“حماس تصمد والعدو يتراجع: تحليل شامل للصراع بعد عام من الحرب”
“عام من الصراع: كيف نجحت حماس في إرباك إسرائيل واستنزافها؟”
“العدوان الإسرائيلي وحرب الصمود: دور القوى الغربية في دعم الاحتلال”
“عام من المواجهة: هزائم استراتيجية للعدو الإسرائيلي في مواجهة المقاومة”
“بين النصر والاستنزاف: حماس تحصد الانتصارات والعدو الإسرائيلي يتكبد الخسائر”
“حماس في مواجهة العالم: كيف صمدت أمام التحالف الغربي والإسرائيلي؟”
البابور العربي – خاص
في الذكرى السنوية الأولى لعملية “طوفان الأقصى” التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على العدو الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، يمكن تحليل الانتصارات الاستراتيجية التي حققتها حماس، مقابل الهزائم الاستراتيجية التي تكبدها العدو الإسرائيلي، بالإضافة إلى الدور الذي لعبته القوى الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، في دعم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
خلال عام كامل من الصراع الذي بدأ بعملية “طوفان الأقصى”، حققت حماس انتصارات استراتيجية من خلال قدرتها على الصمود وتطوير أسلحتها واستهداف العمق الإسرائيلي. في المقابل، تكبدت إسرائيل هزائم استراتيجية تمثلت في فشلها في القضاء على المقاومة وتدهور الوضع الأمني والسياسي الداخلي.
أما على الصعيد الدولي، فقد لعبت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون دورًا كبيرًا في دعم إسرائيل عسكريًا وسياسيًا، مما ساعد في استمرار العدوان على غزة، لكنه لم ينجح في تحقيق نصر حاسم للعدو الاسرائيلي، بل أسهم في تعميق الأزمة واستمرار الصراع.
الانتصارات الاستراتيجية التي حققتها حماس:
اختراق العمق الإسرائيلي:
كانت عملية “طوفان الأقصى” علامة فارقة في تاريخ الصراع، حيث تمكنت حماس من اختراق العمق الإسرائيلي، واستهداف مواقع عسكرية ومدنية حساسة. هذه العملية أظهرت مدى قدرة حماس على تجاوز الدفاعات الإسرائيلية المتطورة، خاصة القبة الحديدية، من خلال إطلاق صواريخ متطورة وضربات دقيقة باستخدام الطائرات المسيرة والأنفاق الهجومية.
الصمود في وجه الهجوم الشامل:
رغم القصف المكثف الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة والذي شمل تدمير البنية التحتية واستهداف المدنيين، نجحت حماس في الحفاظ على قدراتها العسكرية والقتالية. هذا الصمود عزز من مكانة الحركة كرمز للمقاومة الفلسطينية، وأثبت قدرتها على الاستمرار في القتال رغم الفارق الكبير في القوة العسكرية.
تطوير القدرات الصاروخية والجوية:
خلال العام الماضي، واصلت حماس تطوير قدراتها الصاروخية بشكل ملحوظ، حيث تمكنت من زيادة مدى الصواريخ ودقتها، لتصل إلى مناطق لم تكن مستهدفة من قبل في عمق الأراضي المحتلة. كما استخدمت الطائرات المسيرة بشكل متزايد لضرب أهداف محددة، مما شكل تهديدًا جديدًا للجيش الإسرائيلي.
تعزيز الوحدة الشعبية والمقاومة:
العملية وما تلاها من معارك عززت الروح المعنوية للمقاومة الفلسطينية، حيث شهدت غزة والضفة الغربية والمدن الفلسطينية داخل الخط الأخضر زيادة ملحوظة في دعم المقاومة المسلحة والاحتجاجات الشعبية ضد الاحتلال. هذا الدعم الشعبي منح حماس شرعية أكبر على الساحة الفلسطينية.
التأثير على الاستقرار الداخلي الإسرائيلي:
عملية “طوفان الأقصى” وما تبعها من هجمات متواصلة أدت إلى إحداث حالة من الذعر والقلق داخل المجتمع الإسرائيلي. ضربات المقاومة طالت المدن الكبرى مثل تل أبيب والقدس، مما أضعف شعور الإسرائيليين بالأمان وأثر على الاقتصاد بشكل سلبي نتيجة النزوح الجماعي المؤقت للسكان من المناطق المستهدفة.
الهزائم الاستراتيجية التي تكبدها العدو الإسرائيلي:
فشل في تحقيق أهداف عسكرية:
رغم التفوق العسكري الإسرائيلي واستخدامه لأحدث التقنيات في الهجمات الجوية والبرية، إلا أن الجيش الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه الرئيسية في القضاء على قدرات حماس. فشلت إسرائيل في كسر المقاومة، بل إن حماس استمرت في إطلاق الصواريخ وتنفيذ العمليات العسكرية رغم الحصار والهجمات المتواصلة.
الانهيار الأمني في محيط غزة:
عانت إسرائيل من تراجع السيطرة الأمنية في محيط غزة، حيث تمكنت حماس من تنفيذ عمليات تسلل إلى المستوطنات والمعسكرات الإسرائيلية، مما أظهر ضعفًا في أجهزة الأمن الإسرائيلية وإخفاقًا في حماية الحدود.
التكلفة البشرية والاقتصادية:
تكبدت إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية كبيرة نتيجة الهجمات المستمرة، بما في ذلك تدمير البنية التحتية العسكرية والمدنية. تزايدت الضغوط على الحكومة الإسرائيلية من الداخل بسبب عدم القدرة على إنهاء الصراع وتوفير الأمن للمستوطنين، ما أدى إلى اهتزاز الثقة في القيادة السياسية والعسكرية.
الأزمة السياسية الداخلية:
الحرب الطويلة أثارت انقسامات سياسية حادة داخل إسرائيل، حيث تعرضت الحكومة الإسرائيلية لانتقادات حادة بسبب فشلها في تحقيق نصر حاسم. تصاعدت الخلافات الداخلية، وازداد الضغط على القيادة نتيجة الاستنزاف المستمر الذي فرضته المقاومة.
الدور الأمريكي والأوروبي بدعم العدو الإسرائيلي
الولايات المتحدة:
كانت الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لإسرائيل خلال هذه الحرب. قدمت واشنطن دعماً عسكرياً هائلاً شمل تزويد إسرائيل بأسلحة متطورة، مثل القنابل الذكية، والأنظمة الدفاعية، والطائرات المقاتلة. كما قدمت دعمًا سياسيًا عبر تعطيل أي محاولات في مجلس الأمن لإدانة إسرائيل أو وقف إطلاق النار.
إضافةً إلى ذلك، ساهمت الولايات المتحدة في دعم إسرائيل ماليًا، حيث تم تخصيص مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات لتعزيز قدرات الجيش الإسرائيلي في مواجهة حماس.
بريطانيا:
قدمت بريطانيا دعمًا سياسيًا قويًا لإسرائيل، ووقفت إلى جانبها في المحافل الدولية. دعمت الحكومة البريطانية العمليات الإسرائيلية وأكدت على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، دون تقديم إدانة حقيقية لقتل المدنيين الفلسطينيين. كما تم تقديم دعم لوجستي ومعلومات استخباراتية للجيش الإسرائيلي من قبل لندن.
فرنسا:
فرنسا اتخذت موقفًا مشابهًا لبريطانيا، حيث دعمت إسرائيل دبلوماسيًا في المحافل الدولية. الحكومة الفرنسية قدمت دعمًا استخباراتيًا ولوجستيًا لإسرائيل، رغم الانتقادات الشعبية داخل فرنسا للحرب على غزة. ومع ذلك، استمر الرئيس الفرنسي في التأكيد على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
ألمانيا:
ألمانيا قدمت دعماً قوياً لإسرائيل سواء من الناحية العسكرية أو السياسية. برلين زودت إسرائيل بأسلحة متطورة ومعدات عسكرية، كما وفرت الدعم اللوجستي والاستخباراتي. في المحافل الدولية، كانت ألمانيا من أكبر المدافعين عن حق إسرائيل في القيام بعملياتها العسكرية ضد غزة.
إيطاليا:
إيطاليا، مثل باقي الدول الأوروبية الكبرى، دعمت إسرائيل سياسيًا ودبلوماسيًا. كما شاركت في تقديم الدعم العسكري من خلال التعاون في مشاريع الأسلحة المتقدمة والأنظمة الدفاعية. رغم وجود معارضة شعبية واسعة للحرب، إلا أن الحكومة الإيطالية استمرت في تقديم دعم قوي لإسرائيل.