البابور الموقع العربي

الطفل الفلسطيني في قصص سناء الشعلان محور أطروحة دكتوراه بجامعة دمشق

290

دمشق – البابور العربي

شهدت كلية الآداب في جامعة دمشق مؤخرًا مناقشة أطروحة دكتوراه نوعية، قدّمها الباحث السوري عبد الحميد محمد الحسين ضمن قسم اللغة العربية وآدابها، بعنوان: “دراسة في نقد القصة: شخصية الطفل في القصة القصيرة الفلسطينية (1970–2022)”،  وذلك استكمالًا لمتطلبات نيل درجة الدكتوراه في الأدب العربي الحديث.

وتميّزت الأطروحة بتناولها التحليلي العميق لعدد كبير من قصص الأديبة الأردنية ذات الأصول الفلسطينية، الأستاذة الدكتورة سناء الشعلان (بنت نعيمة)، التي تعد من أبرز الكاتبات العربيات اللواتي جسّدن صورة الطفل الفلسطيني في الأدب القصصي المقاوم.

ز

 نماذج أدبية رائدة

ركز الباحث في دراسته على عدد من المجموعات القصصية المنشورة للدكتورة سناء الشعلان، أبرزها: “تقاسيم الفلسطيني، أرض الحكايا، أكاذيب النساء، الكابوس، والأعمال القصصية الكاملة بأجزائها الثلاثة”

وقد اختارها الباحث بوصفها نماذج تعكس تجربة الطفولة الفلسطينية في ظل الاحتلال والشتات والنكبة والمعاناة، واعتبرها مادة حيوية تمثل أدبًا نضاليًا متعدد المستويات، فنيًا وإنسانيًا وسياسيًا.

 

اللجنة العلمية

جاءت الأطروحة بإشراف الدكتور غسان غنيم، وناقشتها لجنة علمية مكونة من نخبة من الأساتذة المتخصصين، وهم: د. رياض العوايدة، د. روعة الفقس، د. برهان أبو عسلي، د. أمل عبسي، حيث أثنوا على جهد الباحث، ومنهجه الدقيق، وقدرته على التحليل والتفكيك النصي لشخصية الطفل في النص السردي الفلسطيني.

 

 تحليل متكامل

اعتمد الباحث المنهج التكاملي في تحليل القصص، مستخدمًا أدوات نقدية وصفية ونفسية واجتماعية، وتناول شخصية الطفل الفلسطيني بوصفها كيانًا فاعلًا في النص، وكاشفًا عن عمق المأساة التي يعيشها هذا الطفل تحت الاحتلال واللجوء والتشرد. وجاءت الأطروحة في خمسة أبواب رئيسية، تناولت:

– التمثيل الرمزي للطفل الفلسطيني

– أغراض تصوير الطفولة في الأدب

– نماذج متنوعة للشخصية الطفولية (الإيجابية، السلبية، المحزنة، الباحثة عن الهوية، والمقهورة ماديًا)

– العلاقة بين الطفل الفلسطيني والآخر العربي أو الصهيوني

– البنية الفنية للقصص من حيث السرد، الرمز، الفضاءات، اللغة، البناء الدرامي

 

 دور أدب الشعلان في تشكيل وعي المقاومة

أكد الباحث أن أعمال د. سناء الشعلان تمثل بُعدًا رمزيًا وإنسانيًا شديد الثراء، وأن شخصيات الأطفال التي كتبتها ليست ضحايا فحسب، بل أدوات مقاومة، وحاملي وعي قومي وإنساني، يعبرون عن مأساة شعب وحقه في الحياة والحرية والكرامة.

 

 أهمية الأطروحة

تأتي هذه الأطروحة في سياق دعم الدراسات النقدية الفلسطينية والعربية المعاصرة، وتسلط الضوء على أحد أبرز الموضوعات المهملة في النقد الأدبي، وهو الطفولة تحت الاحتلال. كما تبرز أهمية توثيق الإبداع الفلسطيني المقاوم بأقلام عربية ملتزمة، مثل قلم الشعلان، الذي يجمع بين الرؤية الفنية العالية والهمّ الوطني المتجذر.

تشكل هذه الأطروحة مساهمة رصينة في رفد المكتبة الأكاديمية العربية بمرجع جديد حول أدب المقاومة والطفولة الفلسطينية في السرد العربي الحديث. ويأمل الباحث أن تسهم دراسته في فتح الأفق أمام مزيد من الأبحاث النقدية التي تتناول الإنسان الفلسطيني لا بوصفه قضية فقط، بل بوصفه كائنًا فنيًا في النص، وفاعلًا في التاريخ والذاكرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار