البابور الموقع العربي

العدو الصهيوني يختطف سفينة “مادلين” في المياه الدولية ويقتادها إلى أسدود

73

البابور العربي – متابعات 

وصلت سفينة “مادلين”، التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة لكسر الحصار، إلى ميناء أسدود بعد أن اختطفتها قوات الاحتلال الصهيوني، التي كانت قد اقتحمتها أمس في المياه الدولية.

أكدت وزارة خارجية العدو أن السفينة وصلت اليوم إلى الميناء، وأن النشطاء الذين كانوا على متنها يخضعون لفحوص طبية تمهيداً لتسليمهم إلى الشرطة الإسرائيلية.

وكانت قوات الكوماندوز البحري الصهيوني قد اقتحمت السفينة أمس على بعد ساعات من خط الحصار البحري، بعد أن اعترضتها في عرض البحر. صعد الجنود إلى متنها بالقوة، وسيطروا عليها أثناء إبحارها في المياه الدولية، في عملية وصفت بأنها قرصنة بحرية مكتملة الأركان.

حملت “مادلين” على متنها 12 ناشطًا دوليًا ومساعدات إنسانية رمزية، وانطلقت من صقلية في 9 يونيو/حزيران 2025، بهدف إيصال رسالة احتجاجية ضد الحصار البحري المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عاماً.

 بن غفير يمنع التواصل مع نشطاء “مادلين” 

من جهته فرض إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إجراءات مشدّدة بحق النشطاء المعتقلين من السفينة المدنية “مادلين”، التي اعترضتها البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية أثناء توجهها إلى قطاع غزة. وأكدت مصادر إسرائيلية إعلامية أن بن غفير أصدر قرارًا بمنع إدخال أي أجهزة اتصال أو وسائل إعلام إلى زنازينهم في سجن “غفعون” قرب الرملة، بهدف قطع روابطهم مع العالم الخارجي .

كما تم تحويل كلّ محتويات زنازينهم إلى زنازين معزولة، مع منع ظهور أي رموز أو رسائل مرتبطة بالقضية الفلسطينية أو أهدافها الإنسانية . ويرى مراقبون أن ذلك يعدّ محاولة منه لطمس صوت المبادرة وكسر أي تأثير إعلامي أو تضامني يمكن أن يصدر عنهم من داخل السجن.

وقد تأتي هذه الإجراءات كجزء من نهج عام إسرائيلي تجاه الناشطين الدوليين، إذ رفض بن غفير ضغوطًا داخل الحكومة لتخفيف القيود، محافظًا على موقفه الأمني المتشدد .

على صعيد التصريحات الاسرائيلية المتطرفة قال وزير الحرب الإسرائيلي إسرائيل كاتس إن بلاده “ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لمنع هذه السفن من الاقتراب من شواطئ غزة”، مضيفاً أن من يقفون وراء هذه المحاولة “يختبئون خلف شعارات إنسانية بينما يدعمون جماعة حماس”، على حد وصفه. واعتبر كاتس أن ما جرى يُمثّل نشاطًا “معاديًا للسامية”، داعيًا إلى التعامل معه بحزم أمني وقانوني.

وفي ذات السياق، وصف داني آيالون، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، السفينة بأنها جزء من “أسطول كراهية وعنف”، واتهم القائمين عليها بإقامة “علاقات مع منظمات إرهابية مثل حماس والقاعدة والجهاد العالمي”. وقال إن إرسال السفينة نحو غزة “لم يكن عملاً إنسانياً بل تحريضاً مقصوداً ومسبقاً على إسرائيل”.

أما وزير الخارجية الأسبق أفيغدور ليبرمان، فاختار توجيه سهام نقده إلى المجتمع الدولي، متهماً إياه بـ”ازدواجية المعايير”، قائلاً: “حين تدافع إسرائيل عن نفسها، تُدان فوراً، بينما يقتل في دول أخرى المئات ولا نسمع صوتاً واحداً”. وأضاف: “هناك من يحاول تسييس كل خطوة نقوم بها، في حين يغضّ الطرف عن جرائم حقيقية في أماكن أخرى من العالم”.

وتأتي هذه التصريحات في ظل موجة انتقادات حقوقية دولية لإسرائيل على خلفية اعتراضها سفينة “مادلين” في المياه الدولية، واحتجاز النشطاء الذين كانوا على متنها في سجون الاحتلال، وسط مطالبات بتحقيق دولي ومساءلة قانونية.

وفي ذات السياق، أعلنت الحكومة عن نية ترحيل جميع النشطاء لاحقًا إلى بلدانهم الأصلية، في خطوة أكّدها قرار الدفاع بفرض تدابير أمنية مشدّدة في السجون تمهيدًا لذلك .

لكن سياق تطوّر الموقف ظل نقل الحدث من محطة الاعتقال إلى معركة السيطرة الإعلامية والقانونية. فبينما يرى بن غفير وإسرائيل أن ما حدث هو جزء من “أمن قومي” ضد نشاطات تصفها بـ”الإرهابية” أو “المعادية للسامية”، تستمر الجهات الحقوقية في وصف الأساليب بـ”انتهاكات حقوقية مشدّدة ضد معتقلين سياسيين” مع منعهم من التواصل والتعبير أو الوثوق في محاكمة عادلة.

على صعيد متصل وصف زاهر البيراوي، رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، الهجوم بأنه “إرهاب دولة”، قائلاً إن اعتراض سفينة مدنية سلمية في المياه الدولية يُظهر استخفاف الاحتلال بالقانون الدولي، ومحاولة منه لترويج صورة زائفة عن تعامله مع النشطاء، في الوقت الذي يمارس فيه عدوانًا شاملاً وحرب إبادة ضد سكان غزة.

من جانبه، اعتبر الدكتور محمود الحنفي، أستاذ القانون الدولي وحقوق الإنسان، أن اعتراض السفينة يُعد انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، ويعكس حجم الدعم الذي يحصّن العدو الصهيوني من المحاسبة.

وأضاف أن رمزية “مادلين” لا تكمن في قدرتها على كسر الحصار فعلياً، بل في قدرتها على فضح الحصار أخلاقيًا وقانونيًا، وكشف تقاعس المجتمع الدولي عن حماية حقوق المدنيين في غزة.

ورغم أن السفينة لم تصل إلى وجهتها، فقد أعادت، بحسب الحنفي، تسليط الضوء على الكارثة الإنسانية في القطاع، وأحيت موجات تضامن في الإعلام البديل ومؤسسات حقوق الإنسان، في وقت تتعاظم فيه خيبة الأمل من صمت الحكومات العربية والدولية.

المصدر: الجزيرة + مواقع+ وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار