الأمير تميم: إسرائيل لم تلتزم باتفاق غزة ونسعى نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني
البابور العربي – متابعات
اتهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني العدو الإسرائيلي بعرقلة تنفيذ اتفاق تبادل الاسرى
وقال أمير قطر، الخميس، إن إسرائيل لم تلتزم باتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قبل أشهر، مؤكدا سعيهم لتقريب وجهات النظر من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده الأمير تميم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.
ويأتي المؤتمر الصحافي في أول يوم من زيارة غير محددة المدة لأمير قطر هي الأولى لروسيا منذ 7 سنوات، يبحث خلالها مع بوتين العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفق وكالة الأنباء القطرية “قنا”.
وفي مطلع كلامه قال أمير قطر إن “التعاون متواصل بين الدوحة وموسكو بالقضايا الساخنة بالمنطقة”. وأردف: “أعتقد أن من أهم القضايا هي المأساة التي نشهدها الآن في قطاع غزة والقتل اليومي الذي يجب أن يتوقف”.
وزاد أن إسرائيل لم تلتزم باتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار (بين تل أبيب وحركة حماس)، والذي تم التوصل إليه قبل أشهر. وأشار إلى مواصلة سعيهم “لتقريب وجهات النظر من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني”.
أكد على موقف قطر “الثابت بأنه لا يوجد سلام دون دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس وعلى حدود 1967، وهذا الذي سنسعى إليه”. وأكد على موقف قطر “الثابت بأنه لا يوجد سلام دون دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس وعلى حدود 1967، وهذا الذي سنسعى إليه”.
من جهته أشار بوتين إلى أن قطر تتخذ قرارات بالغة الأهمية لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قائلا :”نعلم أن قطر تبذل جهودا حثيثة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وللأسف، لم تنفذ المبادرات التي طرحتها، بما في ذلك مبادراتكم. ولا يزال المدنيون يقتلون في فلسطين، وهي مأساة حقيقية اليوم”. وأكد على أن “التسوية طويلة الأمد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يمكن أن تتم إلا على أساس حل الدولتين”.
وفي يناير/ كانون الثاني 2025، تمكنت مصر بمشاركة قطر والولايات المتحدة من التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس ينص على وقف إطلاق النار في غزة وفق عدة مراحل، قبل أن تنتهكه تل أبيب وتعلن من طرف واحد، استئناف الحرب في مارس/ آذار الماضي.
وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في مارس الماضي، قتلت إسرائيل 1652 فلسطينيا وأصابت 4391 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع صباح الأربعاء.
وإجمالا، أسفرت الإبادة الإسرائيلية بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عن أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
العلاقات الثنائية ودعم سوريا
وعن العلاقات الثنائية بين قطر وروسيا، قال الشيخ تميم: “نعتز بالعلاقات مع روسيا وبحثنا سبل تطويرها”. وعن التبادل التجاري بين الدوحة وموسكو، قال الأمير إنه “ليس بالحجم المطلوب، وإنه يجب العمل على كيفية تعزيزه”.
أما عن الملف السوري، فقد ذكر أمير قطر أن الرئيس السوري أحمد الشرع كان في الدوحة قبل عدة أيام، وأنهما تحدثا، بين أمور أخرى، عن “العلاقة التاريخية الاستراتيجية” بين روسيا وسوريا.
وأكد الشيخ تميم أن الرئيس السوري “حريص على بناء علاقة بين البلدين تقوم على الاحترام ومصالح الشعبين”. وأشار أمير قطر إلى أن سوريا تمر الآن بمرحلة “دقيقة وحساسة”، وأنه “من مصلحتنا ومصلحة الجميع” دعم هذا التوجه في سوريا نحو الحفاظ على واحدة أراضيها والسلم الأهلي فيها.
من جهته أكد الرئيس الروسي أن موسكو على استعداد لبذل كل ما يلزم من أجل الحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، وهذا له همية كبيرة بالنسبة لنا”.
واقترح بوتين على أمير قطر مناقشة تقديم المساعدة للشعب السوري، وقال: “نود أيضا أن نناقش معكم إمكانية تقديم المساعدة للشعب السوري، بما في ذلك المساعدات الإنسانية. ولا تزال (سوريا تواجه) مشاكل كثيرة، سواء على المستوى السياسي أو من حيث ضمان الأمن، أو من الناحية الاقتصادية البحتة”.
وفي 30 يناير الماضي، كان أمير قطر أول زعيم دولة يزور دمشق بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000-2024).
وبسطت فصائل سورية، في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من حزب البعث الدموي، و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد، الذي كان يحظى في السابق بدعم موسكو، ولجأ بشار الأسد إليها بعد هروبه من دمشق.
وأعلنت الإدارة السورية الجديدة في 29 يناير 2025، تعيين الشرع رئيسا للبلاد خلال مرحلة انتقالية من المقرر أن تستمر خمس سنوات.
ووصل أمير قطر إلى موسكو في وقت سابق اليوم الخميس، برفقة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، ووفد رسمي
وذكرت وكالة قنا أنه على جدول أعمال الأمير “بحث العلاقات الثنائية بين روسيا وقطر وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف مجالات التعاون الثنائي، فضلا عن مناقشة أبرز القضايا والمستجدات ذات الاهتمام المشترك في المنطقة”.
من جهته، اعتبر ماجد الأنصاري، مستشار رئيس مجلس الوزراء متحدث وزارة الخارجية القطرية أن زيارة الأمير تميم لروسيا “تمثل محطة بالغة الأهمية في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين”.
وأشار إلى أنها الزيارة الأولى التي يجريها أمير قطر لروسيا منذ عام 2018، وتتزامن مع “تطورات إقليمية ودولية متسارعة تستدعي تنسيقا وثيقا بين الدول ذات الثقل السياسي والاقتصادي”.
وستتضمن الزيارة مباحثات الزعيمين الروسي والقطري “مناقشة الأوضاع في أفغانستان، واليمن، وليبيا، وجميعها تحظى بأولوية في السياسة الخارجية القطرية، فضلا عن بحث تطورات الأوضاع في أوكرانيا، حيث تلعب دولة قطر دورا فاعلا في جهود الوساطة الإنسانية”، حسبما أفاد الأنصاري.
ولفت الأنصاري إلى أن الدور القطري في ملف أوكرانيا قائم على “لم شمل الأطفال المتأثرين بالحرب، إلى جانب الاتصالات المستمرة مع مختلف الأطراف بهدف تخفيف معاناة المدنيين”.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022 تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا” في شؤونها.
(وكالات) + القدس العربي