“يحيى السنوار: قائد عاش من أجل فلسطين واستشهد من أجلها”
البابور العربي – صورة إخبارية
في كل نبضة قلب فلسطيني، وفي كل دمعة طفل يحن إلى أرضه المسلوبة، يعيش اسم يحيى السنوار كرمزٍ للأمل والشجاعة. كان يحيى السنوار أكثر من مجرد قائد عسكري؛ كان نبضًا لهذا الوطن المكلوم، كان أبًا، أخًا، وصديقًا لكل من حمل حلم التحرير في قلبه.
لقد كان رجلًا من طين هذه الأرض المقدسة، نشأ وترعرع بين جبالها وسهولها، عرف أوجاعها وحزنها، عاش في قلب المعاناة، ورأى الألم في عيون أبناء شعبه. لكن الأهم، أنه لم يعرف اليأس يومًا. كان السنوار يسير بيننا كواحد منا، يحمل همومنا على كتفيه كما يحمل سلاحه، يحمي شعبه ويدافع عن كرامته.
رحلة العطاء بلا حدود
أسرته سجون العدو الإسرائيلي لعشرين عامًا، لكنها لم تأسر روحه. خرج من السجن مرفوع الرأس، وكأن سنوات القيد لم تزد إلا صلابة على صلابته، وإيمانًا على إيمانه. لم يكن يحيى السنوار قائدًا يبحث عن الراحة أو التراجع، بل كان يعود في كل مرة أقوى وأكثر إصرارًا على إكمال الطريق.
كان يحيى يتقدم الصفوف، لا يخشى الموت، لأن قلبه كان عامرًا بالإيمان بحقه في هذه الأرض، وبحق شعبه في العيش بكرامة وحرية. في لحظات المعركة، كان يقف بين المجاهدين، كتفًا إلى كتف، يشاركهم البسالة والشجاعة، لأنه كان يعرف أن تحرير فلسطين يحتاج إلى أرواح تضحي بلا حدود.
استشهادٌ بكرامة واعتزاز
في لحظة استشهاده، لم يكن يحيى السنوار يخاف أو يتراجع. كان يعلم أن هذه اللحظة هي وسام الشرف الأعلى، وأن دمه الذي سال في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى والقدس، سيكون النبراس الذي ينير طريق المجاهدين. ترك خلفه مئات الآلاف من القلوب المفعمة بالأمل والعزيمة، التي ستحمل رايته وتسير على دربه.
“لن ننساك”
يا يحيى، لن ننساك أبدًا. لن ننسى ابتسامتك التي كانت تشرق في أحلك الأوقات، ولن ننسى كلماتك التي كانت توقظ فينا روح المقاومة. لن ننسى أنك كنت القائد الذي أعطى كل ما لديه لشعبه، حتى آخر نبضة في قلبه.
نحن هنا، أبناء هذا الوطن الجريح، نقف اليوم على أعتاب النصر، نحمل في صدورنا ذكراك، ونجدد العهد بأن دماءك لن تذهب هدرًا. سنواصل مسيرتك، وسنحمل حلمك الكبير في تحرير فلسطين وإزالة الاحتلال، مهما كانت التضحيات.
“يا شهيدنا الحبيب، نم قرير العين، ففلسطين لم ولن تنساك.”