البابور العربي – خاص
قبل 20 عاما أصدر الشهيد يحيى السنوار رواية بعنوان “الشوك والقرنفل” كتب فيها عن ملحمة استشهادة وهاجم السياسيين الخونة، كما يكتب “مشهد الوداع الأخير لأم وأبنائها الشهداء”:
وكتب بالنص:
أما من يصرحون أن شعبنا تعب فهم حفنة من أصحاب المصالح السياسية أو الاقتصادية، حفنة خائنة! أما الشعب الصابر، فهو مستعد للتضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل عزته وكرامته ومقدساته.
شاب لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، يلبس زياً عسكرياً مرقطاً، ويضع على رأسه قبة مخططة مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله كتائب العهد عز الدين القسام، يحمل بندقيته، ويعلق على وسطه عدداً من القنابل اليدوية، فينزل من السيارة، ويدفع باب زنزانة “أبو نضال” في التجمعية، داخلاً وسط الدار، فتقف أم نضال قائلة: ولدي الحبيب، بماذا سأدعو لك يا ولدي؟ يبتسم الفتى قائلاً: سأذهب في عملية استشهادية يا أمي. تصمت الأم، تبلع ريقها، ثم تقول: هل تذكرون يا أماه هذه المفرزة، وضريح الشهيد الذي تحتها عماد الذي استشهد في روح عماد، هل تذكرين يا أماه؟ هل تذكرين كم أحب فلسطين والقدس والجهاد والاستشهاد؟ الآن جاء المرة يا أماه فقد رأيت نفسي أقضم عليهم، كيف أقدم قلبي أم أنك ستدعين لي كما دعوت لروح أخي محمد أن يلحقني بالشهداء؟!
تبكي الأم قليلاً، ثم تقول: أذهب يا ولدي كما فعل محمد، خذ طريقه واذهب معه، فكلنا لله وكلنا إلى الله راجعون. فيجلس بجانبها الشيخ عبد الله، يقول لها: أنتِ من النساء الصابرات المحتسبات عند الله، اصبري، لعلّ الله يعطيك نوراً في قبرك مع الشهداء، فهؤلاء أولادك الذين تلدينهم، وأنتِ ستفعلين ما تريدينه، هؤلاء هم أبناؤك الذين ضحيت بهم من أجل كرامة هذا الشعب.
من رواية الشهيد السنوار: الشوك والقرنفل، صفحة 332
