البابور الموقع العربي

خبير كندي: خطة الميناء العائم بغزة “فخ” كبير

143

غالبية الدول الغربية تدعم “إسرائيل” سياسيًا وعسكريًا، وفي الوقت نفسه تعلن عن برامج إنسانية.

المبادرات السياسية مع الجيش الأميركي ستتحول إلى فشل عملي، كالسيناريوهات المماثلة في أفغانستان والعراق وهاييتي

البابور العربي – متابعات

كشف مدير المرصد الكندي للأزمات وعمل المنظمات الإنسانية، الباحث فرانسوا أوديت، أن بناء الميناء الإنساني المؤقت على سواحل غزة من الجيش الأمريكي “نفاق” كبير.

وأكد أوديت إلى أن الجيوش منظمات مجهزة، ولا يمكن أن تتحول إلى منظمات إنسانية، وهذ ما يؤكد وجود “خدعة” واضحة في مشروع الميناء “العائم”.

وأشار إلى أن المنظمات غير الحكومية وجدت أصلًا لمنع أن يدعي نفس الرجال الذين يطلقون القنابل ويهاجمون السكان المدنيين، نفاقًا أنهم يرغبون في حماية السكان، لأنه لا يمكن الجمع بين الأمرين.

ولفت الخبير إلى أن الإنكار الغربي يتمثل في عدم الالتفات إلى مسؤولياته وقدراته الفعلية على تطويع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، لوقف هذه الحرب التي هي أقرب إلى الانتقام، مشيرًا إلى أن الغرب يقدم مشاريع جديدة للاختباء وراء عجزه السياسي.

وأكد  أن ما يحدث الآن في ردود فعل الكثير من الدول إزاء الحرب على غزة هو “نفاق كبير”، لأن غالبية الدول الغربية تدعم “إسرائيل” سياسيًا وعسكريًا، وفي الوقت نفسه تعلن عن برامج إنسانية.

وأشار أوديت إلى أن هذا النفاق واضح بشكل خاص في حالة الولايات المتحدة، التي تعلن أن نتنياهو يضر “إسرائيل” أكثر مما ينفعها، وأن “إسرائيل” أصبحت معزولة، ورغم ذلك يواصل الرئيس جو بايدن تسليحها لمواصلة هذه الحرب.

وذكر أن أمن السكان المدنيين يجب أن يشمل وقف إطلاق النار وفتح المعابر للسماح بإيصال الغذاء،

ولم تقل أي منظمة إنسانية غير حكومية أن هذا الميناء العائم فكرة جيدة، بل يبدو أنه مشروع سياسي أكثر مما هو عملية إنسانية.

ويرى الخبير أن المبادرات السياسية مع الجيش الأميركي ستتحول إلى فشل عملي، كالسيناريوهات المماثلة في أفغانستان والعراق وهاييتي، لأن الجيوش ليست منظمات إنسانية، ولذلك فالأولوية هي إلزام “إسرائيل” بأن تضمن أمن المدنيين وحصولهم على الرعاية الصحية والغذاء.

وختم أوديت بأن ما يبدو غريبًا ومستهجنًا في هذا الصراع هو عجز القوى الغربية عن فرض المعايير التي وضعتها، مثل اتفاقية جنيف. ولفت إلى أنه إذا لم يلتزم الحلفاء ومن وقّعوا تلك المعايير، فإن التاريخ سيكرر نفسه، وسيظل السكان المدنيون الضحية الأولى للنزاعات المسلحة.

وفي مطلع الشهر الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّه أصدر تعليمات للجيش الأمريكي من أجل إنشاء ميناء مؤقت في البحر الأبيض المتوسط على ساحل غزة.

وأوضح بايدن نيّته “الطيبة” في أن المزيد من المساعدات الإنسانية ستدخل إلى غزة بحرًا عبر هذا الميناء دون أن تطأ أقدام الجنود الأمريكيين غزة. مشيرًا إلى أنه سيكون ممر ونافذة “أمل” لدخول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى غزة كل يوم.

وعلى الجانب الآخر، كشف محللون وخبراء عن الأهداف الخفية التي يرمي الرئيس الأمريكي إلى تحقيقها، والتي تتعلق بتشجيع هجرة الفلسطينيين إلى أوروبا من خلال الميناء “العائم”، وإلغاء أي دور لمعبر رفح البري على الحدود مع مصر، لأن “إسرائيل” لا تثق به، وتعتبره المدخل الرئيسي لأسلحة حركة حماس، فيما أشار أخرون إلى أنّ هذه الخطة تعني تحكم “إسرائيل” بكافة منافذ غزة، وإنهاء أي سيادة للفلسطينيين على المعابر. 

وكالة شهاب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار