غزة – البابور العربي
أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، عن تنفيذ سلسلة من الكمائن النوعية المعقدة، ضمن عملية “أبواب الجحيم”، استهدفت خلالها قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وأوقعت في صفوفها قتلى وجرحى، في تصعيد ميداني متزامن مع اتساع رقعة المعارك البرية جنوب القطاع.
وفي بيان رسمي عبر قناتها على “تلجرام”، كشفت الكتائب أن مجاهديها استدرجوا قوة صهيونية راجلة مكوّنة من 10 جنود وكلبين عسكريين إلى كمين مُعد مسبقًا شرقي رفح، حيث جرى تفجير عدد من العبوات الناسفة لحظة دخولهم منطقة “مقتلة الكمين” قرب مفترق المشروع. وأكدت القسام وقوع القوة بين قتيل وجريح، مشيرة إلى رصد هبوط طائرات مروحية إسرائيلية للإخلاء تحت نيران الاشتباكات التي لا تزال متواصلة حتى اللحظة.
وفي ضربة نوعية أخرى، استهدفت الكتائب قوة إسرائيلية كانت تتحصن داخل أحد المنازل في المنطقة ذاتها، باستخدام قذيفتي “TBG”، ما أدى إلى مقتل وجرح أفراد القوة بالكامل، قبل أن يتقدّم مجاهدونا ويجهزوا على من تبقى من الجنود من مسافة الصفر باستخدام الأسلحة الخفيفة، في عملية وُصفت بالمباغتة والدقيقة.
كما أعلنت كتائب القسام في وقت سابق من اليوم عن تفجير حقل ألغام بقوة إسرائيلية شرقي محافظة خانيونس، أعقبها قصف مباشر بقذائف الهاون، ضمن العمليات المتصاعدة التي تنفذها وحداتها الهندسية والقتالية.
وقد اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بإصابة أربعة من جنوده، أحدهم بجروح خطيرة، في انفجار عبوة ناسفة في رفح، وذلك بعد ساعات من إعلان القسام عن تنفيذ تلك العملية، ما يؤكد تواصل الخسائر المباشرة في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وبحسب المعطيات الرسمية الصادرة عن جيش الاحتلال، فقد قُتل 854 ضابطًا وجنديًا منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 413 عسكريًا في المعارك البرية، في حين بلغ عدد الجرحى العسكريين 5846 جنديًا وضابطًا، منهم 2641 أصيبوا في المعارك البرية. وتُظهر هذه الإحصاءات حجم النزيف العسكري الإسرائيلي، رغم محاولات التعتيم والتقليل من وقع الخسائر، علمًا أن هذه الأرقام لا تشمل عناصر الشرطة والمخابرات.
وتأتي هذه العمليات في وقتٍ يواصل فيه جيش الاحتلال عدوانه الواسع على قطاع غزة، متراجعًا عن التزامه بوقف إطلاق النار الذي بدأ في مرحلته الأولى لمدة 50 يومًا، قبل أن ينسحب من الاتفاق منتصف مارس، ليستأنف سياسة الأرض المحروقة والقصف المكثف، خاصة في محافظتي رفح وخانيونس.
ووفقًا للمعطيات الصادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 52,653 شهيدًا و118,897 جريحًا منذ بداية العدوان، بينما تم تسجيل أكثر من 10,000 مفقود تحت الأنقاض وفي المناطق المستهدفة. ويُعد الأطفال والنساء غالبية الضحايا، في ما يصفه مسؤولون حقوقيون بـ”أكبر مجزرة موثقة في العصر الحديث”.
وتواصل كتائب القسام تنفيذ عملياتها النوعية رغم القصف العنيف والتقدم البري للاحتلال، مؤكدة في بياناتها أنها “ستفتح أبواب الجحيم على رؤوس جنود الاحتلال أينما حاولوا التوغل، وأن غزة لن تُكسر”.