البابور الموقع العربي

الأبعاد الاستراتيجية لانتصار حماس على العدو الإسرائيلي في غزة

انتصار المقاومة الاسلامية الفلسطينية في غزة "نقطة تحول" محليا واقليميا

170

سمير الحجاوي 

أثبتت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال معركة “طوفان الأقصى” أنها قادرة على تحقيق انتصار نوعي ضد العدو الإسرائيلي، رغم الفارق الكبير في القدرات العسكرية والتكنولوجية. هذا الانتصار لم يكن عسكريًا فحسب، بل حمل في طياته أبعادًا استراتيجية غيّرت معادلات الصراع في فلسطين، وأثرت على الوضع الإقليمي والدولي. فكيف تمكنت حماس من تحقيق هذا التحول الاستراتيجي؟

أسباب انتصار حماس 

التخطيط الاستراتيجي والمفاجأة العسكرية 

بدأت حماس معركة “طوفان الأقصى” بخطة مدروسة اعتمدت على عنصر المفاجأة، حيث شنت هجومًا مباغتًا باستخدام أساليب عسكرية نوعية مثل الطائرات المسيّرة والشراعية والقصف الصاروخي الكثيف حيث دكت المواقع الاسرائيلية بنحو 5000 صاروخ دفعة واحدة، اقتحام المستوطنات، وأسر الجنود. هذا الهجوم أربك الجيش الإسرائيلي وأظهر ضعف استعداداته الدفاعية.

 الوحدة بين فصائل المقاومة 

عملت حماس بتنسيق غير مسبوق مع فصائل المقاومة الأخرى، مثل الجهاد الإسلامي، مما عزز جبهة القتال ووحّد الجهود العسكرية.

 الصمود الشعبي والالتفاف الجماهيري 

استفادت حماس من دعم الشعب الفلسطيني، الذي أظهر استعدادًا لتحمل التضحيات في سبيل تحقيق الحرية. هذا الصمود شكّل رافعة للمقاومة وأضعف محاولات العدو لكسر إرادة الفلسطينيين.

 الابتكار التكنولوجي والعسكري 

طورت حماس تقنيات محلية متقدمة مثل الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيّرة، التي مكّنتها من تحقيق توازن استراتيجي مع قدرات إسرائيل المتفوقة.

التحولات الاستراتيجية التي أحدثتها حماس 

انتصار حماس في مواجهة العدو الإسرائيلي يُعدّ نقطة تحول استراتيجية في تاريخ الصراع الفلسطينيالإسرائيلي. هذا الإنجاز لم يقتصر على الميدان العسكري، بل امتد ليشمل أبعادًا سياسية وإقليمية ودولية. لقد نجحت المقاومة في إعادة ترتيب الأولويات ووضع الاحتلال في موقف حرج، مما يمهد الطريق لمزيد من الإنجازات في المستقبل.

 غزة وفلسطين 

تعزيز دور المقاومة المسلحة: أثبتت حماس أن المقاومة العسكرية قادرة على تحقيق إنجازات ملموسة، مما أعاد الأمل للشعب الفلسطيني بإمكانية التحرر.

إعادة تعريف الصراع: نجحت حماس في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية كقضية إنسانية وسياسية، وليس فقط كصراع محلي.

 العالم العربي 

إحياء روح المقاومة: ساهمت معركة “طوفان الأقصى” في إحياء الشعور بالقومية العربية والدعم الشعبي للقضية الفلسطينية، رغم محاولات التطبيع مع الاحتلال.

كشف المواقف الرسمية: وضعت مواقف الأنظمة العربية الداعمة للاحتلال تحت المجهر، مما أدى إلى تصاعد الغضب الشعبي ضد هذه الأنظمة.

 الشرق الأوسط 

تغيير المعادلات الأمنية: أجبرت المقاومة الاحتلال على إعادة التفكير في استراتيجياته الأمنية والدفاعية، خاصة مع فتح جبهات جديدة في لبنان واليمن.

تراجع النفوذ الإسرائيلي: تراجعت قدرة إسرائيل على ترويج صورتها كدولة لا تُقهر، خاصة بعد الفشل في تحقيق أهدافها العسكرية.

 

 الساحة الدولية 

تدويل القضية الفلسطينية: أدت المواجهات إلى تحريك الرأي العام العالمي وتعزيز الضغوط على إسرائيل في المحافل الدولية.

إظهار ازدواجية المعايير: كشفت الحرب ازدواجية المواقف الغربية تجاه حقوق الإنسان والقوانين الدولية.

مستقبل المقاومة بعد الانتصار 

 تعزيز القدرات 

ستواصل المقاومة تطوير بنيتها التحتية العسكرية والتكنولوجية لضمان استمرار التوازن مع الاحتلال.

 توسيع التحالفات 

ستحاول حماس تعزيز علاقاتها مع القوى الإقليمية والدولية الداعمة للقضية الفلسطينية، مثل إيران واليمن.

 زيادة الزخم الشعبي 

سيستمر العمل على تعزيز الوعي الشعبي بالقضية الفلسطينية، سواء في الداخل الفلسطيني أو في العالم العربي والإسلامي.

تأثير الهزيمة الاستراتيجية للعدو على مستقبل الكيان الإسرائيلي

الهزيمة الاستراتيجية التي مني بها الكيان الإسرائيلي في غزة خلال معركة “طوفان الأقصى” لا تقتصر على الجانب العسكري، بل تحمل أبعادًا أعمق تمتد إلى السياسة، المجتمع، الاقتصاد، وحتى الصورة الدولية. هذه الهزيمة شكّلت نقطة تحول في مسار الصراع الفلسطينيالإسرائيلي، وألقت بظلالها على مستقبل الكيان الإسرائيلي من نواحٍ متعددة.

التأثيرات الداخلية على الكيان الإسرائيلي

تفكك الثقة بالقيادة السياسية والعسكرية 

كشفت الهزيمة عن ضعف القيادة الإسرائيلية، حيث فشلت في تحقيق أهدافها العسكرية والاستراتيجية، مما أدى إلى اهتزاز ثقة الشعب الإسرائيلي بالحكومة والجيش.

تصاعد الانتقادات من المعارضة الإسرائيلية والاحتجاجات الشعبية ضد قرارات الحكومة، خاصةً فيما يتعلق بإدارة الحرب وتداعياتها.

 انقسامات داخلية متفاقمة 

ازدادت الانقسامات بين التيارات السياسية الإسرائيلية، خاصة بين اليمين المتطرف والتيار الليبرالي، ما أدى إلى تعميق أزمة الهوية الوطنية.

تصاعدت التوترات بين المستوطنين والحكومة، حيث يشعر المستوطنون بأن الدولة لم تقدم لهم الحماية الكافية خلال الحرب.

 أزمة الروح المعنوية 

الهزيمة أثرت على الروح المعنوية للمجتمع الإسرائيلي، حيث أصبح الشعب يشكك في قدرة جيشه على حماية أمنه، مما يعزز مشاعر القلق والخوف من المستقبل.

التأثيرات الإقليمية والدولية

الهزيمة الاستراتيجية التي تكبدها الاحتلال الإسرائيلي في غزة تمثل بداية لتغيرات جذرية ستؤثر على مستقبله. فقد بات الكيان يواجه تحديات داخلية وخارجية غير مسبوقة تهدد استقراره واستمراريته. ومع تعاظم قوة المقاومة الفلسطينية، يبدو أن إسرائيل تدخل مرحلة جديدة من عدم اليقين، حيث ستظل معرضة لضغوط متزايدة على المستويات كافة.

تراجع الردع الإقليمي 

أظهرت الهزيمة أن قوة الردع الإسرائيلية ليست مطلقة، مما شجّع أطرافًا أخرى، مثل حزب الله وانصار الله الحوثيين في اليمن، على التفكير في فتح جبهات جديدة ضد الاحتلال.

تزايد الجرأة لدى المقاومة الفلسطينية ومجموعات أخرى على تصعيد المواجهة مع الاحتلال.

 فقدان الدعم الدولي 

أدى التصعيد الإسرائيلي الوحشي في غزة إلى تراجع مكانة إسرائيل الأخلاقية على المستوى الدولي، مع تصاعد الانتقادات من منظمات حقوق الإنسان ودول مختلفة.

تزايد الضغوط على الحكومات الغربية لإعادة تقييم دعمها غير المشروط لإسرائيل.

صعود القضية الفلسطينية عالميًا 

ساهمت الهزيمة في تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، مما أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة الدولية كقضية عدالة وحقوق إنسان.

 التأثيرات على الاستراتيجية الأمنية والعسكرية

 تغيير العقيدة العسكرية الإسرائيلية 

أظهرت المعركة قصورًا في التكتيكات العسكرية الإسرائيلية، مما سيجبر الجيش الإسرائيلي على إعادة تقييم استراتيجياته في الحروب المستقبلية.

تصاعدت مخاوف إسرائيل من قدرات المقاومة الفلسطينية المتنامية، مثل استخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ بعيدة المدى.

 تعقيد إدارة الصراع مع المقاومة 

أثبتت حماس والجهاد وفصائل المقاومة قدرتها على إدارة صراع طويل الأمد، مما يعني أن إسرائيل ستواجه تحديات أكبر في احتواء التهديدات من قطاع غزة.

فشل محاولات تدمير بنية المقاومة بشكل كامل سيبقي إسرائيل في حالة استنزاف دائم.

 

التأثيرات على المشهد السياسي الإسرائيلي

احتمالية سقوط الحكومة الحالية 

الاحتجاجات المتزايدة والخلافات السياسية قد تؤدي إلى انهيار الائتلاف الحاكم بقيادة بنيامين نتنياهو، وظهور قيادة جديدة تواجه ضغوطًا داخلية وخارجية.

 

 صعود التيارات اليمينية المتطرفة 

الهزيمة قد تدفع شرائح واسعة من المجتمع الإسرائيلي نحو دعم التيارات الأكثر تطرفًا، مما يزيد من تعقيد الموقف السياسي الداخلي.

 

مستقبل الكيان الإسرائيلي في ظل الهزيمة

فقدان الهوية الوطنية 

تصاعد الشكوك في قدرة إسرائيل على البقاء كدولة “آمنة” قد يدفع المزيد من الإسرائيليين إلى الهجرة، مما يؤثر على التركيبة السكانية والاقتصادية.

 تصعيد المقاومة الفلسطينية 

الانتصار الفلسطيني في غزة يعزز من دور المقاومة كعامل حاسم في المعادلة الإقليمية، مما قد يفتح الباب أمام جولات جديدة من الصراع، تزيد من استنزاف إسرائيل عسكريًا واقتصاديًا.

 

 تحولات إقليمية ودولية 

تراجع الدعم الغربي وصعود قوى إقليمية داعمة للمقاومة قد يؤدي إلى إعادة تشكيل خريطة النفوذ في الشرق الأوسط، مع تقليص دور إسرائيل.

 دعم أنظمة عربية للعدو الإسرائيلي

دعم بعض الدول العربية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يُشكل تحولًا استراتيجيًا في مواقفها الإقليمية، ويعكس ديناميكيات جديدة في العلاقات الدولية والإقليمية. هذا الدعم، سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر، يحمل تداعيات خطيرة على الساحتين المحلية والإقليمية، مما يثير تساؤلات حول دوافعه وتأثيراته على المستقبل.

 

 أولًا: دوافع دعم الدول العربية للعدوان الإسرائيلي

الحسابات الجيوسياسية 

مصر: تسعى مصر إلى الحفاظ على علاقتها الاستراتيجية مع إسرائيل، التي تعد شريكًا رئيسيًا في قضايا أمن الحدود وسيناء، وفي إطار اتفاقية السلام. كما ترى القاهرة في استقرار إسرائيل عاملًا ضروريًا لحماية أمنها القومي في مواجهة التهديدات الإقليمية.

الإمارات: تعزيز تطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد اتفاقيات “إبراهيم”، ضمن مساعيها لتعزيز دورها كلاعب إقليمي مهم وكسب دعم القوى الغربية.

السعودية: تسعى الرياض لتوسيع نفوذها الإقليمي من خلال تطبيع محتمل مع إسرائيل، بهدف مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.

الأردن: يعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي، ويواجه تحديات اقتصادية وأمنية تجعله يسعى للحفاظ على علاقات مستقرة مع إسرائيل لضمان استمرار المساعدات الدولية.

 

 ضغوط دولية وإقليمية 

الدول المذكورة تتعرض لضغوط أمريكية وأوروبية لدعم إسرائيل، أو على الأقل، عدم معارضتها بشكل علني، مما يعكس التبعية السياسية لبعض هذه الدول للغرب.

يُنظر إلى إسرائيل كشريك أمني ضد النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة، مما يدفع بعض هذه الدول إلى التحالف معها.

 

 تحجيم دور المقاومة 

تُعد المقاومة الفلسطينية تهديدًا لبعض الأنظمة التي تخشى أن يشكل نجاحها نموذجًا يُحفّز شعوبها على المطالبة بالإصلاحات أو التغيير.

 

 ثانيًا: التأثيرات المحلية لدعم العدوان

فقدان الشرعية الشعبية 

هذا الدعم يثير غضب الشارع العربي الذي ما زال يُعتبر القضية الفلسطينية جزءًا من وجدانه.

يؤدي ذلك إلى تآكل شرعية الحكومات أمام شعوبها، خصوصًا في ظل استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لفضح هذا الدعم.

تعزيز المعارضة الداخلية

قد تستغل الحركات المعارضة، سواء الإسلامية أو القومية، هذا الموقف لزيادة زخمها ضد الأنظمة الحاكمة.

تعميق الفجوة بين الحكومات وشعوبها قد يؤدي إلى احتجاجات أو اضطرابات سياسية.

تشتيت الأولويات الداخلية 

انشغال الأنظمة بسياسات خارجية مثيرة للجدل يُؤثر على قدرتها على معالجة التحديات المحلية، مثل البطالة والفقر والخدمات العامة.

 ثالثًا: التأثيرات الإقليمية لدعم العدوان

 

تعميق الانقسام العربي 

يُظهر هذا الدعم تصدّع المواقف العربية، بين دول داعمة للمقاومة وأخرى متحالفة مع الاحتلال.

يؤدي ذلك إلى إضعاف قدرة العالم العربي على صياغة موقف موحد تجاه القضايا الإقليمية.

تعزيز المحاور الإقليمية 

يزيد الدعم الإسرائيلي من تماسك محور المقاومة (إيران، حزب الله، حماس) ضد المحور العربي المتحالف مع إسرائيل.

تزايد الاستقطاب بين المحاور يُضعف الاستقرار الإقليمي ويزيد من احتمالية التصعيد العسكري.

 فقدان التأثير في القضية الفلسطينية 

فقدت الدول الداعمة للعدوان مصداقيتها كوسيط في القضية الفلسطينية، مما يفسح المجال لقوى إقليمية أخرى، مثل إيران وتركيا وقطر، لتعزيز نفوذها.

 رابعًا: التأثيرات على العلاقات مع الغرب

 تعزيز التبعية للغرب 

دعم العدوان يُظهر هذه الدول كحليف مطيع للسياسات الغربية، مما يُضعف من قدرتها على اتخاذ مواقف مستقلة تخدم مصالحها القومية.

هذا الموقف قد يكون مكلفًا سياسيًا، حيث يُضعف مصداقيتها في مواجهة الضغوط الغربية في قضايا أخرى.

إعادة ترتيب التحالفات 

التركيز على التحالف مع إسرائيل قد يُفقد هذه الدول دعم الشعوب العربية، مما يجعلها معزولة شعبيًا رغم دعمها الرسمي من الغرب.

 

 خامسًا: الفرص والتحديات المستقبلية

 الفرص 

قد تسعى الدول الداعمة للعدوان لإعادة تقييم مواقفها إذا واجهت ضغوطًا شعبية كبيرة أو إذا تغيّرت الديناميكيات الدولية.

يمكن للمقاومة الفلسطينية استغلال هذا الانحياز لكسب المزيد من الدعم الشعبي والشرعية في العالم العربي والإسلامي.

 التحديات 

استمرار هذا الدعم قد يؤدي إلى زيادة عزلة هذه الدول عن شعوبها وعن الدول المناهضة للاحتلال، مما يضعف مكانتها الإقليمية.

التصعيد المستمر قد يؤدي إلى تقويض الاستقرار الداخلي، خاصة في ظل تنامي الغضب الشعبي.

الأخطار الاستراتيجية 

دعم انظمة عربية للعدوان الإسرائيلي في غزة، بشكل مباشر أو غير مباشر، يمثل خطرًا استراتيجيًا على تماسك العالم العربي وعلى شرعية هذه الأنظمة أمام شعوبها. هذا الدعم يُعزز حالة الانقسام العربي، ويضعف من قدرة هذه الدول على لعب دور إيجابي في حل القضية الفلسطينية. في المقابل، يُمنح محور المقاومة فرصًا أكبر لتعزيز نفوذه وتوسيع شعبيته، مما يُغير من خريطة التحالفات الإقليمية. لتجنب المزيد من الخسائر الاستراتيجية، تحتاج هذه الدول إلى إعادة النظر في مواقفها وتبني سياسات أكثر استقلالية وتوازنًا تخدم مصالحها القومية وشعوبها.

 

المواقف بعد الهزيمة الإسرائيلية في غزة 

الهزيمة الاستراتيجية التي تعرضت لها إسرائيل في مواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة، أظهرت تحولًا جذريًا في معادلات الصراع الإقليمي والدولي.

هذا الانتصار للمقاومة وضع الدول العربية، وخصوصًا مصر والإمارات والسعودية والأردن، في موقف دقيق، حيث أصبح عليها إعادة تقييم مواقفها تجاه القضية الفلسطينية والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

الهزيمة الإسرائيلية والانتصار الفلسطيني في غزة يضعان مصر والإمارات والسعودية والأردن أمام لحظة حرجة لإعادة ترتيب مواقفها وسياساتها. اذن ان استمرار التحالف مع إسرائيل دون مراجعة سيفاقم من فقدان هذه الدول لمصداقيتها أمام شعوبها، بينما يُمكن أن يشكل دعم المقاومة الفلسطينية فرصة لتعزيز مكانتها إقليميًا واستعادة دورها التاريخي في الدفاع عن الحقوق العربية.

 

 أولًا: موقف مصر

تأثير الهزيمة على موقف مصر

إعادة التفكير في التحالفات: قد تُجبر الهزيمة الإسرائيلية القيادة المصرية على مراجعة سياساتها، خاصةً أن غزة تمثل امتدادًا جغرافيًا وأمنيًا لمصر.

الحفاظ على الوساطة: قد تسعى مصر إلى استعادة دورها كوسيط محايد في الصراع الفلسطينيالإسرائيلي، لتجنب خسارة نفوذها لصالح أطراف أخرى مثل قطر وتركيا.

تحسين العلاقات مع المقاومة: من المتوقع أن تضطر مصر إلى تحسين علاقتها مع حماس لضمان استقرار حدودها مع غزة.

الضغوط الداخلية والخارجية

تصاعد الغضب الشعبي داخل مصر تجاه أي دعم للاحتلال الإسرائيلي، مما يدفع النظام المصري لإظهار انحياز أكبر للقضية الفلسطينية.

الضغوط الدولية قد تدفع مصر لتبني موقف أكثر توازنًا لتجنب إحراج دبلوماسي بعد الانتصار الفلسطيني.

 ثانيًا: موقف الإمارات

مواصلة التطبيع أو تعديله

التشبث بالتطبيع: رغم الانتصار الفلسطيني، قد تستمر الإمارات في مسار التطبيع، مستغلة الهزيمة الإسرائيلية للتأكيد على ضرورة السلام كوسيلة لتجنب الصراعات.

إعادة تقييم السياسة الخارجية: قد تضطر الإمارات إلى تبني خطاب أقل صراحة في دعم إسرائيل، خاصةً مع تصاعد النقد الشعبي في العالم العربي.

 

دورها الإقليمي: قد تحاول الإمارات استخدام قوتها الاقتصادية لدعم مشاريع إعادة الإعمار في غزة، كوسيلة لتحسين صورتها في المنطقة.

تعزيز علاقتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل قد يتعرض لاختبار، خاصةً إذا واجهت انتقادات غربية لدورها في دعم العدوان الإسرائيلي.

 ثالثًا: موقف السعودية

تطبيع مؤجل أم مرفوض؟

التراجع المؤقت: من المرجح أن تُبطئ السعودية خطواتها نحو التطبيع مع إسرائيل، لتجنب ردود فعل شعبية ودولية سلبية.

تعزيز دعمها للفلسطينيين: قد تسعى السعودية إلى دعم مادي أو سياسي للقضية الفلسطينية لاستعادة بعض من مصداقيتها.

التحديات الإقليمية

فشل إسرائيل في غزة يُضعف موقف السعودية في مواجهة إيران، مما قد يدفعها لتنسيق أكبر مع دول المقاومة الفلسطينية لاحتواء النفوذ الإيراني.

قد تسعى المملكة إلى استغلال هذا الوضع لتحسين علاقتها مع الأطراف الفلسطينية الأخرى، مثل السلطة الوطنية.

 رابعًا: موقف الأردن

إعادة ترتيب الأولويات

الأردن، بحكم موقعه الجغرافي وعلاقته مع الفلسطينيين، قد يجد نفسه مضطرًا إلى إعادة ترتيب سياساته لضمان استقرار داخلي.

تعزيز دعم الفلسطينيين قد يكون خيارًا استراتيجيًا لمنع أي تداعيات سياسية على جبهته الداخلية.

 الضغوط الأمنية والسياسية

تصاعد الغضب الشعبي داخل الأردن يُجبر النظام على تبني مواقف داعمة للفلسطينيين، مع التركيز على أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس.

محاولة التوازن بين الحفاظ على الدعم الأمريكي والعلاقات مع إسرائيل، وبين إرضاء الداخل الأردني الداعم للمقاومة.

خامسًا: التأثيرات الإقليمية المشتركة

تغير موازين القوى

انتصار المقاومة الفلسطينية يُضعف هيمنة إسرائيل في المنطقة، مما يجبر هذه الدول على إعادة تقييم سياساتها وتحالفاتها.

قد يؤدي ذلك إلى تعزيز دور دول مثل قطر وتركيا، مما يزيد الضغوط على الدول المتحالفة مع إسرائيل.

القضايا الداخلية

تصاعد الدعم الشعبي للمقاومة قد يُضعف شرعية الأنظمة التي دعمت إسرائيل خلال العدوان، مما يفتح الباب أمام احتجاجات أو تغيرات سياسية داخلية.

 استراتيجيات المرحلة المقبلة

تبني مقاربة أكثر توازنًا تجاه القضية الفلسطينية لتجنب خسارة التأييد الشعبي.

تعزيز دورها في إعادة الإعمار بغزة كوسيلة لتحسين صورتها الإقليمية.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار