خلال الترويج للمراكز الدينية والمؤتمرات والعلماء، قطبًا مضادًا غير هادئ للسلفية. لتوفير المبرر الأخلاقي لقمع المعارضة السياسية والمجتمع المدني، وتقديم الأساس العقائدي للتكافؤ الأخلاقي بين الإسلام والإرهاب – وكلاهما عنصران حيويان في استراتيجية أبو ظبي في المنطقة.

عندما يستخدم خليفة حفتر في ليبيا العنف بشكل عشوائي للانتصار على الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس؛ وعندما يقوم عبد الفتاح السيسي في مصر بقمع المعارضين بعنف؛ أو عندما يدير المجلس الانتقالي الجنوبي معسكرات تعذيب للإسلاميين في اليمن، فإن شبكة المعلومات الدينية (المضللة) الإماراتية توفر مبررًا أيديولوجيًا.

ومن خلال ذلك، قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بتسييس علمنة السياسة كوسيلة لفهم أهداف سياستها الخارجية أيديولوجياً. لقد أصبح فعالا في الحفاظ على شرعية النظام في ليبيا ومصر وأبو ظبي، ويظهر كموضوع رئيسي في السرد الشامل “للتسامح” – وهو سرد يدعو إلى (التسامح) من أجل التعايش الديني، في حين يضفي الشرعية على قمع الذين يعارضون الوضع الاجتماعي والسياسي الراهن.

أدى استخدام أبو ظبي للدين إلى خلق قطبية إسلامية بين الصوفية وأشكال أخرى من الإسلام السياسي – قطب يسيطر عليه نظام أبو ظبي الحاكم، وآخر يسيطر عليه المعارضون الإسلاميون.

أندرياس كريج

المصدر: MEE + مواقع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار