واشنطن تغري نتنياهو بالتوقيع على اتفاق مع حماس مقابل “التطبيع” مع السعودية” وبناء جدار تحت الارض بين مصر وغزة
حماس تنفي قبول “إدارة مؤقتة” لغزة بقوات تدربها أمريكا ويوافق عليها الاحتلال
وفد من الاحتلال يصل القاهرة وآخر يغادر الدوحة.. ونتنياهو “يخرب” الاتفاق مرة اخرى
البابور العربي – متابعات
تضاربت الانباء حول مفاوضات الدوحة حول وقف النار في قطاع غزة بين المقاومة الاسلامية الفلسطينية والعدو الاسرائيلي، فقد قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، الخميس: “لا تزال هناك أميال يجب قطعها قبل أن نضع اللمسات النهائية إذا كنا قادرين على وضعها” رغم حديثه عن وجود “تقدم” دون أن يعطي تفاصيل عن هذا التقدم المزعوم، فيما أكدت حركة حماس ان “لا جديد في المفاوضات”
وقالت حركة المقاومة الاسلامية “حماس” في تصريح رسمي: لم نُبلَّغ حتى الآن من الإخوة الوسطاء بأي جديد بشأن المفاوضات بهدف وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والاحتلال يستمر في سياسة المماطلة لكسب الوقت بهدف إفشال هذه الجولة من المفاوضات مثلما فعل في جولات سابقة، وهذا لا ينطلي على شعبنا ومقاومته.”
ونفت “حماس” ما أرودته جريدة واشنطن بوست حول اظهار حماس والاحتلال الاسرائيلي اشارات على تقبل “الحكم الانتقالي” في غزة في المرحلة الثانية من الصفقة، وان مهمة الامن ستسلم لقوة تدربها الولايات المتحدة وتدعمها دول عربية لمجموعة رئيسية من 2,500 من أنصار السلطة الوطنية، الذين درست إسرائيل ملفاتهم الأمنية.
وقال مصدر في “حماس: “إن كل ما يتم الترويج له من معلومات حتى الآن يبقى في إطار التسريبات الإعلامية فحسب”.واعتبر ان هذه المعلومات،”تصب في خانة الإشاعات وهي غير صحيحة نهائيا”، حسب صحيفة القدس العربي.
وأضاف: ”قلنا سابقا إن من يختاره الشعب الفلسطيني” توافق عليه الحركة ولا مشكلة لديها فيه، في حين أن المشكلة الحقيقية هي في الاحتلال الإسرائيلي للقطاع وليست في حكم غزة، في إشارة إلى تصريحات نتنياهو التي يرفض فيها حكم “حماس” أو “فتح” في غزة.
من جهته قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، اليوم الخميس، إن هناك تفاصيل كثيرة لا تزال بحاجة إلى الانتهاء منها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة.
وأوضح سوليفان للصحافيين “لا تزال هناك أميال يجب قطعها قبل أن نضع اللمسات النهائية إذا كنا قادرين على وضعها. لذا، لا أريد أن أقول إن الأمر بات وشيكا، لكن ينبغي ألا يكون ذلك بعيد المنال إذا جاء الجميع وهو عازمون على إتمامه”، مضيفا أنه لا توجد تغييرات في السياسة المتعلقة بإرجاء واشنطن شحنة قنابل زنة ألفي رطل إلى إسرائيل.
فيما أشار يوآف غالانت، وزير الحرب الإسرائيلي إلى “تقدم مع مصر” باتجاه خطة “لوقف محاولات التهريب وقطع الإمدادات المحتملة عن حماس”.
وقدمت مصر مساعدة في اللحظة الأخيرة من خلال قبول مقترح أمريكي إبداعي لحجب الأنفاق على طول الحدود مع غزة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منها.
وقدمت الولايات المتحدة الامريكية عرضا للعدو الاسرائيلي بالموافقة على وقف اطلاق النار في غزة مقابل “التطبيع” مع السعودية، واعتبرت ذلك مكافاة اضافية للكيان الاسرائيلي
الا أن رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عاد الى الحديث عن شروطه حول الحرب في غزة في خطاب الخميس، وقال، خلال تخريج دورة عسكرية لضباط في جيش الاحتلال، إنّ أيّ اتّفاق “يجب أن يسمح لإسرائيل باستئناف القتال (بعد انتهاء فترة الهدنة التي سينصّ عليها) حتى تتحقق أهداف الحرب”.
كما اشترط نتنياهو أن يتمّ في المرحلة الأولى من الاتفاق الجاري التفاوض عليه “الإفراج عن أكبر عدد ممكن من الرهائن”.
وقال نتنياهو “من باب المسؤولية الوطنية، فإنّ أي مقترح صفقة يجب أن يتيح لنا العودة للقتال”. وأكد أنّ “تل أبيب ستستمر في حربها على قطاع غزة حتى تحقيق كافة أهدافها ولو استغرق ذلك وقتا”.
وزعم أن “حماس متمسكة بمطالب تعرض أمن إسرائيل للخطر”.
وتابع: “الطريق إلى إطلاق سراح مختطفينا هو مواصلة الضغط على حماس بكل ما أوتينا من قوة”.
“ممرّ فيلادلفيا ومعبر رفح”
كما أكد نتنياهو أن شرط استمرار سيطرة الجيش على “ممرّ فيلادلفيا ومعبر رفح” اللذين احتلتهما إسرائيل بداية أيار/مايو هو أحد المبادئ التي طرحتها حكومته في إطار المفاوضات، في حين تشترط حماس من جهتها أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من هذه المنطقة.
وممرّ فيلادلفيا هو منطقة عازلة عبارة عن شريط ضيّق أنشأه الجيش الإسرائيلي خلال احتلاله الثاني لقطاع غزة (1967-2005).
وهذه المنطقة العازلة يبلغ اليوم عرضها مئة متر على الأقلّ، وأكثر من ذلك في بعض الأماكن، وتمتدّ بطول الحدود بين قطاع غزة ومصر والبالغة 14 كيلومتراً.
أما معبر رفح فهو نقطة الدخول البرية الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى غزة وصلة الوصل البرية الوحيدة بين القطاع ودولة أخرى غير إسرائيل.
والمعبر مغلق منذ شنّت القوات الإسرائيلية مطلع أيار/مايو هجوماً برّياً واسعا على رفح، المدينة الكبيرة التي كان قد نزح إليها غالبية سكان القطاع.
والخميس، أعلن مكتب نتنياهو أن وفدا من الاستخبارات الداخلية (شين بيت) ومن الجيش الإسرائيلي، غادر إلى القاهرة اليوم.
وأكد المكتب في نفس الوقت عودة فريق تفاوض مساء الأربعاء من الدوحة حيث التقى بممثلين عن قطر ومصر والولايات المتحدة، الوسطاء الثلاثة في المحادثات.
من جهته قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، الخميس، 11 يوليو/ تموز 2024: “فرقنا في المنطقة، ونعتقد أن القضايا المتبقية يمكن حلها، ويجب حلها”.
يأتي ذلك فيما يغادر وفد إسرائيلي برئاسة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، إلى القاهرة لمواصلة المباحثات الرامية للتوصل إلى اتفاق تبادل للأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان: “عاد الوفد المفاوض من الدوحة بعد مشاركته في قمة رباعية مع الوسطاء، تم خلالها بحث بنود صفقة عودة المختطفين وسبل تنفيذ الخطة مع ضمان كافة أهداف الحرب”.
ولم يكشف تصريح رئاسة الوزراء الإسرائيلية أي تفاصيل بشأن ما آلت إليها المباحثات في الدوحة الأربعاء، أو ما تضمنه الاجتماع الذي عقد صباح الخميس مع نتنياهو.
وفي وقت سابق الخميس، قالت حركة حماس، إنها لم تُبلغ بأي جديد من الوسطاء، بشأن المفاوضات الرامية لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، وتبادل الأسرى مع إسرائيل.
والأربعاء، أفاد إعلام عبري بأن اجتماعا رباعيا عقد في الدوحة، بمشاركة رئيس “الموساد” الإسرائيلي دافيد برنياع، ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وأشارت هيئة البث، مساء الأربعاء، إلى أن “نقاط الخلاف (بشأن الاتفاق) هي آلية إنهاء الحرب وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم وسحب القوات الإسرائيلية من غزة”.
لكن صحيفة “معاريف” نقلت الخميس عن مصادر مطلعة على تفاصيل المفاوضات مع الوسطاء في الدوحة، لم تسمها، أن “هناك تقدمًا في المحادثات للاتفاق بين إسرائيل وحماس”.
وكان رئيس الشاباك، اختتم الثلاثاء، مباحثات ثلاثية إسرائيلية أمريكية ومصرية بالقاهرة حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار على قطاع غزة، قبل انعقاد الاجتماع الرباعي في الدوحة، الأربعاء.
وادعت هيئة البث العبرية أن بار ناقش خلال الاجتماع إقامة جدار متطور تحت وفوق الأرض على الحدود بين قطاع غزة ومصر، فيما لم يصدر تعليق من القاهرة بهذا الخصوص حتى الخميس.

وعلى مدار أشهر وأمام التعنّت الإسرائيلي بغطاء أمريكي، لم تنجح جهود الوساطة بالتوصل إلى اتفاق، وأعيقت على خلفية رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاستجابة لمطالب حركة حماس بوقف الحرب بشكل كامل.
وفي 10 يونيو/ حزيران الماضي، تبنّى مجلس الأمن مشروع قرار أمريكيًا لوقف إطلاق النار في غزة بأغلبية 14 صوتا وامتناع روسيا عن التصويت، وأعقبه تجاوب أولي من حماس مقابل صمت رسمي إسرائيلي.
وقالت الرئاسة الفلسطينية، في بيان آنذاك، إن “اعتماد هذا القرار بمثابة خطوة في الاتجاه الصحيح لوقف حرب الإبادة المتواصلة بحق شعبنا في قطاع غزة”، ودعت الجميع إلى “تحمل مسؤولياتهم لتنفيذه”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 126 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
عربي بوست + القدس العربي + وكالات + مواقع